منذ بداية شهر أبريل الجاري، جرى تعميم المنظومتين الإلكترونيتين الخاصتين بتحديد المواعيد"Rendez-vous" والتمبر الإلكتروني "eTimbre" الخاص بالأداء الالكتروني للرسوم القنصلية على مستوى مختلف البعثات الدبلوماسية والمراكز القنصلية للمملكة؛ الأمر الذي مكن من معالجة حوالي 3,2 مليون طلب من أصل 5 ملايين خدمة قنصلية تم تقديمها.
وسعت هاتان المنظومتان الإلكترونيان الجديدتان إلى “تحقيق تدبير أمثل للمواعيد وتخفيف الضغط المرصود سابقا على مستوى القنصليات المغربية بالخارج، فضلا عن إتاحة الفرصة للجالية المغربية من أجل الاستفادة من خدمات قنصلية في ظرف زمني محدد، عبر اختيار الأوقات المناسبة لارتياد المصالح القنصلية”.
وبين ما تم تحقيقه في هذا الصدد وما يتم الطموح إليه ومطالبة المصالح الرسمية بأخذه بعين الاعتبار، أكد أعضاء من الجالية المغربية بالخارج لهسبريس أن “اعتماد مثل هذه التقنيات الالكترونية أمرٌ مُنوه به، حيث يظل في صالح مغاربة العالم من خلال تفادي الظروف التي كانت تعرفها القنصليات بالخارج، في وقت يبقى اعتمادها أمرا واقعا وحتميا”.
ولم يتوقف الأعضاء أنفسهم عند الإشادة باعتماد المنظومتين الإلكترونيتين الجديدتين؛ بل انتقلوا إلى المطالبة بـ”الأخذ بعين الاعتبار طول المُدد الخاصة بتسليم بعض الوثائق الهوياتية، إذ إن أي تأخر مسجل في هذا الإطار يحرم الجالية من عدد من الفرص المهنية والدراسية وكذا الخاصة”.
يحيى المطواط، رئيس الفضاء المغربي الإيطالي للتضامن، قال إن “الجالية المغربية بالخارج تسجل بإيجابية اعتماد المصالح القنصلية على التقنيات الجديدة فيما يتعلق بالرقمنة، حيث لا يمكن الإحساس بالدينامية الجديدة المسجلة بالقنصليات في هذا الصدد إلا من قبل الأفراد الذين تعرفوا على الوضع السابق للمساطر الإدارية بهذه القنصليات في وقت سابق”.
وأضاف المطواط، في تصريح لاحدى الجرائد الالكترونية المغربية، أن “القنصليات بالخارج كانت تشهد، في وقت سابق، الاكتظاظ بفعل عدم اعتماد نظام المواعيد الالكترونية؛ غير أنه اتضح اليوم الفارق بعد أن تم اعتماد منظومة المواعيد عبر الأنترنيت، مما من شأنه تسهيل قضاء الأغراض الإدارية وربح المزيد من الوقت”، مبرزا أن هذا يظل بمثابة استجابة لمطالب كانت قد رفعت في هذا الصدد”.
ولفت المتحدث إلى أنه “يُسجل كذلك تغيرٌ في عقلية أطر القنصليات في اتجاه إيجابي، فضلا عن وجود مرونة في تسليم جوازات السفر؛ حيث تظل القنصليات المغربية في هذا الصدد متقدمة إذا ما قارناها بقنصليات دول أخرى يتم فيها تسليم جوازات السفر خلال أربعة أشهر”.
من جهته، أفاد ياسين بلقاسم، من الجالية المغربية بالخارج، بأن “أي إجراء في هذا الصدد يظل مثمنا لما من شأنه إحداث نوع من المرونة فيما يتعلق بقضاء أغراض المغاربة على مستوى القنصليات وقضاء أغراضهم بانسيابية، حيث يتم فقط الاستعانة بالأنترنت لاختيار المواعيد المناسبة للأفراد”، لافتا إلى أن “الواقع يفرض الانخراط في واقع الرقمنة، كما هو الحال على مستوى العالم”.
وبيّن بلقاسم، في تصريح لنفس الجريدة الالكترونية، أن “هذه الإجراءات الجديدة تظل ردا على مطالب الجالية بعد الواقع الذي كانت تعرفه عملية تسليم الوثائق الإدارية لفائدة المغاربة القاطنين بالخارج”، مشيدا بـ”التوجه المغربي في هذا الاتجاه سيرا على ما تسير عليه جل الدول بالعالم”.
وأكد المتحدث على “ضرورة الأخذ بعين الاعتبار المطالب الحالية للجالية فيما يخص تسلم الوثائق الإدارية على مستوى القنصليات، بما فيها جواز السفر والبطاقة الإلكترونية، حيث إن التأخر المُسجل على هذا النحو يضيع على مغاربة الخارج عددا من الفرص، خصوصا المرتبطة بالعمل والدراسة، إذ يجب أن يكون تقارب بين مدة تسليم هذه الوثائق بالمغرب مع نظيرتها بالخارج”