منذ 2003 دأب المغرب على الاحتفال بالجالية المغربية المقيمة بالخارج عبر تخليد يوم العاشر من شهر غشت من كل سنة كذكرى للاحتفاء بهذه الشريحة المجتمعية من أبناء الوطن .
دعوات رسمية لأفراد الجالية حسب توزيعهم الجغرافي لحضور هذا اليوم الأعزل في السنة لكثلة بشرية نشيطة منتجة تناهز الستة ملايين عبر العالم تضخ الملايير سنويا في خزينة متقلة بالديون و مع ذلك فهي لا تعامل على الوجه المطلوب .أكيد هناك خلل ما ؟
هل الحكومة تبخس قيمة ما يقدمه مغاربة العالم ؟ أكيد لا فهي سيدة الارقام و المعطيات و المستفيد الوحيد من عائدات الجالية إن أقتصاديا أو اجتماعيا .
هل الجالية غير قادرة على فرض نفسها كقوة ضاغطة للاستجابة لمطالبها و تفعيلها ؟ هنا تتقارع الآراء و تتدافع النقاشات .
لهذا نعود و نقول و الله أعلم و لربما التجربة من يقول ذلك . فالإدارة بصفتها مؤسسة تنفيدية غالبا ما تتجنب التكليف و تتحاشى الالتزام فتهتم بالشكل أكثر منه اهتمامها بالمضمون تحتفل باليوم كعادة سنوية رتيبة مبرمجة على أجندتها ليس إلا تحتسى فيها كؤوس الشاي و توثق بالصور و كثرة لغط هنا و هناك .....و باب مكتبي مفتوح لكم رهن الاشارة و كفى يسدل الستار ..... لكن دائما دون التعميم إذ هناك مسؤولون وطنيون نزهاء مخلصون يحرصون على دعم و مواكبة مغاربة العالم و إيلائهم العناية اللازمة تنفيدا للتعليمات الملكية السامية التي عبر عنها عاهل البلاد في خطابات عديدة اخرها خطاب الذكرى التاسعة و الستين لثورة الملك و الشعب. يسطرون البرامج و يحرسون على تتبعها و تنفيدها .
نعود للجالية و مدى قدرتها على فرض صيتها وهنا مكمن الخلل . فالقوة وليدة الاتحاد و الجماعة درع الفرد و حصنه الحصين و المأسسة و الإطار ضروريان في رحلة كل نجاح فبدون تكثل قانوني متين قوي يستحيل بلوغ المراد . فالدولة مؤسسة يجب التعامل معها من داخل المؤسسات لا من نشاز و شتات صحيح هناك هيئات دستورية تتبنى قضايا الجالية لكنها شبه غائبة على هموم مستهدفيها و تحصر نفسها فيما تكيف فيه اختصاصاتها الشيء الذي يدفع الجالية المنظمة المؤطرة أقول على تدبير أمورها و ترتيبها بآليات ذاتية و خطوات منفردة متواضعة لهذا وجب ترتيب البيت الداخلي للجالية و فتح قنوات التواصل مع مؤسسات الحكامة التي تمثلها بقصد وضع برامج مشتركة تسطر سنويا من أجل تنزيلها على أرض الواقع . ففي اليوم الوطني للمهاجر مثلا وجب حضور ممتل عن مجلس الجالية في كل جماعة ترابية ينتدبه المجلس من أبناء الجالية لذات الجماعة لكونه أدرى بشعاب جماعته يحمل برنامجا و اقتراحات و يعقد اتفاقيات و شراكات مع السلطات المحلية و القطاعات المعنية.
آليات متعددة و مساطر وجب سلوكها من أجل إتبات تواجد الجالية بالميدان لكن دائما من خلال المؤسسات لاعطاء الرسمية للمبادرات و الضغط على الادارة للاستجابة لها .
كما يجب الانطلاق من القاعدة و من أضيق مجال ترابي و الذي هو الجماعات القروية و الحضرية كالانخراط في هيئات المساواة و تكافؤ الفرص و مقاربة النوع كإطار لممارسة الديموقراطية التشاركية خصوصا مع تعميم الرقمنة و توفر الجماعات الترابية على مواقع على الانترنيت من خلالها يمكن الاطلاع على البرامج و كذا تقديم مقترحات تهم الجالية .
الالتجاء لنظام العرائض كذلك الذي تعرض فيه الاحتياجات و المقترحات الملحة للجالية و تديل بعدد من التوقيعات تعرض على المجالس المحلية و تناقش و هكذا ....بهذا التقعيد يمكن لم شتات مغاربة العالم و دائما نقول من داخل هيئات منظمة في جميع أنحاء العالم و بتنسيق عال و محكم بين مكوناتها يفرز هيئة مصغرة كهيئة الناخبين الكبار بالولايات المتحدة الامريكية تجتمع كلمتهم على مصلحة الجالية لاغير .هنا يمكننا الانطلاق و جني تمار الجهد و النظال و نتغنى ببيتنا الشعري كاملا لا مبثورا : عيد بأي حال عدت يا عيد .... بما مضى أم بأمر فيك تجديد
Arabe