Partager sur :

فقهاء لم تصلهم بركات سي عزيز

 

بقلم الأستاذ ابراهيم الصالحي 

ككل سنة في أغلب مساجد المملكة، حضرت هذه السنة ليلة السابع والعشرين بأحد مساجد مدينة الكارة ، قبل إقامة صلاة العشاء قام رجل يبدوا من هيئته وحديثه أنه من رجال ذلك المسجد الأوفياء، ظننته في بادئ الأمر سيلقي درسا أو يقدم نصيحة للمصلين، لكن الأمر غير ذلك، قام الرجل بطلب المعونة والصدقة لإمام المسجد والمؤذن على ما بذلوه من جهد واجتهاد خلال رمضان الكريم، من أداء لصلاة التراويح إلى تسيير محكم للمسجد، وفي معرض حديثه قام هذا الرجل بتصنيف الإمام والمؤذن ضمن فئة المساكين والفقراء الذين تجوز فيهم الصدقة، فأشفق المصلون على حال هذا الإمام والمؤذن كما وصفهم الرجل ليقوم عدد من الشباب بجمع الأعطيات، وقد تم جمع ما تيسر من الصدقات.
ليس الحديث هنا عن المال الذي تحصل عليه القائمون على المسجد، فهم يستحقون ذلك وأكثر، لكن الحديث يخص المكان الذي وضعوا فيه، موضع الفقير المحتاج للصدقة، موضع لا يتمناه من كان فيه نخوة أو كرامة، لو أن هذه الأموال قدمت لهم على سبيل الهدايا في السر لكان الأمر مقبولا جدا، لكن ان يتم جمع الصدقات على مرأى ومسمع من الجميع ليظهر الإمام والمؤذن في موقف ضعف، فهذه إهانة لحاملي كتاب الله والقائمين على بيت من بيوت الله. 
وحسب علمي أن هذا الموقف يتكرر كل ليلة 27 من شهر رمضان من كل سنة وفي غالبية المساجد حتى لا نقول الكل، وكل هذا يحصل في هذه الدولة الاجتماعية. أين وزارة الأوقاف من هذه الإهانات التي يتعرض لها حاملوا كتاب الله وأئمة ومؤذني بيوت الله؟ هل الأئمة لاجئون أم نازحون أم عابروا سبيل حتى يتم جمع بقايا مال الناس لهم؟ 
وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية كما يعلم الجميع تعد أغنى الوزارات في البلد، فلماذا لا يتم تخصيص رواتب كافية للأئمة والمؤذنين تغنيهم عن السؤال والحاجة، ألا يستحق القائمون على بيوت الله كل التقدير؟ 
الإمام، والقائم على بيت الله، يجب أن يوضع في مقام عالٍ وشامخ، على الاقل إسوة بباقي المهن الأخرى، كيف لمن يبلغ للناس بأن يغنوا الفقراء عن السؤال في هذه الأيام، يكون هو من يمد يده لهم؟ 
خلاصة القول إن لم تقم الوزارة بتنزيل الأئمة منازلهم التي يستحقونها، فمن الأخلاق الحميدة أن يقوم المحسنون مقام ذلك لتقديم العطايا والهدايا لهم سرا لا جهرا، وفي جو يحفظ ماء وجههم ولا يهين كرامتهم. فالإمام والمؤذن هم حراس أعظم البيوت في الأرض، بيوت الله عز وجل، ولا يليق بحراس بيوت الله إلا الرفعة والمكانة العالية.

Langue
Arabe
Région
Settat - Casablanca
Partager sur :