Partager sur :

الجالية المغربية بكندا، لا أرض يمكنها أن تكون بديلا لحب الوطن : حوار مع لحو الساهل

حاوره عن ماكلورإبراهيم أونبارك مراسل ماكلور الدولية بجهة الرباط سلا القنيطرة
" أينما حل المغربي، عليه أن يكون مغربيا" أو بالأمازيغية نقول أيضا: دينَّا إكا ورياز إك أرياز"
لحسين ساهل، مهاجر مغربي بكندا.

بعد الشكر الجزيل للجالية المغربية بكندا، والتحية الخالصة على الصدر الرحب، والصدق الذي لمسناه، وتحية خالصة للصديق الحسين ساهل على قبول تفعيل مجريات هذا الحوار.

ماكلور: منذ وجودكم السيد لحو بكندا، ما الذي تغير من حيث "الجالية المغربية"، لاسيما في انسجامها، تواصلها، ارتباطها بالوطن الأم وبقضاياه؟

لحو الساهل : عموما، في البدايات الأولى لمجيئي إلى هنا، كان التواصل ناقصا بين أفراد الجالية، ربما نتيجة ظروف العمل أنذاك، واشتغال أغلبهم في وضعية غير قانونية، تجعله أكثر رغبة في الابتعاد، حفاظا على سرية مكان وجوده، لكن الوضعية اليوم بدأت تتغير نتيجة المكانة التي أضحت مواقع التواصل الاجتماعي تحتلها، وظهور صفحات ومواقع تتوخى خدمة الجالية المغربية بكندا، دون نسيان الأحداث الأخيرة، لاسيما تلك التي تكن عداء لوحدتنا الترابية، مما أدى إلى تقوية التواصل بين أفراد الجالية دفاعا عن قضايا المغرب ووحدته.

ماكلور: ما هي الفئات الأكثر حضورا كجالية مغربية بكندا: نساء، رجال، شباب، حاملي الشواهد، ...؟

لحو الساهل : هناك حضور للجنسين معا، والأغلبية للشباب، وما يميز الجالية المغربية بكندا، أن أكثر من 70% أو 80% من الجالية، داوي الشواهد العليا، وذلك راجع إلى الشروط التي تضعها الدولة الكندية أمام أي راغب في الهجرة، حيث تشترط تجربة مهنية وشواهد عليا قصد تسهيل الاندماج في سوق الشغل والقدرة على الإلمام بالثقافة والمجتمع الكنديين

ماكلور: ما هي أهم المجالات التي والقضايا المرتبطة بالمملكة المغربية، الأكثر جلبا لاهتمامات الجالية الكندية في الفترة الأخيرة، خلال العشر سنوات الأخيرة مثلا؟

لحو الساهل : الجالية المغربية مهتمة بكل ما يتعلق ببلدها، وعلى كل الأصعدة، اقتصاديا، اجتماعيا، ثقافيا سياسيا، التدبير الحكومي،  مشكلة الصحراء المغربية، الرياضة الجفاف، ...يعني كل ما يتعلق بالمغرب، تواكبه الجالية باستمرار، ومع مواقع التواصل الاجتماعي، تسعى أن يكون لها على دوام رأيها في هذه القضايا.

ماكلور: ما الذي ترى أن الدولة المغربية، من خلال سفارتها وقنصلياتها، قد أعطته اهتماما فيما يخص مشاكل الجالية الكندية وصعوبات العيش وتحديات الاندماج؟

لحو الساهل : لا علاقة للقنصلية بالتحديات التي يواجهها المواطن المغربي هنا، لأن الأمر مرتبط بالشخص في حد ذاته، وبالحكومة الكندية والحكومات الإقليمية، أما دور القنصليات، فيتوقف إلى حد الآن، على تقديم خدمات إدارية ولا تتدخل في كيفية أو آليات الاندماج أو الشغل أو غيرها من الإكراهات التي قد تواجهها الجالية، ما عدا الوثائق الإدارية الخاصة بالزواج، الطلاق، ....

ماكلور: ما الذي ترى أن الجالية المغربية عليها الاهتمام به، حتى يتسنى لها أن تظل دوما في ارتباط مع الوطن الأصل؟

لحو الساهل : على الجالية الاهتمام بتربية الناشئة من خلال الاعتناء بالثقافة المغربية، الأعياد الدينية والوطنية، اللباس المغربي، زيارة الوطن، مواكبة القنوات التلفزية والإذاعات المغربية، والحرص على تزويدهم بكل ما قد يغني التعرف على وطنهم، لغاته، تاريخه، إنجازاته،... والهدف هو جعل الأبناء يفتخرون بخصوصياتهم الثقافية وانتمائهم المغربي بمعية أقرانهم الذين، بدورهم قادمون من أقطار وبلدان أخرى. فالأفغاني مثلا، ورغم خروجه من بلده جراء الحرب والمجاعة تجده يفتخر ببلده، فكيف للمغربي القاطن بكندا ألا يفتخر بمغربيته ؟

ماكلور: من خلال تجربتكم في العيش بكندا، هل ترى أن الجيل الثاني، أي الشباب أو الذين ولدوا هنا، من أباء وأمهات مغربيات، يتشبثون فعلا بتراب بلدهم وبلد أبائهم؟ أما أن الأجيال الحالية أكثر بعدا عن التفكير في العودة مثلا إلى المملكة المغربية؟

لحو الساهل : نعم حتى الأبناء الذين ولدوا هنا، تغمرهم رغبة قوية في العودة إلى الوطن، ويعترفون أن ظروف المغرب، خصوصا على مستوى المناخ، أفضل مما هم عليه هنا، وحتى حينما تتاح لي فرصة ملقاة بعضهم وأساله عن استعداده أو التفكير في العودة إلى المغرب، لا يتوانى في التصريح بهذا التمني في الالتحاق يوما بحضن الوطن.

ماكلور: هل يتم فتح قنوات التواصل بين الجالية وبين ممثلي المملكة المغربية بكندا، وهل التواصل يتم بشكل رسمي عبر لقاءات منظمة أم مجرد مجهودات فردية وتواصل شخصي حسب الحاجة؟

لحو الساهل : صراحة، تواصل قليل، ويتم عادة عبر علاقات شخصية، وحتى المبادرات عادة ما تكون فردية، مثلا في عز الازدحام الذي ينجم عن رغبة أبناء الجالية في قضاء أغراضهم الإدارية قصد زيارة الوطن، عادة ما يتم حل مثل هذه المشاكل عبر مبادرات فردية... عموما، التواصل إلى حد الآن لم يصل بعد إلى المستوى المطلوب.

ماكلور: ما هي المقترحات التي تودون تقديمها لحكومة المملكة المغربية، والتي ترون أنها ضرورية لتقوية أواصر الارتباط بين الجالية الكندية وبلدهم المغرب؟

لحو الساهل : دعم تذاكر السفر نظرا لارتفاع أثمنتها، وهذا يعيق زيارة المغرب باستمرار، فالجالية المغربية بأوربا مثلا، قد تزور البلد مرة أو مرتين أو أكثر في السنة، بينما نحن، فقد يمتد غيابنا عن زيارة المغرب ليصل إلى الأربع سنوات ّأو أكثر.

ماكلور: كلمة أخيرة لكم، سواء أكانت سؤالا تودون طرحه، أو جوبا أو طلبا آخر ترغبون في الإدلاء به على موقع ماكلور الدولي.

لحو الساهل : في الختام شكرا الأخ إبراهيم على هذه الالتفاتة وتحية كبيرة لماكلور الدولية على مجهوداتها من أجل التعريف بقضايا مغاربة العالم

.

Arabe
Partager sur :