
استقبل رئيس دولة الرأس الأخضر "خوسيه ماريا نيفيس" بالقصر الجمهوري بلاتون في العاصمة "برايا" وفد إقليم تيزنيت، مرفوقا برئيس جماعة ريبيرا غراندي دي سانتياغو، الذي تجمعه علاقة شراكة وتعاون مع جماعة تافراوت والمجلس الاقليمي لتيزنيت، في مجالات ذات علاقة بالاقتصاد البحري، أو ما يصطلخ عليه ب"الاقتصاد الأزرق".
وخلال الاستقبال الرسمي، شدد خوسيه ماريا نيفز، رئيس دولة الرأس الاخضر، على أهمية العلاقات التي تجمع بين البلدين، كما نوه بهذه الشراكة التي تعتبر الأولى من نوعها بين الجماعات الترابية في كل من المغرب والرأس الأخضر، مشددا على رغبة بلده في إنجاح هذه الشراكة بين الجماعات والمشاريع الناتجة عنها، ومؤكدا على ضرورة مواصلة هذا المسار، بغية تعزيز العلاقات أكثر في مجالات أخرى تهم البلدين.
وشجع الرئيس بقوة حكومة بلده على الحفاظ على هذه الرؤية الاستراتيجية تجاه البحر، مؤكداً في الآن نفسه أن البحر يمثل في الواقع، حاضر ومستقبل الرأس الأخضر، وعلى أنه أمر بالغ الأهمية في مجال التنمية المستدامة والشاملة للبلاد، معبرا عن أمله في أن تحفز هذه المبادرة شراكات دولية أخرى بين الجماعات الترابية بالرأس الأخضر وعدد من الجماعات الأخرى بالمغرب.
من جهته، شكر محمد الشيخ بلا، في كلمته باسم الوفد المغربي الممثل لإقليم تيزنيت، رئيس دولة الرأس الأخضر، على حفاوة الاستقبال، وعلى الأهمية التي يوليها الرئيس شخصيا لهذه الشراكة، ومن خلاله لكل الفاعلين الترابيين بدولة الرأس الاخضر.
وأضاف الشيخ بلا، بأن "الشراكة بين بلدية تافراوت والمجلس الإقليمي لتيزنيت، وبلدية ريبيرا غراندي دي سانتياغو في جمهورية الرأس الأخضر، تأتي في سياق رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس -حفظه الله- التي ترتكز على مبادئ التعاون جنوب - جنوب، وهي الرؤية التي يتبناها جلالة الملك بناء على تصور واضح يدعم منطق رابح - رابح، كما تأتي في إطار مشروع دعم وتطوير قطاع الاقتصاد البحري ببلدية ريبيرا غراندي دي سانتياغو، بتمويل من الصندوق الأفريقي لدعم التعاون الدولي اللامركزي (FACDI) التابع لوزارة الداخلية المغربية.
وفي السياق ذاته، تندرج -يضيف المتحدث- في إطار استراتيجية ترتكز على مفاهيم التنمية المستدامة، وعلى تعزيز التضامن جنوب جنوب، كما تؤكد هذه الشراكات انفتاح المملكة المغربية على الاتحاد الافريقي، وعلى عدد من البلدان الافريقية العريقة.
من جهة أخرى، يهدف هذا المشروع، الذي تشارك فيه كل من جماعة تافراوت وإقليم تيزنيت ووزارة الداخلية المغربية ممثلة في المديرية العامة للجماعات المحلية، إلى تأهيل دار للصيادين ببلدية سنتياكو، وبورتو موسكيتو، إضافة إلى شراء عدد من معدات الصيد البحري لفائدة عدد من المهنيين العاملين بقطاع الصيد البحري، بالإضافة إلى تكوينات في المجال البحري المحلي.
ولدعم تطوير القطاع بالمنطقة، سيعزز المشروع أماكن الترفيه والتواصل الاجتماعي لـ 45 صيادًا في مدينة ريبيرا غراندي دي سانتياغو، كما سيساهم في تزويد نحو 50 صيادًا بالمعدات اللازمة لتحسين أنشطة الصيد، وتمكين 45 عائلة من الأسر الأكثر احتياجًا في مدينة ريبيرا غراندي دي سانتياغو، بالاضافة إلى خلق وسائل التنمية المستدامة في قطاع الاقتصاد البحري من خلال استغلال كافة الإمكانات المتاحة، علاوة على تعزيز فرص العمل المحلية والمساهمة في تحسين الظروف المعيشية للسكان، وتعزيز فرص العمل للشباب المنطقة.
كما يعكس هذا المشروع رغبة الطرفين في تنفيذ الإجراءات المتفق بشأنها من خلال بناء القدرات ونقل المعرفة والخبرة والمساهمة في خلق فرص العمل بالمنطقة.
يذكر أن وفد إقليم تيزنيت لدولة الرأس الاخضر، يتكون من كل من محمد الشيخ بلا، رئيس المجلس الإقليمي لتيزنيت، وابراهيم الشهيد، رئيس جماعة تافراوت، وياسر شهمات، رئيس المجلس الاقليمي للتنمية السياحية، بالإضافة إلى أعضاء بجماعة تافراوت، وهم على التوالي "نجاة إدلحسن، نائبة الرئيس، الحسين فريد، نائب الرئيس، فاضمة لشكر، عضو بالجماعة"، بالإضافة إلى أعراب عبد الله، رئيس جمعية امود للنماء، بجماعة أكلو، وإشو لحسن، تقني مكلف بتتبع المشروع.