نظمت القنصلية العامة للمملكة المغربية بمدينة ليل الفرنسية بمقر القنصلية، يوم الأحد 05 مارس 2023، حفلا يخلد الذكرى ال65 لمعركة الدشيرة والذكرى ال47 لجلاء آخر جندي أجنبي عن الأقاليم الجنوبية المسترجعة.
حضر هذا اللقاء عدد من ممثلي المجتمع المدني والطلبة والكفاءات المغربية، إلى جانب أفراد من الجالية المغربية المقيمة بشمال فرنسا.
تميز هذا الحفل الشيق بالكلمة التي ألقتها القنصلة العامة السيدة حبيبة الزموري بهذه المناسبة، والتي أوضحت فيها الدلالة التاريخية لمعركة الدشيرة الخالدة التي تعد حلقة وضاءة في مسيرة النضال الوطني للدفاع عن الوحدة الترابية والذكرى السابعة والأربعين لجلاء آخر جندي أجنبي عن أقاليمنا الجنوبية المسترجعة، غداة المسيرة الخضراء المظفرة التي جسدت التلاحم العميق بين العرش والشعب في ملحمة استكمال الاستقلال الوطني، أبدعتها عبقرية جلالة الحسن الثاني، طيب الله ثراه.
كلمة السيدة القنصلة كانت كذلك مناسبة لاستحضار الذكرى ال65 للزيارة التاريخية التي قام بها بطل التحرير المغفور له محمد الخامس يوم 25 فبراير 1958 إلى محاميد الغزلان ومثول شيوخ وأعيان هذه المنطقة بين يدي جلالته لتجديد البيعة والولاء، ولتأكيد عزمهم على مواصلة النضال لتحرير الأقاليم الصحراوية للمملكة.
وفي هذا الصدد، أكدت القنصلة العامة على أن هذا الحدث يمثل وقفة تأملية تستحضر تاريخ المغرب الغني بالأمجاد وبالمحطات المشرقة من أجل الدود عن مقدسات البلاد، ومناسبة لاستلهام ما تنطوي عليه هذه الذكرى من قيم سامية لإذكاء التعبئة الشاملة لدى جميع المغاربة.
وفي إطار هذه التعبئة المستمرة أشارت القنصلة إلى الانتصارات والنجاحات الدبلوماسية والمكاسب الوطنية التي يعرفها المغرب بفضل التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده. هذه الانتصارات التي تتجلى في التطور الإيجابي الذي عرفه ملف الصحراء المغربية عن طريق اعتراف دول وازنة بمغربية الصحراء وبقرارات مجلس الأمن للأمم المتحدة التي تؤكد على أن الحل السياسي للصراع المفتعل في هذه المنطقة لا يمكن أن يكون إلا من خلال المبادرة المغربية للحكم الذاتي.
من جهة أخرى، ثمنت القنصلة العامة المواقف الجريئة للجالية المغربية بالخارج التي لا تدخر أي جهد في التعريف بمواقفها الراسخة اتجاه القضية الوطنية، رافضة بذلك كل المؤامرات التي تحاك ضد وحدة المغرب الترابية.
عرف برنامج هذا الاحتفال كذلك مشاركة فعالة للجمعية الصحراوية آيت أوعبان بشمال فرنسا التي أثرتْ اللقاء بكلمات وشهادات مميزة عبرت فيها عن فخرها بولاء القبائل الصحراوية الدائم لملوك المغرب وبالمكتسبات التي تحققت في بلادنا تحت قيادة ملكنا الهمام محمد السادس نصره الله.
في نفس السياق، ثم عرض شرائط وثائقية حول تاريخ الكفاح الوطني استعرضت محطات كثيرة من مسيرة النضال التي تؤكد تلاحم العرش والشعب، وتبرز مسيرة البناء والتشييد.
في الختام، استحسن جميع الحاضرين هذه المبادرة، معبرين عن تعلقهم بأهداب العرش العلوي المجيد وداعين الله أن يحفظ جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأفراد الأسرة العلوية الشريفة وأن يديم على بلادنا نعمة الأمن والاستقرار.