
نبذة عن الدكتور عبد الله بوصوف: حصل على الدكتوراه سنة 1991 من جامعة ستراسبورغ الثانية، في موضوع العلاقات في منطقة البحر الأبيض المتوسط في القرن الثالث عشر.
شغل عام 1993 منصب رئيس جمعية مسجد ستراسبورغ. ويرجع له الفضل في مشروع بناء المسجد الكبير في ستراسبورغ الذي يعتبر أول منشأة تم تصميمها منذ البداية للديانة الإسلامية في ستراسبورغ.
اشتغل خبيرا لدى المفوضية الأوروبية ضمن برنامج «روح من أجل أوروبا» 1997-2003. كما ترأس لجنة التكوين في المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية (CFCM) قبل أن يتم انتخابه نائبا لرئيس المجلس في عام 2005.
انضم في سنة 2006 إلى معهد الدراسات الإسلامية في بروكسل. كما أسس وأشرف على إدارة المركز الأورو-إسلامي للثقافة والحوار بمدينة شارلروا بلجيكا. وفي سنة 2007 عينه الملك أمينا عاما لمجلس الجالية المغربية بالخارج، وهو المنصب الذي يشغله الآن.[1]
الموضوع:
قال عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، إن “فرنسا على بعد أيام من الانتخابات الرئاسية التي ستكون يوم الأحد 24 أبريل الجاري، وسيتواجه فيها الرئيس إمانويل ماكرون ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان”، مشيرا إلى أن “ملف الهجرة والإسلام كان له حضور قوي في الحملة الانتخابية، حتى سبق ملفات الشغل والطاقة والصحة في عصر كوفيد، وبلغ الذروة مع المرشح إيريك زمور”.
وأضاف بوصوف، ضمن تصريح مكتوب توصلت به احدى الجرائد الالكترونية المغربية، “خرج إيريك زمور وجون لوك ميلنشون زعيم فرنسا الأبية الذي صوت له الأجانب بكثافة، وبقيت مرشحة اليمين المتطرف في السباق، وكل استطلاعات الرأي تعطي إمانويل ماكرون فائزا، خاصة بعد اللقاء المتلفز يوم الأربعاء بين المرشحين”.
وتابع قائلا: “أصوات عدة، منها شخصيات سياسية وثقافة ودينية، ارتفعت من أجل قطع الطريق على اليمين المتطرف، وتعتبر هذه ثالث مرة يصل فيها اليمين المتطرف إلى الدور الثاني من الانتخابات، مما يمكن القول معه إن أفكار هذا التيار أصبحت تتجذر في المجتمع بشكل واضح”.
وأورد بوصوف أن “النداءات إلى قطع الطريق في كل مرة يصل فيها اليمين المتطرف إلى الدور الثاني، إذا كانت ستسعف فرنسا في هذه المرة، لا أظن أنها ستسعفها في المرات القادمة، ما دمنا لم نسع إلى تجفيف ينابيع اليمين المتطرف واقتلاعه من جذوره”.
وأكد الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج أنه “يجب على المسلمين الذين كانوا حطب الحملة الانتخابية أن يصوتوا بكثافة ضد اليمين المتطرف والمساهمة في قطع الطريق عليه، وأن يؤدوا دور المواطنة دون تردد من أجل تمكين مبادئ الجمهورية (المساواة، العدالة والأخوة) من الانتصار والاستمرار في تأطير المجتمع الفرنسي”.
وأشار عبد الله بوصوف إلى أنه “بالنسبة للمسلمين، المشاركة المكثفة في الانتخابات لم تعد كافية من أجل إلحاق الهزيمة بالمتطرفين؛ لا بد من العمل على نزع فتيل الصراع بين الإسلام والمجتمع، والوصول إلى التطبيع النهائي للعلاقات بين المسلمين والمجتمع، عبر إبداع خطاب ديني قادر على الانخراط الإيجابي إلى جانب الآخرين في بناء مجتمع تسود فيه المحبة والأمن والتعايش”.
ويقع على عاتق المسلمين، يضيف المصدر ذاته، “جعل الإسلام يحظى بالتقدير والاحترام، وجعله في مأمن من التغيرات السياسية، وألّا يكون مادة للحملات الانتخابية. ولا بد من الإجابة بشكل واضح على الأسئلة التي يطرحها المجتمع، والتي تشكل له هاجسا، حتى نقطع الطريق على حفاري القبور وتجار الكراهية. ولا بد من جعل العلمانية في فرنسا الإطار المرجعي لممارساتنا الدينية، كما يجب أن نسعى إلى دعم القوى الحية في المجتمع التي تتبنى التنوع والتعددية واحترام الآخر، وأن نكون عناصر استقرار وازدهار للمجتمع ككل”.
وتمنى بوصوف أن “تكون هذه المرة الأخيرة التي سنعمل فيها على قطع الطريق على اليمين المتطرف، وأن نصل في السنوات الخمس القادمة إلى إرساء قواعد مجتمع قوي متضامن خال من أفكار التطرف والكراهية والإرهاب”.