ابزو : الساكنة المحلية تحث رحمة السيول كلما أمطرت سماء البلدة .

مراسلة البكراوي المصطفى البزيوي
في ظل غياب بنية تحتية ملائمة و ناجعة تتجدد معاناة ساكنة ابزو دوار المدرسة مع كل زخات مطر واضعة أكفها على قلبها كلما حجبت الغيوم سماء البلدة تترقب ماذا ستفعل بها السيول الجارفة التي تقتحم البيوت و المتاجر تغرقها بالماء و تجر أكواما من الأتربة و الأحجار تتراكم بالأزقة و تحولها لأودية جارية تعرقل حركة السير و المرور .

حالة يعيشها ساكنة ابزو عموما و ساكنة المدرسة على وجه الخصوص منذ سنوات طوال و لا من يلتفت لواقع الحال و نداءات الساكنة... ب .م يقول " كل شتاء نعيش نفس الكارثة نغرق في الماء و الطين و لا أحد يتحرك لانقاذنا او حماية أطفالنا " و يضيف ب .ح " نحن لسنا ضد المطر و لكن ضد الاهمال و غياب التخطيط " أما أمي ع .م أرملة مسنة تعيش بمفردها في بيت متهالك الزوايا فتقول " شي اطلب الشتا او شي تطيح عليه الوقت اللي كتغيم كنبدا نشهد ..و الرجا فالله ..." أكيد الرجاء في الله كبير أما المسؤولون فلا حياة لمن تنادي .

البارحة السبت الثاني عشر من شهر أبريل 2025 عاشت ساكنة المدرسة ليلة بيضاء بجميع المقاييس مع غزارة الأمطار و السيول التي حولت منازلهم إلى برك مائية تطفو عليها مستلزماتهم المنزلية لتبدأ فصول معاناة جديدة مع شفط هذه المياه و التخلص منها مع حالة دعر و هلع وسط الأطفال و النساء .
للإشارة فهذه السيول و في غياب حلول من طرف المعنيين بالشأن المحلي دفعت الساكنة إلى البحث عن حلول فردية إتقاءا لشر الكارثة من قبيل بناء حواجز أمام عتبات البيوت فكل فرد يحاول درء الضرر على نفسه لكنه يضر بالجوار الشيء الذي قد يخلق نوعا من المشاحنات و المشادات بين الجيران من شأنه خلق احتقانات -لا قدر الله - قد تتحول إلى عداوات تحمل في طياتها ما لا تحمد عقباه .

لهذا وجب على المسؤوليين المحليين التدخل و بشكل عاجل من أجل إيجاد حل لهذه المعظلة التي باتت تثقل كاهل الساكنة و تحول حياتهم إلى جحيم .
ابزو اليوم ليست فقط ضحية موقعها الجغرافي ذي الطابع الجبلي او ضحية التقلبات المناخية بل ضحية سياسة تنموية لم تراع طبيعة المنطقة و خصوصيتها الجغرافية .

و بينما تنتظر الساكنة حلولا جذرية و مستدامة تبقى السماء الممطرة كابوسا يقض مضجع ساكنة ابزو بدل أن تكون بشارة غير و خير إذ السماء ترجى حين تحتجب .
في الأخير لا يسعنا الا أن نتساءل مع ساكنة ابزو ...أين المدرسة من مواصفات المركز في ظل الاسطوانة المشروخة قبل الميلاد " المركز الصاعد " ؟ أم كيف يستقيم الظل و العود أعوج ؟
