Partager sur :

التدبير الجماعي بدرعة تافيلالت رهانات وتحديات

En savoir plus

 

                                                                                               

 

"نجاح المجتمع المدني المحلي، يحتاج أولا إلى الغيورين على هذه المنطقة"

لهراوت براهيم بن يدير: ، ناشط جمعوي، أيت ألحيان ، جماعة أيت بوداود، إقليم زاكورة

ناشط جمعوي

حاوره: إبراهيم أونبارك

                                                                                                                                                   عن: ماكلور الدولية

 

 

ماكلور: يعد المجتمع المدني سندا لا محيد عنه في تحقيق التنمية المحلية، هل ترون فعلا أنه يستطيع أن يؤدي هذا الدور في سياق تجربتكم الشخصية أم ليس يعد؟

يعد المجتمع المدني في منطقتنا، من بين الركائز الأساسية في تحقيق التنمية المحلية عبر هيئات وجمعيات، باعتبارها الممثل والراعي لشؤون البلدة أو المنطقة التي ننتمي إليها، فالمجتمع المدني عبارة عن أشخاص ذوي كفاءات ومتمرسون وعارفون جيدا لكل حيثيات المنطقة والمشاكل التي تعاني منها الساكنة والحاجة إلى حلها ،إذن فالمجتمع المدني سند ضروري، لا محيد عنه في تحقيق التنمية للساكنة المحلية.

 

ماكلور: المجتمع المدني أو الهيئات الجمعوية تحتاج شروطا لتكون في مستوى تطلعات الساكنة، ما هي هذه الشروط في نظركم، 

من بين الشروط، حسب تجربتي في العمل الجمعوي، ضرورة وجود أشخاص غيورين على المنطقة أولا، تسيير الجمعيات من طرف أشخاص بمستوى تعليمي،  ومتمرسون في العمل الجمعوي، بالإضافة إلى العنصر الأساسي وهو الاستقرار والدعم المادي و المعنوي لهاته الجمعيات ذات المنفعة العامة. ولتكون هذه الهيئات في مستوى تطلعات الساكنة، وجب الإتحاد، وتجنب الصراعات التي تعرقلها، وتشجيع انخراط كل الفئات انخراطا فعليا وفعَّالا، والعمل على التواصل المستمر مع أبناء هذا المنطقة داخل  المغرب وخارجه.

 

ماكلور: كيف يمكن جعل الهيئات الجمعوية أكثر قوة وأكثر حضورا، من أجل الدفع بها للمساهمة في الشأن العام المحلي

يمكن جعل الهيئات الجمعوية أكثر قوة وأكثر حضورا، من أجل الدفع بها للمساهمة في الشأن العام المحلي عبر:  توسيع شبكات التواصل مع المنخرطين ومع الساكنة، تجنب كل ما يعرقل تنميتها، بالإضافة إلى وضع خطط شراكة مع الجمعيات الأخرى، وكذا تكليف أشخاص ذوي كفاءات، ومن هو متمرس في الميدان، لتسيير وتدبير العمل الجمعوي. دون أن أنسى ضرورة تخصيص منحة شهرية للفاعلين الأساسيين داخل الجمعية،  بغرض دعمهم أولا، والحفاظ على المواكبة  والاستمرارية، وأيضا وضع منصة تواصل بين الجمعيات، لوضع خطط واستراتيجيات وشراكات بديلة لتشجيع مصادر التمويل وتجويد قدرات الفاعلين والمدبرين داخل الجمعيات بالمنطقة.

 

ماكلور: ما الذي يميز عمل الجمعيات بجماعة أيت بوداود والجماعات المجاورة بالمقارنة مع النسيج الجمعوي في المناطق الأخرى من المغرب، من خلال تجربتكم؟

ما يميز العمل الجمعوي بتراب أيت بوداود، على سبيل المثال، هو محاولة تكييف برامجها مع حاجيات الساكنة المحلية. وكما هو معروف، فمنطقتنا ذات مناخ وتضاريس شبه صحراوية ،لذلك فالساكنة تحتاج الى قطاع مهم وهو توفير المياه الصالحة للشرب باعتبارها أساسا للاستقرار. لذا، كان الهم الرئيسي لخلق هذا النسيج الجمعوي هو خدمة الساكنة و الانخراط في معالجة القضايا المحورية بالمنطقة، كما تقوم كذلك بما هو إنساني، من خلال مساعدة الساكنة وتوفير فرص الشغل للمعطلين.

فمثلا جمعية أناروز للتنمية والبيئة، ساهمت بمقرها الرئيسي بدوار أيت الحيان، وحولته إلى روض للأطفال، وتحملت مصاريف تسييره وأجرة مدرس هؤلاء الأطفال. وتعمل الجمعيات كذلك، في منطقتنا، على تنمية المنتوج المحلي والخيرات التي تتوفر عليها. فكما تعلمون، تتميز منطقتنا، عبر تاريخها، بإنتاج نبتتي "الحناء" و"الكامون"، ولا ننسي التمر، اذن الجمعيات تقوم بتثمين هذه المنتوجات والمحافظة عليها والدفع، قدر إمكانيتها، في تسويقها والتعريف بها كلما سنحت لها الفرصة لذلك.

 

ماكلور: تعد الفئات الشابة المحرك الفعلي للتنمية، لكن المنطقة تعاني من استنزاف في هذه الطاقات الشابة نتيجة هجرتها  نحو المدن أو نحو الدول الأوربية، ألا ترون أن هذا المشكل قد يعرقل نجاح العمل الجمعوي بالمنطقة؟

تعد الفئات الشابة في كل المجتمعات، المحرك الفعلي للتنمية، وكذلك الحال لدينا، فالشباب من يسيرون ويدبرون أمور القبيلة والجمعيات ،لكنه لوحظ تراجع عطاء الشباب مؤخرا، بفعل الهجرة سوى نحو المدن أو إلى خارج الوطن ، وبهذا يعكس سلبا على العمل الجمعوي في المنطقة، ومن هنا، فالمنطقة تفقد شبابها وتفقد طاقتها التي يمكن أن تكون محركا لتغيير وضع العمل الجمعوي والمنطقة برمتها.

 

ماكلور: هل ترى أن صراع الأجيال لازال حاضرا في سياق التدبير الجمعوي، أي أن زعماء القبيلة أو الدورا، يرغبون في تدبير أمور الدواوير ، مما يجعل الفئات الشابة تنسحب تجنبا للصراعات بينها وبين المسنين على مستوى التدبير الجمعوي والجماعي؟

تلعب الفئات الشابة، في الآونة الأخيرة، دورا أساسيا في تدبير وتسيير الشأن العام. أما بالنسبة لصراع الأجيال، فلم يعد قائما ، نظرا للثقة التي أُعطيت للفئات الشابة من طرف الشيوخ، والحاجة إلى وجوه جديدة في العمل الجمعوي، ويمكن أن نستنتج اليوم، أن الضوء الأخضر لتسيير وتدبير الأمور داخل القبيلة. فالشيوخ، فيما مضى، فقدوا الثقة في الشباب،  مما جعلهم يسيرون القبيلة عبر نظام القبيلة  أمغار. عالم جديد وتكنولوجيا جديدة تحتاج إلى الفئات المتعلمة والشابة للتدبير الشأن المحلي

ماكلور: هل لحظتم  أن انخراط العنصر النسوي في الهيئات الجمعوية في تزايد، أم أن مشاركة الفتيات و النساء عموما في تدبير الشأن الجمعوي مازال دون المستوى المطلوب؟

لاتزال مشاركة النساء في العمل الجمعوي ضعيفة، بل منعدمة في أغلب التجارب الجمعوية بحوض المعيدر عموما، وبأيت بوداود خصوصا، نظرا للزواج المبكر للفتيات، التزام المرأة بمهام منزلية محضة كتربية الأبناء خدمة أسرتها التي ظلت تحافظ، في أغلب العائلات على امتدادها، إذ تلقى مسؤولية خدمة الزوج، أبواه، على عاتق المرأة بعد زواجها مباشرة. دون نسيان التقاليد والعادات القبلية التي تمنع على المرأة والفتاة تجاوز حدود معينة على مستوى الانخراط أو المساهمة في الشأن العام المحلي، العمل الجمعوي إذن، وإلى حد الآن، ظل مقتصرا على الذكور دون الإناث.

ماكلور: ماهي المشاريع التي ترى أن جماعتكم ودواويرها أضحت ملحة ومن الضروري العمل على تنفيذها من أجل تحريك وتيرة التنمية بالمنطقة؟

من بين المشاريع التي أضحت ملحة ومن الضروري العمل على تنفيذها.

• الاعتناء بالطفل وتخصيص فضاءات ووسائل الترفيهية،

• بناء وتهيئة تعاونية نسائية للمنتوجات المحلية تابعة للجمعية.

• الاعتناء بالمناطق الخضراء والمحافظة عليها.

• توفير الحاجيات الضرورية للساكنة من ماء وكهرباء (  أو الطاقة البديلة)

• خلق فرص عمل للأشخاص المعطلين، وتوفير دخل فردي لهم، يسمح بتحقيق اكتفاءهم الذاتي على الأقل.

 

ماكلور:كلمة أخيرة لكم، سواء أكانت سؤالا تودون طرحه، أو جوبا أو طلبا آخر ترغبون في الإدلاء به على موقع ماكلورMaglor الدولي.

شكر خاص لموقع ماكلور MAGLOR في شخصها، الرجل العصامي، ابراهيم أونبارك على التشجيع والدعم لمثل هذه المبادرات الشبابية، حوار شيق من أجل توضيح بعض النقط حول كيفية تسيير العمل الجمعوي بتراب أيت بوداود. ومرة أخرى نبارك لكم عمل هذا الموقع، ونتمنى له التوفيق والنجاح.

Langue
Arabe
Région
Drâa - Tafilalt
Partager sur :