الجديدة : الملتقى الوطني حول الذكرى الأربعين لتأسيس الدراسات الإسلامية بالمغرب. بقلم : لحسن مقبولي، طالب باحث بسلك الدكتوراة.
بمناسبة الذكرى الأربعين لتأسيس شعبة الدراسات الإسلامية بالمغرب، وتكريما لجيل من الرواد والمؤسسين وبشراكة مع الهيئة العلمية العليا للتنسيق في الدراسات الإسلامية بالجامعات المغربية، نظمت شعبة الدراسات الإسلامية بجامعة شعيب الدكالي بمركز الدكتوراة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة ملتقى وطنيا، تحت عنوان "الدراسات الإسلامية واقع وآفاق".
عرفت الجلسة الافتتاحية، صباح الثلاثاء 14 نونبر 2023، تدخل الدكتور محمد يقين باسم عمادة كلية الآداب والعلوم الإنسانية، والأستاذ سعيد هلاوي باسم جامعة محمد الخامس بالرباط، والأستاذ خالد الصمدي باسم جامعة عبد المالك السعدي، والأستاذ محمد خروبات باسم جامعة القاضي عياض بمراكش. وترأس هذه الجلسة الأستاذ عبد المجيد بوشبكة رئيس شعبة الدراسات الإسلامية بالجديدة، وبعد كلمته تم تقديم شريط فيديو حول أهم محطات الدراسات الإسلامية يتضمن ملخصا يؤرخ لأربعين سنة من العطاء والبحث العلمي بالمغرب. واختتمت هذه الجلسة بتقديم هدايا رمزية بالمناسبة.
وفي الجلسة الأولى التي ترأسها الدكتور محمد جكيب، تناول الكلمة الأستاذ سعيد هلاوي نيابة عن الأستاذ محمد بلبشير الحسني أطال الله في عمره، حيث تناول فيها حيثيات تأسيس الدراسات الإسلامية بالمغرب، وما عرفت من تطورات على المستوى الوطني، طيلة مدة أربعين سنة من العطاء والصمود والمضايقات، وما ينتظرها من تحديات للإسهام في بناء مغرب النماء والازدهار. ثم تناول الكلمة بعد ذلك الدكتور خالد الصمدي مذكرا بماضي الشعبة وأهميتها في الوقت الماضي والحاضر والمستقبل؛ ثم تناول الكلمة الأستاذ محمد خروبات مركزا على ما تعرفه الدراسات الإسلامية من مضايقات وهجمات منبها إلى ضرورة العمل الجاد والمسؤول لصيانة المكتسبات وتنميتها، والحفاظ على الدراسات الإسلامية باعتبارها الحصن والحضن اللذان يحميان الهوية الإسلامية داخل الحرم الجامعي وخارجه. أما كلمة الأستاذ سعيد هلاوي فتمحورت حول استثمار عطاءات وكفاءات الأساتذة المكرمين والمحالين على التقاعد، داعيا المعنيين بضرورة الاستفادة من تجربتهم الطويلة والغنية، وما راكموه من خبرة، مقترحا عليهم منحهم لقب "أستاذ فخري" ليساهموا في تأطير الطلبة، وفي أنشطة الدراسات الإسلامية بالكلية.
في الجلسة الثانية من الفترة المسائية تناول الكلمة على المنصة بعض الأساتذة المحالين على التقاعد، منهم الاستاذ عبد الهادي دحاني والاستاذ ميلود الضعيف والاستاذ ابراهيم عقيلي. وبعد ذلك تم تكريم هؤلاء الرواد في الدراسات الإسلامية بالجديدة بمناسبة إحالتهم على التقاعد وفاء لعطاءاتهم العلمية والاجتماعية ومساهماتهم في البحث العلمي، حيث تخرج على أيديهم، وباقي أساتذة شعبة الدراسات الإسلامية، أعداد كثيرة من الأطر. وبعد ذلك تقدم الأساتذة المكرمون بكلمات وشهادات جد مؤثرة داخل مركز الدكتوراة الممتلئ عن آخره بالأساتذة والطلبة وبعض الضيوف.
وفي الجلسة الثالثة التي ترأسها الأستاذ عز الدين مناري، تناول الكلمة الأستاذ قاسم مراكي والأستاذ فؤاد بنلمودن والأستاذة حنان الخياطي والأستاذ عبد الجبار لند والأستاذ حسن صدقي والأستاذ حسن قراب، تقدموا بمداخلات علمية وشهادات في حق المكرمين، كما شارك الأستاذ أحمد العمراني بكلمة قيمة عن بعد في حق زملائه المحتفى بهم، وتمت تقديم هدايا رمزية للأساتذة المكرمين عربونا عن المحبة، وعرفانا لما أسدوه لشعبة الدراسات الإسلامية.
على هامش الندوة الوطنية التي كانت ناجحة بكل المقاييس، أدلى الأستاذ بوشبكة رئيس شعبة الدراسات الإسلامية، بتصريح جوابا على سؤال الصحفي إبراهيم عقبة مدير جريدة بلا قيود الإلكترونية، حول "آفاق شعبة الدراسات الإسلامية". قال فيه: الدراسات الإسلامية فكرة وليدة ظروف خاصة قديمة ولدت مع رجالات كبار، على رأسهم المرحوم الحسن الثاني، والشيخ محمد بلبشير الحسني أطال الله في عمره. فكرة جاءت للإجابة على تحديات كان تعيشها الجامعة الإسلامية ومن خلالها المجتمع المغربي. تمثلت هذه الفكرة في الدعامات الأساسية للثوابت الوطنية، لم تكن واضحة لدى الكثير من الجهات خاصة في فترات معينة في بداية التأسيس في الجامعة المغربية. كان هؤلاء الرواد، الحسن الثاني، وبلبشير الحسني وراء بداية تأسيس رؤية جديدة للثوابت الوطنية لكن في إطار العلوم الإنسانية من جهة أكاديمية بالجامعة المغربية، وهذا يمثل استجابة إلى حاجة وطنية ومجتمعية وجامعية وأكاديمية. كما كان تأسيس شعبة الدراسات الإسلامية استجابة على التوجهات الدولية في العالم الإسلامي. لذلك فإن الدراسات الإسلامية لا تهتم بالدرجة الأولى بتعليم الدين، لكن بالعلوم الشرعية بشكل عام في إطارها الأكاديمي، وذلك من خلال التشابك مع العلوم الإنسانية في الجامعة المغربية.
وختم الملتقى بالدعاء الصالح مع شهداء الأراضي المقدسة.