يوم دراسي حول التربية الدامجة، تحت شعار:" التربية الدامجة على درب التنزيل".
متابعة ياسين هنون : نظمت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة العيون الساقية الحمراء ، يوم الثلاثاء 30 مارس 2021 ، يوما دراسيا حول التربية الدامجة، تحت شعار:" التربية الدامجة على درب التنزيل"، ويروم هذا اللقاء تحقيق مجموعة من الأهداف كتوحيد المفاهيم المرتبطة بالتربية الدامجة، ثم التعريف بمنجزات الأكاديمية والشركاء في هذا الموضوع، إضافة إلى تعبئة الشركاء من أجل اتخاذ كافة التدابير لإنجاح البرنامج الجهوي وتنزيل مضامين القانون الإطار 51.17 وخاصة المشروع رقم 4 القاضي بتمكين الأطفال في وضعية إعاقة أو وضعيات خاصة من التمدرس.
وقد استهل الاجتماع بكلمة السيدة رئيسة قسم الشؤون التربوية والتي رحبت بالمشاركين في اللقاء، وذكرت بالسياق الذي ينعقد فيه الاجتماع، والذي يتزامن مع الاحتفال باليوم الوطني للمعاق، وأجراة قانون الإطار والذي أتى بمجموعة من الأهداف في سياق هذا المشروع، تروم تعبئة جميع الوسائل المتاحة واتخاذ التدابير اللازمة لضمان حق الأطفال في وضعية إعاقة أو وضعيات خاصة في التعليم والتكوين الجيدين ضمن مختلف مكونات المدرسة، واكتسابهم لكفايات تعليمية/تعلمية أساسية تمكنهم من الاندماج بسهولة في جميع الأسلاك التعليمية( أولي، ابتدائي، إعدادي ، ثانوي)، وقد ذكرت السيدة رئيسة القسم بكرونولوجيا تنزيل هذا المشروع منذ سنة 2015، والمكانة التي تحظى بها التربية الدامجة لدى الوزارة من خلال إحداث مصلحة خاصة بها تابعة لقسم الشؤون التربوية بالأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين سنة 2019، ثم الهدف العام للمشروع من خلال تأمين حق ولوج التربية والتكوين للأشخاص في وضعية إعاقة أو وضعيات خاصة، والأهداف الخاصة عبر توسيع العرض المدرسي ليشمل تدريجيا جميع مؤسسات التربية والتكوين، وتطوير النموذج البيداغوجي للتربية الدامجة، ثم تطوير الحكامة، وأخيرا المساهمة في التعبئة المجتمعية. وقد قدمت السيدة رئيسة القسم لمحة مختصرة عن وضعية التربية الدامجة بالجهة فالمشروع يتطلب المزيد من التعبئة من خلال التعبئة المجتمعية لجميع الفاعلين، وتعبئة الأطر الإدارية والتربوية، والتنسيق مع المتدخلين المباشرين في مجموعة من القطاعات : كوزارة الصحة، والتعاون الوطني، والجمعيات الحقوقية والمختصة ، والبحث عن شراكات جديدة، ولقاء اليوم هو فرصة سانحة لمناقشة كل هذه المواضيع والخروج بتوصيات ومقترحات لتجويد البرنامج وتحقيق الأهداف.
بعد ذلك تدخل السيد رئيس مصلحة التربية الدامجة بالأكاديمية مذكرا بأن نقطة الوصول هي المؤسسة التعليمية وأن نقطة الانطلاق هم المؤسسات القطاعية الموازية المتدخلة في الموضوع، فتدبير ملف تمدرس الأطفال في وضعية إعاقة لايمكن أن يقتصر على الأكاديمية وحدها أو وزارة التربية الوطنية، وإيمانا منا بأن الفاعلين الحقيقين يوجدون خارج القطاع، ووجودهم ضمن هذا المشروع سيحقق الأهداف. فالأكاديمية قامت بمجموعة من التدابير كالتكوينات والتعبئة، وهذه الإجراءات تتطلب المزيد من التدخل لتحقيق الهدف العام، واليوم نقف أمام مجموعة من الإكراهات، فلقاء اليوم هو لتقاسم إشكاليات هذا الموضوع، وأهم إشكال هو ضعف تكوين الموارد البشرية في جانب التدخل الطبي وشبه الطبي والتعرف على الإعاقات بصفة عامة، وكذا الإشكال المتعلق بتوفير الموارد البشرية التي ستعمل في قاعة الموارد، ثم الاشكاليات المتعلقة بضرورة توفير جميع المؤسسات على الأطر وقاعة الموارد وتيسير الولوجيات تجسيدا لمبدأ الحق في التمدرس ومبدأ القرب، ثم تتبع الحالات بشكل مستمر، والتعاون في مجال التعبئة والتواصل واستثمار الإعلام الجهوي في هذا الجانب، فالتنزيل مشترك، ونحن نريد مجتمع دامج وليس فقط مؤسسة دامجة، لتنزيل حقيقي لمفهوم التربية الدامجة.
بعد ذلك فتح المجال للمناقشة حيث ركز المشاركون على الصعوبات التي تعترض تنزيل التربية الدامجة، كل من الجانب الذي يمثله، وتثمين ماتحقق وماهو مأمول منه من خلال المخطط الجهوي لتنزيل القانون الإطار، والبرنامج الجهوي لسنة 2021، وكذا مايمكن أن يقدمه الشركاء من أجل تجسيد المجتمع الدامج، والانفتاح على شركاء أخرين وتجويد نتائج البرنامج ليرقى إلى المستوى المطلوب.