Partager sur :

مغاربة العالم و راهنية المقاربة التشاركية . بقلم البكراوي المصطفى

لست بالضليع في شؤون الهجرة و المهاجرين و لا بالباحث في الظاهرة .لكن و....
             على هامش تغطيتنا الإعلامية المتواضعة  لبعض منتديات و لقاءات مغاربة العالم بكل من البيضاء و الرباط العامرة و من منظار الملاحظ المحايد أرى و الله أعلم أن حال الجالية يجب أن يخفض له الجناح الرسمي المغربي و تفتح له أبواب المؤسسات و تصغى له آذان الساسة و ذلك  لعدة أسباب و اعتبارات  : 
أولها العناية المولوية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله لرعاياه من مغاربة العالم و بشهادتهم جميعا فما تقدموا بطلب للسدة العالية بالله و إلا شملهم  العطف المولوي في الحين .و ما أقدموا على أمر شجاع كسفراء للوطن و قضاياه المقدسة و العادلة إلا و كان العطاء و الثناء من جلالته في الحال . وخطاب الذكرى 69 لثورة الملك و الشعب جواب  كل شاك  مرتاب و تكريس لوفاء بوفاء .
ثانيا : مغاربة العالم أبناء الدار و أصحاب الأرض بدون مدع  منازع  عليهم ما على أشقاءهم من واجبات و لهم ما لهم من حقوق .فإن اختل الميزان سقطنا في الكيل بمكيالين و ميزنا بين الفريقين و سقطنا في المحضور و هنا فالساسة وجب عليهم تحكيم الديموقراطية التي يتبجحون بها و الخضوع لحكمها الواضح وضوح الشمس في سماء  فصل الربيع .
 ثالتا : القيمة الاقتصادية  لمغاربة العالم فهم مصدر ثروة و رقم معاملات في تزايد مستمر تجاوز المائة مليار درهم في السنة الماضية حسب مكتب الصرف مضاهيا في ذلك قطاع صادرات السيارات و الفوسفاط . رقم يسيل اللعاب و يعض على صاحبه بالنواجد و الأسنان و تبسط له السجادات الحمر الحسان فهو يعيد النفس و الحياة و التوازنات للميزانيات المليئة بالثقوب و المثقلة بالتكاليف و الديون فكيف تجد من يحول لك مبلغا بهذه القيمة طواعية بدون استجداء  و لا شروط و لا دفاتر تحملات و في المقابل تتجاهله و تقصيه ما هكذا تورد الابل يا ساسة البلاد ؟
رابعا : مغاربة العالم  مصدر توازن و أمن  اجتماعي جماعي يستمد استمراريته و قوته من  نعمة الإسلام و عمق الإرتباط بالأرض و الأهل و الوطن و ما وباء كوفيد منكم ببعيد حيث بصم مغاربة العالم على حضور قوي فرادى و جماعات معبرين على اللحمة و الوحدة و الصلة و الإخاء.
خامسا :  القيمة الرمزية و الحمولة الثقافية و العلمية لمغاربة العالم فالجالية خزان للأدمغة و الأطر و الكفاءات على مستوى رفيع عالميا و في تخصصات رهيبة جدا و أغلبيتهم على استعداد  تام لتسخير معارفه خدمة للوطن  بسخاء و عن طيب خاطر حتى . و عناصر المنتخب الوطني ما ظهر منهم  للعيان حيث أبهروا العالم و قدمو ا الدرس و البرهان في الأخلاق و حب الأوطان .
 و القائمة طويلة لكن هذا ما تبسر إيراده في هذا المقال خمس خصال بعدد أصابع اليد تشهر في وجه الساسة و تقول كفى من رد هذه اليد الممدودة بخفي حنين .كفى من الإقصاء و التهميش و آن الأوان لضرورة الترحيب بمغاربة العالم و الاعتراف بتواجدهم كما وكيفا .و التسليم بأحقيتهم في المشاركة في تدبير شؤون بلدهم .
ماذا يخشى الساسة ؟ يخشون ما ينقص مغاربة العالم اليوم !!
مغاربة العالم ينقصهم اليوم حسب اعتقادي المتواضع و الله أعلم ترتيب البيت الداخلي و أخد مهلة للتفكير و النقاش العميق المفتوح بين مكوناته و الالتفاف حول القضية و تقريب الرؤى و رأب الصدع و و ضع حد لهذا الشتات كما يحلو لاستاذي عبد العزيز سارت تسميته على الرغم اني أراه نشازا لتواجد يسير من الفرقةو الإختلاف البين بين الاخوة من مغاربة العالم و هي مسألة صحية لا تفسد للود قضية أما الشتات فقد يكون له فقط بعد ترابي جغرافي  إقليمي مع العولمة و الرقمنة سهل القضاء عليه .
و بعد جمع الشمل و توحيد كلمة مغاربة العالم فيما بينهم وجب أن يكونوا على قلب رجل واحد ليس قائدا حتى يغتر بالقيادة بل فقط يلعب دور القائد من داخل جهاز او إطار قانوني نزيه يضم خيرة مغاربة العالم خلقا علما نضالا و تضحية .
كما يجب على مغاربة العالم الانخراط بشكل مكثف في الشأن السياسي لبلدان الاقامة احزاب نقابات جمعيات فيدراليات .....لكسب التجربة و الخبرة و تشبيك علاقات يمكنها المساهمة و التأثير و التسريع بالاستجابة لمطالبهم .هذا و ما ضاع حق وراءه طالب و الله ولي التوفيق .

Arabe
Partager sur :