Partager sur :

الجالية المغربية وإنتعاش السياحة الجبلية بالجنوب الشرقي‬

تشهد السياحة الجبلية بجهة درعة تافيلالت إقبالا مكثفا في الأسابيع الماضية، بفعل قدوم الجالية المغربية المقيمة بالخارج التي حركت دورة الاقتصاد المحلي الذي يعتمد بالأساس على عائدات الحركة السياحية خلال فترة الصيف.

وفي هذا الصدد، قال رضوان جخا، فاعل مدني بالمنطقة، إن “درعة تافيلالت لها من المُقومات الطبيعية؛ الشيء الكثير لتصبح منطقة جذب للسياحة، سواء الداخلية أو الخارجية”. وزاد: “ونحن في فصل الصيف حيث تتوافد جاليتنا، وما لها من تأثير جد إيجابي في تحريك عجلة السياحة الجبلية بالجهة”.

وأضاف جخا، في تصريح لإحدى الجرائد الإلكترونية المغربية  ، أنه “لا بد من التأكيد على أنه بالرغم من المجهودات المبذولة، فإن حال السياحة الجبلية بالجهة يُقلق. وهذا هو الواقع الذي استشفيته من خلال زياراتي لمجموعة من المناطق الجبلية، سواء بإقليم ورزازات أو تنغير”.

وتابع الفاعل المدني: “فمن جهة أولى، هناك نتحدث عن تأثير سياحي/ اقتصادي ضعيف ومحدود جدا لتلك المناطق التي تُضاهي في رونقها وجمالها أشهر المناطق السياحية ببلادنا؛ لكن استغلال ذلك يبقى محدودا، وهو ما يَستوجب هيكلة تلك المناطق وتجهيزها بكافة أساسيات الاستقبال (مقاه متنقلة، ومراحيض، وأماكن لتقديم الوجبات السريعة، وفضاءات الأطفال، ووحدات فندقية للمبيت، ومتاحف للتعريف بتلك المناطق، وأماكن تسلق الجبال.

واستطرد المتحدث: “كل ذلك من شأنه أن يجعل تلك المناطق السياحية متكاملة، تساهم في سياحة الاستقرار وليس للعبور كما هو حاليا؛ ما سيكون له تأثير اقتصادي وإشعاع سياحي وطنيا ودوليا للمناطق الجبلية بالجهة.

ومن جهة ثانية، وجب على المستثمرين أبناء المنطقة الاستثمار في مناطقهم”.

ولن يتأتى ذلك سوى، حسب الفاعل المهني، سوى بـ”تشييد وحدات سياحية، وفنادق صغيرة أو متوسطة، ودور الضيافة، وإلى غير ذلك من المبادرات التي بإمكانها إنعاش السياحة الجبلية بدرعة تافيلالت”، آملا أن “يجد السياح بجبال ورزازات مناطق سياحية مُجهزة من ألِفها إلى يائها؛ لأنه بكل صراحة نضيع فرصا كبيرة للاستثمار السياحي بها، والتي لا تتطلب سوى مبادرات بسيطة، سيكون لها الأثر الكبير على الديناميكية الاجتماعية وتحريك العجلة الاقتصادية”.

ومضى جخا بالقول: “اطلعت سابقا على برنامج التنشيط السياحي من خلال أحد اللقاءات مع عامل ورزازات، وهو برنامج غني بالمبادرات وفق رؤية طموحة؛ لكن، للأسف، تداعيات جائحة كورونا كانت سببا رئيسيا في عدم تنزيله بالشكل الذي كان يطمح إليه الجميع. وآمل أن يُساهم الجميع في استكمال مسار تنزيله؛ لأنه سيساهم في إحداث أقطاب سياحية بالإقليم الغني بالمآثر الجبلية والمناظر الطبيعية الخلابة بورزازات (إمغران، تلوات، تيديلي، غسات. وختم تصريحه قائلا: “وجب تثمين المناظر الطبيعية حتى تأخذ ورزازات خاصة، والجنوب الشرقي عامة، وضعها الطبيعي كرافد ووجهة سياحية رئيسية وطنيا؛ وذلك لن يتأتى إلا بتضافر مجهودات الجميع.. وبالتالي، فالتقائية الفاعل العمومي مع الفاعل الخصوصي وفق رؤية إستراتيجية برُزنامة زمانية ومكانية محددة هي حتمية لإنعاش السياحة الجبلية بدرعة تافيلالت”.

 

 

 

Arabe
Partager sur :