من الرباط
ذ. أحمد براو
وأنا أتابع بكل شغف وحب وفرحة عارمة خففت عني وعثاء السفر ووعكة المرض نتائج الجوائز الموزعة على الفائزين من المجتمع المدني التي تنظمها الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالعلاقة مع البرلمان في نسختها الرابعة التي أقيمت يوم أمس الثلاثاء 22 دجنبر والتي انتظرها نشطاء ورؤساء الجمعيات بعد انقطاعها لسنتين بسبب الجائحة، وقد نظمت بشكل جيد في قاعة حفلات فندق سوفيتيل حدائق الورود بالعاصمة الرباط وبحضور وزراء ورؤساء ونواب وشخصيات وازنة وضيوف ومدعوين ومترشحين، وكما هو منصوص عليه في قانون الجائزة أن هناك ثلاث جوائز للجمعيات والمنظمات وجائزة للشخصيات المدنية ، وأما الثلاث الأُول فواحدة للجمعيات والمنظمات الوطنية وواحدة للجمعيات والمنظمات المحلية والأخيرة -التي أسطّر عليها- هي للجمعيات والمنظمات لمغاربة الخارج، ويفوز الأول والثاني من كل فئة، ولكن إبان تقديم الفائزين لوحظ استدعاء ثلاث فائزين للجمعيات الوطنية وثلاثة للجمعيات المحلية وتم إقصاء جمعيات مغاربة العالم بكل غرابة، وانتظر أفراد الجالية الحاضرون الذين لم يتجاوز عددهم العشرة، أنه ربما سيرد ذكرهم بعد تتويج الشخصيات المدنية لكنهم فوجئوا بإعلان انتهاء الحفل، وسط ذهول وخيبة وحسرة انزعاج من عدم ذكر اسم مغاربة العالم طيلة مراسيم الحفل، فتقدم بعض منهم أمام السيدة رقية أشمال رئيسة لجنة الحكام يستفسرونها عن سبب هذا الحيف والإقصاء فلم تجد جوابا وتوجهوا بنفس السؤال أمام الوزير والناطق الرسمي باسم الحكومة السيد بايتاس الذي أكد أنه لاعلم له بالنتائج وأخبرناه أن المشكل ليس في النتائج بل في خرق قانون الجائزة بأنه لم تخصص جوائز فئة مغاربة العالم كما هو منصوص عليه، فأجاب أنه سيكون خير في المستقبل وأن أباه كذلك عاش في المهجر لمدة أربعين سنة.
بعد ذلك كون الإخوة الحاضرون من الجالية خلية ومجموعة أولا لتترك تصريحين أمام الصحافة الحاضرة في الحفل تستنكر فيها هذه المعاملة الوقحة مع أفراد الجالية المغربية الذين استجابوا للدعوة وتركوا أشغالهم وعانوا من السفر والتنقل من أموالهم الخاصة ليشاركوا فرحة إخوانهم داخل أرض الوطن لكنهم شعروا بالمرارة والحكرة، واتفقوا على عقد ندوة صحفية عمومية يوم الثلاثاء المقبل.
-رب ضارة نافعة
إن سقطة كهاته التي وقعت في هذا الحفل وفي حق نشطاء مغاربة العالم لن تمر مرور الكرام وبالتأكيد ستكون حافزا لهم ليس بالكفر بوطنهم -والذي على ما يبدو هناك من يدفعهم لذلك-، ولن تكون سببا لتثبيط هممهم، وهم قد غرفوا من معين العمل الخيري الصادق والنبيل، إن هذه الخطوة البئيسة التي سقطت فيها وزارة بايتاس لهي سيئة تحمل في طياتها خيرا كثيرا، وأنه آن الأوان لجمعيات ومنظمات ونشطاء مغاربة العالم أن يضعوا اليد في اليد ويتحدوا ضد الظلم والحيف والإقصاء والتهميش ويستردوا الحقوق الدستورية والسياسية والمدنية، فشكرا لهذه الوزارة التي نبهت أفراد الجالية وأيقظتهم، لأنها هي صلة الوصل بين ممثلي الشعب والحكومة المغربية رغم أن مغاربة العالم لا يمثلهم أحد.