جهة العيون – الساقية الحمراء تمثل نموذجا جديرا بالاستلهام في ما يتصل بالفن الصخري بالمملكة .
أكد وزير الثقافة والشباب والرياضة، عثمان الفردوس، يوم أمس الجمعة 21 مايو 2021 ، بالعيون، أن جهة العيون – الساقية الحمراء تمثل نموذجا جديرا بالاستلهام في ما يتصل بالفن الصخري، الذي يعد مكونا محوريا للثقافة الحسانية بالمملكة.
وشدد السيد الفردوس، في كلمة خلال انعقاد الأيام الدراسية الأولى حول “الفن الصخري بالمغرب.. الواقع والرهانات: جهة العيون الساقية الحمراء نموذجا”، على أن الممارسات الفضلى التي سيثمرها العمل على الفن الصخري بالجهة كموروث ثقافي عريق، حري بأن تسترشد بها كل جهات المملكة، مستشهدا بالوثيقة الدستورية في فصلها الخامس والتي أولت عناية فائقة بالحسانية.
واعتبر الأيام الدراسية، التي تتواصل إلى غاية 23 مايو الجاري، مبادرة تكتسي أهمية بالغة لكونها تصادف تخليد “شهر التراث” الذي يعد مناسبة دالة على جذور الهوية المغربية متعددة الروافد، التي ينصهر فيها بوئام المكون العربي والأمازيغي والحساني والعبري والأندلسي، معد دا منجزات النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية للمملكة الموقع بين يدي صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي تتوخى أساسا الحفاظ على التراث المادي واللامادي وصون ذاكرته.
وبعدما أوضح أن العمل على النقوش الصخرية ليس مهنة فقط بل فعلا دالا على بعد روحاني وإنساني طافح، دعا السيد الفردوس إلى الحفاظ على هذا الفن الذي تكتنزه هذه الربوع من الوطن، مشيرا إلى أن الوزارة أعطت انطلاقة مشروع دراسة الموروث اللامادي بجهات المملكة.
وأشار الوزير إلى أن جهة العيون – الساقية الحمراء ستستفيد من ثلاثة مشاريع تهم الخيمة ودلالاتها، والخبرات والمهارات المتصلة بصناعة الجلد، بالإضافة إلى الفضة، لافتا إلى أن اتفاقية النموذج التنموي عرفت تسجيل ستة مواقع للنقوش الصخرية بالجهة ضمن التراث اللامادي قصد تأبيد بقاءها وحتى يتملكها عموم المغاربة.
أما والي جهة العيون – الساقية الحمراء عامل إقليم العيون، عبد السلام بكرات، فأكد في كلمته على أهمية التراث ومحورية مكانته في النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية للمملكة، سواء في بعده المادي أو اللامادي لأنه يعكس هوية المغرب الضامة والجامعة.
وأوضح السيد بكرات أن النقوش الصخرية ليست ذات أهمية أكاديمية قصوى فحسب، بل تعمل على استبانة مسارات تطور البشرية عموما، مشددا على الأهمية الاقتصادية للثقافة وعوائدها كوسيلة للتعارف والتبادل، ورافعة للقطاع السياحي.
وخلص الوالي إلى اعتبار الثقافة المحرك الأساسي للصناعة السياحية، مبرزا في هذا الصدد المواقع الأثرية التي تزخر بها جهة العيون – الساقية الحمراء.
وتشكل هذه الأيام الدراسية فرصة مواتية للتعريف بمواقع النقوش الصخرية التي تختزنها الجهة، ومساهمتها في تعزيز مناعة الهوية المغربية ذات التاريخ التليد، مع العمل بتؤدة على تقوية الديناميات الثقافية وتمتين علاقاتها الاجتماعية، باعتبارها عاملا محددا في تكريس الاستقرار والوحدة. كما تعد هذه التظاهرة مناسبة لإرساء شراكات مثلى بين الهيئات الرسمية ومراكز البحث، من خلال التوسل بمسؤولية جماعية تتأسس على الالتقائية.
وتأتي الأيام الدراسية الأولى حول الفن الصخري بالمغرب تفعيلا للمكون الثقافي من النموذج التنموي لجهة العيون – الساقية الحمراء في موسم 2021، الخاص ببرنامج تسجيل مواقع النقوش الصخرية على لائحة التراث الوطني بالجهة.
وتعد جهة بني ملال – خنيفرة ضيف شرف هذه الدورة التي يتخللها برنامج ثقافي متنوع.