Partager sur :

من الريصاني إلى بوزنيقة .. تعاونية الشفاء لحليب الناقة تقرب خدماتها من المواطنين . متابعة البكراوي المصطفى

اعتادت عين ساكنة  محور الدار البيضاء القنيطرة على رؤية أساطيل سيارات وحافلات تجوب يوميا الطرق الرئيسية. وبين أفواج تلك المركبات وضجيج الطريق بين المحمدية وبوزنيقة، لا يمكن إلا أن تستوقفك رؤوس إبل حلت ضيفة على السواحل.
إنها سفن  الصحراء ترسوا اليوم على شواطئ المحيط الأطلسي رفقة ربانها عبد الرحيم الزياني و طاقم مرافق له عن تعاونية الشفاء لحليب الناقة قادما من مدينة الريصاني بأسطوله هذا لتقريب منتوجه من زبناءه بالحواضر و خلق شبكة جديدة من المعارف لتثمين المنتوج و تسويقه .
كشف أنه بهدف تقريب حليب النوق ذائع الصيت لقيمته الغذائية العالية من مستهلكي منطقة الوسط. جاءت فكرة نقل تعاونية الشفاء من منطقة الريصاني إلى مدينة بوزنيقة.

وأضاف أنه في ظل الوضعية التي فرضتها جائحة “كوفيد- 19″، وبسبب صعوبة توفير حاجيات الزبناء المستهلكين الذين يتصلون باستمرار للحصول على كميات من الحليب، كان لزاما الانتقال إلى منطقة أقرب، ليقع الاختيار على مدينة بوزنيقة.
منذ الساعات الأولى، يعمل هؤلاء الشبان على توفير العلف الخاص بهذه الإبل وتنظيف المكان الذي تتواجد به، استعدادا ليوم شاق، لتوفير كميات من الحليب للزبناء الذين يتوافدون عليهم.


يحكي هذا الشاب أن توفير كميات من حليب الناقة، وبجودة عالية وطبيعية، يتطلب مجهودا كبيرا، ومصاريف مادية عديدة، بدءا باقتناء علف طبيعي على غرار ما تتناوله هذه الجمال في الصحراء.
وحسب عبد الرحيم، فإن العمل الذي يقومون به بشكل يومي، لا تعوضه المداخيل التي يجنونها، بيد أن سعيهم لتقديم حليب طري للزبناء يجعلهم يتناسون كل تعبهم اليومي.

ووفق هذا الشاب الثلاثيني، فإنهم يحملون على عاتقهم مسؤولية كبيرة حتى يكون المنتوج المقدم للزبناء، سواء من الحليب أو الجبن، طريا طبيعيا، شبيها بالمنتجات الصحراوية.
وتبدأ عملية الحصول على الحليب من الناقة، بإطلاق “الحوار” (صغير الناقة) للرضاعة، لتكون الأم قد صارت جاهزة لتقديم ما لديها من حليب، وبعدها يتم الشروع في حلبها.

مباشرة بعد ذلك، يقوم هؤلاء الشبان داخل التعاونية على تصفية الحليب المستخرج من الناقة، ووضعه في قنينات وتقديمه للزبناء مباشرة، ليكون بذلك حليبا طريا.
تؤكد تعاونية الشفاء لحليب الناقة أن تواجدها بهذه المنطقة، في نقطة مركزية قريبة من الدار البيضاء والمحمدية جنوبا، والرباط شمالا، بالقرب من مجمع مولاي رشيد، جعل الزبناء يتوافدون عليها قصد الحصول على كمية منه.

ويقول المشرفون على هذا العمل بالتعاونية إن هذا المنتوج له فوائد صحية عديدة، مما يجعل الإقبال عليه متزايدا من طرف الزبناء الذين يدركون أهميته وقيمته. فحليب الناقة، وفق ما جاء على لسان عبد الرحيم، له فوائد صحية عديدة، إذ يشكل علاجا للمصابين بالربو، ولصعوبات الهضم وغيرهما.

ويؤكد هذا الشاب أن الإقبال المتزايد من طرف الزبناء على اقتناء حليب الإبل، يجعلهم في كثير من الأحيان غير قادرين على تلبية حاجياتهم، بالرغم من كون ثمن اللتر الواحد تم تحديده في 70 درهما.

ووفق المتحدث ذاته دائما، فإن ما يميز حليب الإبل عن باقي أنواع الحليب كونه لا يتعرض للتلف رغم مرور أيام على استخراجه.

إكراهات وطموح
لا تتعلق معاناة وإكراهات بيع حليب الإبل في بوزنيقة وغيرها من المناطق الساحلية المتواجدة وسط المملكة بصعوبات نقل مواد العلف وغيرها، بل تمتد إلى الاغتراب عن الأسرة أيضا.

يحكي عبد الرحيم أن من بين المعيقات التي تجعلهم يعجزون عن تطوير هذه التجارة، كون الكثير من الشباب الذين يتم جلبهم من الريصاني والنواحي إلى الدار البيضاء وبوزنيقة، يرفضون المكوث مدة أطول، إذ سرعان ما يعودون صوب ديارهم.

ويضيف هذا الشاب أن الاغتراب عن الأسرة أشهرا طويلة يجعل الكثيرين يفضلون البقاء في المنطقة التي يتحدرون منها بدلا من القدوم إلى مثل هذا المكان.

ورغم ذلك، فإن عبد الرحيم، ومن معه في هذه التعاونية، يحذوهم الطموح للتغلب على هذه الإكراهات وتوسيع عملهم في بوزنيقة والنواحي، وجلب عدد أكبر من رؤوس الإبل، لتمكين عدد أكثر من الزبناء من حليب الناقة.

Langue
Arabe
Région
Drâa - Tafilalt
Partager sur :