
في أجواء مفعمة بالاحتفال والاعتزاز، ألقى رئيس مؤسسة الموكار كلمة افتتاحية بمناسبة انطلاق النسخة الثامنة عشرة من موسم طانطان، أحد أبرز التظاهرات الثقافية والتراثية في المملكة المغربية، والذي يحظى بالرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
وأكد رئيس المؤسسة، أمام حضور رفيع المستوى ضم مسؤولين حكوميين وممثلي الهيئات الدبلوماسية وشخصيات وطنية ودولية وفعاليات ثقافية، أن هذه الدورة تشكل امتدادا لمسيرة النجاح التي راكمها الموسم على مدى سنوات، مشيرا إلى أن طابعه الدولي ترسخ بعد الاعتراف الأممي بموسم طانطان كتحفة من التراث الشفهي الإنساني سنة 2005، وإدراجه ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية سنة 2008 من طرف اليونسكو.
وأعرب رئيس المؤسسة عن اعتزازه العميق بالرعاية المولوية السامية التي شملت هذا الحدث كما في الدورات السابقة، مقدما أسمى عبارات الولاء والإخلاص لجلالة الملك، ومؤكدا أن ساكنة طانطان الوفية لملكها ووطنها، تفتخر باستقبال ضيوف الموسم في هذه الأرض الصحراوية الغنية بتاريخها وثقافتها، والتي كانت دوما فضاء جامعا لقبائل الصحراء المغربية ومنصة للتواصل الوطني والدولي.
كما ذكر المتحدث بأن النسخة السابقة من الموسم، التي صادفت الذكرى العشرين لعودة الاحتفالات بهذا الحدث، تميزت بنجاح باهر وحضور عالمي واسع، مما عزز مكانة طانطان كفضاء إشعاع ثقافي إقليمي وقاري وعالمي.
وفي هذا الإطار، أشار إلى أن مؤسسة الموكار حرصت على جعل دورة هذه السنة دورة متميزة، من خلال برنامج متنوع وغني يضم أنشطة ثقافية وفنية ورياضة، بمشاركة فرق محلية ووطنية ودولية، منوها بشكل خاص بمشاركة وفد دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، الذي يحظى بترحيب خاص في بلده الثاني المغرب.
وعلى هامش فعاليات الموسم، ستنظم المؤسسة ندوة اقتصادية لتعزيز التعريف بالمؤهلات الاقتصادية لجهة كلميم واد نون، تجسيدا لوظائف الموسم ليس فقط كحدث ثقافي بل كمحرك للتنمية والفرص الاقتصادية والاستثمارية في الأقاليم الجنوبية.
وختم رئيس المؤسسة كلمته بالتأكيد على التزام مؤسسة الموكار بالمضي قدما في ترسيخ قيم التواصل والانفتاح الثقافي وصون التراث الحساني، وفاء لروح هذا الموسم المتجذر في الذاكرة الجماعية لساكنة الجنوب المغربي.