من مساوئ تبسيط الإجراءات المتعلقة بحق تأسيس الجمعيات أنها تفرز في بعض الحالات رؤساء لا يمتلكون ذرة واحدة من قيم المواطنة ومن أسس الوعي بالمسؤولية. ومثال ذلك هو رئيس الجمعية المغربية لحقوق الانسان الذي أصبح همه الوحيد هو تصيد الفرص للضرب في كل شيء يهم بلادنا.
آخر ما تفتقت به عبقرية هذا "الرئيس" هو وصف المقابلة القادمة لمنتخبنا الوطني ضد منتخب جنوب افريقيا بكونها مقابلة بين التطبيع والمقاومة!!...
ربما صاحبنا يجهل او يتجاهل أن بلادنا هي من أكثر الأمم التي وقفت دوما إلى جانب الشعب الفلسطيني عبر كل محطاته ونضالاته التاريخية.. وربما يجهل أو يتجاهل أيضا أن من سماها ب"دولة المقاومة" أي "جنوب افريقيا" هي التي تشتغل ليل نهار من أجل الضرب في وحدتنا الترابية عبر تقديم دعمها المادي والمعنوي لمتطرفي ومرتزقي الجبهة المعلومة.
المواطنة لم يكن معناها أبدا سب وقذف الوطن الذي أعطاك حرية الرأي والتعبير.. المواطنة هي أن تشيد بالمحاسن في موضعها، وأن تسعى للمساهمة في إصلاح ما يستوجب إصلاحه دون تهكم أو دناءة.
عموما، نحمد الله أن أمثال هؤلاء هم قلة يعرفها المغاربة حق المعرفة، وأن تدويناتهم لا يمكن تشبيهها سوى بضجيج الأواني الفارغة.
Arabe