
شهدت مدينة أكادير، يوم الخميس فاتح ماي 2025، احتفالات قوية ومعبّرة بمناسبة اليوم العالمي للشغل، نظّمتها الفيدرالية الديمقراطية للشغل، وسط حضور كثيف تجاوز 300 مناضلة ومناضلاً قدموا من مختلف أقاليم وعمالات جهة سوس ماسة، ومن جميع القطاعات المهنية، أبرزها: الصحة، التعليم، البريد، العدل، الجماعات المحلية، والقطاع الخاص.
وانطلقت فعاليات الاحتفاء بكلمات افتتاحية لمسؤولي الاتحادات المحلية والمكاتب الجهوية للنقابة الوطنية للصحة العمومية FDT، والنقابة الوطنية للتعليم (ف.د.ش)، والذين أكدوا في تدخلاتهم على استمرار نضالات الشغيلة، وضرورة الوحدة لمواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية المتزايدة.
عقب الكلمات، انطلقت مسيرة سلمية جابت شارع الحسن الثاني، رفعت خلالها شعارات قوية تندد بغلاء المعيشة وتدهور القدرة الشرائية، كما عبرت عن الأوضاع الاجتماعية الصعبة التي تعيشها فئات واسعة من الطبقة العاملة.
وهيمنت على المسيرة انتقادات حادة لمشروع قانون الإضراب الذي وصفته الفيدرالية الديمقراطية للشغل بـ"القانون التكبيلي"، معتبرة أنه يضرب في الصميم حق الاحتجاج المكفول دستورياً، ويهدف إلى تقييد الحريات النقابية.
كما تخللت التظاهرة شعارات تضامنية مع الشعب الفلسطيني، عبّرت من خلالها الفيدراليات والفيدراليون عن دعمهم لنضال الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال، في تفاعل واضح مع المستجدات الإقليمية.
وشهدت المسيرة حضوراً تنظيمياً ملحوظاً، حيث تابعت السلطات المحلية والأمنية بأكادير مجرياتها في مختلف المحاور المحددة، وسط التزام المشاركين بالسلمية والانضباط.
وسُجّل كذلك حضور عدد من مسؤولي حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بجهة سوس ماسة، في إشارة إلى التنسيق الحزبي والنقابي المشترك في دعم قضايا الشغيلة.
وقد ختمت الفيدرالية فعاليات هذا اليوم بشعار "قوتنا في وحدتنا"، موجهة تحية نضالية إلى كل الفيدراليات والفيدراليين الذين لبّوا نداء فاتح ماي بأكادير، مؤكدين أن المعركة من أجل العدالة الاجتماعية والكرامة المهنية مستمرة.