Partager sur :

الأمطار في المناطق الهشة : نعمة أم نقمة؟ بقلم ذ / إبراهيم أونبارك

للجنوب الشرقي المغربي والمناطق التي تعاني الجفاف عموما، قصة طويلة مع المطر، حيث يكاد الحديث عن الجفاف وندرة المياه تستحوذ على كل حديث، ولا يخلو لقاء ولا مكالمة هاتفية بين القاطنين في الدواوير والمداشر والواحات وذويهم من المسافرين داخل وخارج الوطن، دون السؤال عن "جو اليوم" وطبيعة السماء وشكل الغيوم ووضعية الصنابرومدى وجود الماء من دونه...ولا تمر خطب الجمعة وأدعية المناسبات الدينية والوطنية دون ترديد مقولة سقي العباد والدواب، ولا تكاد المحاكم تفرغ من ملفات ومساطر النزاعات الناجمة عن ملكيات المياه، وصراعات السواقي، وكم من رجل قرع أبواب السجون نتيجة عدم فهمه إلا لقانون نزع المياه من أخيه أو جاره بغض النظر عن القانون المدني أو الجنائي الجاري به العمل.
لكن مجيء الأمطار بكميات غير منتظرة وغير مألوفة وفي وسط هش طبيعيا وحضريا ونفسيا(نقصد هنا عدم اعتياد الناس على رؤية سقوط جدران أو منازل وانتشال الجثت....), وعدم استعداد الناس سلفا لمخاطر  السيول وانهيار التربة وغيرها من الكوارث الناجمة عن تلقي المنطقة لتساقطات مائية وثلحية تفوق طاقة البلاد والعباد.
لنجد أن كل حدث مائي événement hydrique يجعل الإنسان بين رغبة في الارتواء المفرط من شدة الجفاف، والهلع المستمر جراء الخوف من حدوث ما قد يجعل الفرد يتمنى استمرارية الجفاف على فقدان  أحد أفراد العائلة أو الدوار.
هنا نكون أمام نتائج وتداعيات لابد من أخذها بعين الاعتبار:
- تثمين الدولة والمجالس الجهوية وممثلوا الساكنة للكثير من الشيم والخصال التي ميزت ولا تزال، أبناء وبنات تلك المناطق، وعلى رأسها: التضامن، التعاون والتعايش المبني على مساعدة الغير، البحث عن فرص الشغل خارج المنطقة دون اتكالية على أي كان،
- إعادة وضع خريطة جديدة لتشييد سدود وحواجز مائية وثلجية تجنب الساكنة كوارث الانجرافات وانقطاع المسالك الطرقية وتزويد الدواوير بالمواد الضرورية في مثل هذه الأحداث المفاجئة، خصوصا أنها قد تزداد حدة وفجائية بسبب التغيرات المناخية التي أضحى ترقبها أو التنبؤ بحجم خسائرها أمرا صعبا.
- توعية الساكنة بمخاطر الوديان والبناء الطيني الهش ومختلف الأخطار المرتبطة بسقوط الثلوج والأمطار، وكيفية التعامل مع انزلاق التربة والآبار غير المهيئة بشكل يحقق سلامة الساكنة،
- تزويد الجماعات الترابية بوسائل وآليات احتياطية تحسبا لمثل هذه الأحداث،
- تقوية أواصر التواصل بين المناطق وأبنائها وبناتها الذين يقطنون خارج المنطقة، سواء داخل المغرب أو خارجه، في سياق دعم توطيد الرابط بين مغاربة العالم وبلدهم، لتشجيع تقديم الاقتراحات والمساهمات وتأسيس مجتمع مدني قادر على مواكبة هذه الأوضاع الهشة التي تنجم عن الكوارث والمخاطر الطبيعية والبيئية،
_ إدماج المجالس الجماعية المحلية والاقليمية والجهوية لبرامج وتكوينات تصب في صميم توعية السكان وتخصيص ميزانيات لتقوية البنية التحتية المائية بتنسيق مع فاعلين ومتدخلين مركزيين( وزارة الفلاحة، وزارة التجهيز، مؤسسات  تضامينة،...).
وأخيرا، وليس أخيرا، تخطي هذا التفكير المناسباتي الذي يجعلنا ننتظر وقوع المشاكل أو فقدان الأرواح أو عيش الساكنة لمعاناة مزدوجة، تجمع بين الفقر والهشاشة وتهديد الطبيعة الفجائي، ليصبح خطابنا لحظيا وخطابا تضامنيا يختفي باختفاء الثلوج فوق أسطح المنازل الآيلة للسقوط...
- الصور من صفحة ayt oulhayn presse  وصفحة الصديق سعيدajmoplus، وأخرى من زملاء بإقليم ورزازات....شكرا لهم على توثيق اللحظات الخاصة بتلقي الجنوب الشرقي تساقطات  مطرية وثلجية، حركت الكثير من الفرح والكثير من الأسئلة والطموحات والأحلام الكبيرة.

Langue
Arabe
Région
Drâa - Tafilalt
Partager sur :