Partager sur :

ابزو : ماكلور تستضيف مولاي النبوي لغليض في برنامج شؤون محلية

في اطار مواكبتها للشأن المحلي البزيوي تحل اليوم جريدة ماكلور الالكترونية بدوار أغبالو احدى أعرق الدواوير بابزو منارة العلم ومدفن الشرفاء و الصالحين لتجري حوارا مع السيد مولاي النبوي لغليض حقوقي جمعوي و نقابي و من مؤسسي مجموعة الرفقة الصالحة و ذلك لتسليط الضوء على مجموعة من النقاط التي تهم ابزو عموما و أغبالو على و جه الخصوص.

ماكلور: أهلا و سهلا أستاذي الكريم

مولاي النبوي: شكرا على الاستضافة الكريمة

ماكلور:  تاريخيا استحوذ دوار أغبالو على رئاسة الجماعة لما يقارب الثلاثة عقود. بماذا تقيمون التنمية بأغبالو في هذه الحقبة؟ و الحقبة التي تلتها؟

 مولاي النبوي لغليض : فعلا كان لأغبالو حظ الحفاظ على رئاسة الجماعة القروية لابزو لعقود من الزمن، بفضل الرجل الكريم سيدي محمد العصامي بن بيه رحمه الله، وهو إنسان معروف على صعيد إقليم أزيلال، بل وحتى في بعض الدوائر الرسمية بالعاصمة الرباط.

ان ما يفسر استمرار هذه الشخصية الفريدة على راس الجماعة لعدة عقود، هو المؤهلات الشخصية لهذا الرجل، فهو فقيه وعدل من أشهر العدول بابزو، ورث ذلك عن اجداده وابناء عمومته الشرفاء الكرام الورعين العالمين، حيث كانت زاوية أغبالو منارة علمية وثقافية ودينية على امتداد حوالي أربعة قرون، منذ تأسيسها على يد مولاي احساين الولي الصالح وابناءه ومناصريه ومريديه   وهو دفين الروضة الشريفة بأغبالو الى جانب مولاي اسعيد ومولاي عبد الجليل ورجال ونساء بلدة أغبالو الابرار، رحمة الله عليهم جميعا .
 

بالإضافة لنشأته داخل وحول الزاوية الأمغارية وتراتها وما خلفته من كتب ومخطوطات، كان الشريف سيدي محمد العصامي رجل توازنات على مستوى مراكز القرار بالإقليم، حيث كان يتميز بأخلاق رفيعة وتواضع قل نظيره، وكاريزما حباه الله بها، تتجلى في وجه جميل بهي ولباس تقليدي أصيل أضفت على الدوام هبة وجلالا على الرجل.  

    وبرغم إكراهات وتناقضات المحيط الذي كان يعيش فيه، إلا أنه كان يدبر الإختلاف بموضوعية وعقلانية فطرية، فأغبالو كان على الدوام تتجاذبه تناقضات تتخد أحيانا طابعا عائليا وغالبا تناقضات سياسية بين تيارين انبثقا من جسم واحد وفرق بينهم القرب او البعد من السلطة بمفهومها الواسع، فكان الصراع واضحا بين انصار حزب الإستقلال القديم طبعا، وحزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية والذي كان له مناضلون بأغبالو، منهم من كان في صفوف او مناصرا لجيش التحرير.

وبالرغم من وجود تأثيرات قوية من فريق حزب الإستقلال، إلا ان سيدي محمد العصامي كان يضمن التوازن والاستقرار. وكانت أغبالو على عهده مستقرة مزدهرة، بطبيعتها الخلابة وإنتاج حقولها الوفير، وبمياه تاسلماط المتدفقة. كما كانت أغبالو تتوفر على جميع المرافق الضرورية باستثناء قنوات الصرف الصحي، فكان بها حمام، وقاعة للعلاجات الاولية بإشراف من مستوصف ابزو. وكانت وكالة بريدية، والكهرباء والماء والهاتف الثابت، ودافعات الإرسال الهرتزي، إضافة لتوفر أغبالو على جميع الحاجيات بوجود حوانيت البقالة والحلاقة والحدادة، وكذلك وجود مطاحن عصرية للحبوب وللزيتون وأفران تقليدية للخبز وحتى الخياطة.

كما نسجل حصول أغبالو في عهد الرجل على امتياز تاريخي. عندما حل الجفاف بالمنطقة وجفت ينابيع تاسلماط، هذا الامتياز تجلى في مشروع ضخم انجزته منظمة اليونيسيف وهو مد قنوات المياه وتشييد بئر مجهزة وصهريج، عم بواسطته خير تدفق المياه ووفرتها بسقايات انتشرت في كل درب وزقاق وفي كل الأحياء، وأعتقد جازما أن الرجل لعب دورا في كل ذلك.

كما كان أغبالو يتوفر على ملعبين لكرة القدم بفضل متطوعين كرام رحمهم الله .بأكافاين وتامسكينت

كما ان أغبالو على عهد سيدي محمد العصامي كانت تتوفر على بنية إدارية متكاملة، ففي أغبالو المشيخة (الشيخ ) والمقدم، إضافة الى نقيب الشرفاء.

كما أشير الى ان المرحوم سيدي محمد العصامي استطاع جلب ثانوية لم ترى النور لأغبالو منذ 1974, وهو ما واجهته فئة نافذة وضغطت لأجل ترحيله الى جهة اخرى، تحت ذرائع واهية ترتبط بتمثلات وأفكار اولئك الأشخاص. ولو حدث وتحقق ذلك الحلم المقبور، لكان لأغبالو مسارا آخر ولكانت الآن مدينة متكاملة. ولكن للأسف هذا قدر أغبالو، ويكبر الأسف مع ما وصلت إليه الآن. وسأتحدث فيما بعد عن الفرق في الإمكانيات الضعيفة بالأمس والوافرة اليوم، وهذه هي المفارقة التي يوحي بها سؤالك.

ماكلور: اليوم لا شك أن أغبالو من أهم وأكبر دواوير ابزو  و يتوفر على دائرتين انتخابيتين. لماذا لم توجه أصابع النقاد للمنافسة الإنتخابية في هاتين الدائرتين؟ وبماذا تفسر نتيجة الإقتراع خصوصا كنا نسمع عن فكرة التصويت العقابي خلال الحملة الإنتخابية؟

مولاي النبوي : جوابا على سؤالكم، اقول انه فعلا أغبالو معروف بتاريخه ووزنه، ووجود دائرتين انتخابيتين هو في رأيي المتواضع أمر ساهم في الإنقسام الحاصل في البلدة. كما أن وجود دائرتين في نفس الدوار يحرم كثيرا من المرشحين في دائرة معينة من الإستفادة من أصوات مناصريهم في الدائرة الأخرى، وينطبق الأمر نفسه على ناخبين يحرمون من ترجمة موقفهم من مرشح في دائرة غير دائرة تصويتهم.

 هناك تقسيم إداري مماثل بالمدن، ولكن بنية المدينة ليست هي بنية الدوار حيث العلاقات متشابكة والناس تعرف جدور بعضها البعض وليس فقط شخصية المرشح أو الناخب.

فكان الأجدر ان يكون أغبالو دائرة واحدة ، تكون فيها انتخابات بنظام لائحي تفرز فائزين او أكثر حسب التمثيل النسبي للسكان، او ابتداع أشكال اخرى تسمح بأن يصوت الجميع على نفس المرشحين، ويكون المرشح الفائز ممثلا لجميع السكان وليس لدائرته الإنتخابية.

اما عن نتائج الإقتراع، فعندما كنا ننادي في موقع الرفقة الصالحة المصلحة لأغبالو بالتصويت العقابي، فإننا كنا نقصد بذلك المرشح الأكبر، أي الرئيس السابق آنذاك للمجلس الجماعي، ولكن الناس وللأسف لم يكن يصلهم صوتنا وموقفنا بالشكل المتوقع نظرا لعدم تمكنهم من الإنصات لصوت مناضلي الرفقة بسبب تغطية الأنترنيت الضعيفة بأغبالو وبسبب الإمكانيات التقنية الضعيفة لعدد من الناس، هذا بالإضافة الى التشويش على هذا الموقف، وعدم استيعابه من الكثيرين حيث لا يفرق الناس بين شخصية المرشح و بين لونه الإنتخابي وامتدادات ذلك اللون في بناء الأغلبيات .

فالناخبون لايفرقون بين المرشح والحزب الذي ينتمي إليه والمستفيد من العملية في آخر المطاف.

 أما بخصوص قراءة نتائج الاقتراع في اغبالو وفي ابزو عموما : أولا نسجل ان ممثل الحصان خسر موقعه بمجلس النواب، كما خسر في 10 دوائر بتراب جماعة ابزو، وللإشارة فممثل حزب الحصان ومنسقه العام غطى جميع الدوائر الإنتخابية بمرشحين صبغهم بلونه الإنتخابي، كما ترشح هو نفسه واثنين من مرشحيه دون منافس، وذلك إما انه لا يوجد منافس أصلا او باستعمال أساليب قد تكون معروفة لكي لا يترشح اي منافس. إذن بالمقياس الإنتخابي والعددي فقد خسر الحزب الأول حزب رئيس الجماعة كثيرا من مواقعه، وحتى في الدوائر التي فاز فيها فإن العملية لم تكن بعيدة عن الممارسات المعروفة. والذين صوتوا للحصان لم يصوتوا حبا فيه، وإنما تحت إكراهات كثيرة يسهل رصدها بالنسبة للمتتبع المحلي، لأنه لا يستقيم ان يصوت الناس لمرشحين من حزب الحصان حصيلته هزيلة جدا ومحاصرا بالانتقادات وبملاحظات المجلس الجهوي للحسابات وبدون برنامج انتخابي  وفي ظل واقع مرير بمعظم الدواوير ومتفاقم اكثر في أغبالو حيث انعدام البنيات التحتية وانقطاع الماء الصالح للشرب وانعدام المرافق الحيوية الضرورية والإمعان في تهميش المجتمع المدني والتحكم في اقدم جمعية فيه وهي جمعية اغبالو للبيئة والأوراش وتحويل الساكنة الى كتلة انتخابية محاصرة بالظلام وسوء تغطية الهاتف والانترنيت وتشريد الشباب وتركه لقمة سائغة للإنحراف وبدون افق، ناهيك عن عدم التعاون مع المبادرات والمشاريع التنموية التي جاءت بها الرفقة الصالحة المصلحة كتجمع لأحرار وغيوري بلدة اغبالو، بل ومحاولة عرقلة مشاريعها. ولعل مشروع الصفا وتوقيفه وتعثره خير دليل على ذلك.

وكما يعلم الجميع، فقد تابعنا كما تابع الراي العام التحركات المشبوهة في ظلام الليل وكيف توجت باستمالة 3 أعضاء من الأصالة والمعاصرة، توجت بأن تمكن صاحبنا من العودة لثالث مرة دون إرث ايجابي يذكر على ظهر الإنقلاب على ما أفرزته صناديق الإقتراع من تعادل على الاقل كان سيمنح الرئاسة للأصغر سنا وهو من الفريق المنافس لمرشح الحصان الذي تجاوز منتصف عقده السابع. فعن اي فوز يتحدثون. اخيرا يمكن القول ان التصويت العقابي تجسد فعلا على أرض الواقع سواء في أغبالو او على مستوى ابزو.

 ماكلور:  تزخر أغبالو بمجموعة مهمة من السياسيين و المناضلين الأكفاء و الشرفاء موزعين على مجموعة من المدن المغربية ؟ في نظركم أليس هناك مشروع للتنسيق من أجل المساهمة في تنمية و تطور أغبالو و من تم الجماعة عموما ؟

مولاي النبوي : أتفق معك على وجود طاقات مهمة من أبناء البلد، و التنسيق معها وجذبها إلى الإلتفاف حول برنامج تنموي لأجل النهوض ببلدتنا أغبالو ومن تم النهوض ببلدتنا الكبرى ابزو، باستقطاب الطاقات والفعاليات والمناضلين من مختلف الدواوير.

والواقع ان هذا الأمر هو تماما ما جرى بعد تأسيس الرفقة الصالحة المصلحة لأغبالو من قبل عدد من شباب القرية ،  كانوا يطمحون لجمع لحمة أبناء القرية

وقد استقطبت هذه المجموعة على الواتساب عددا كبيرا من ابناء وبنات البلد وخاصة القاطنين خارجها ، بعد ان تنادى الجميع للإلتحاق بهذا المجمع العظيم حتى ضاق بهم الموقع ولم يعد يتسع للمزيد من الأعضاء

 بعد ذلك تمت هيكلة الرفقة وتعيين إدارة لها مع المصادقة على ميثاق يعد مرجعا لها وكذلك قانونا داخليا يضبط سيرها

ومنذ الأيام الأولى تداعى الغيورين من أبناء البلدة الى تجسيد هذا الإلتحام وترجمة الرغبة في رد الاعتبار للبلدة على شكل مشاريع تنزل على ارض الواقع

وهكذا تم تنزيل مشاريع ذات اهمية بالغة منها سور مقبرة مولاي احساين وكذلك دعم وبناء مجاري تاسلماط بموقع دار وامان وصولا الى تهيئة ساحة تتوسط البلدة تسمى تحت التوتة وذلك بإنجاز ممرات و ادراج ومدرج وساحة للألعاب واغراس وغيرها.

وقد ساهم عدد كبير من اعضاء الرفقة في المشروعين الاولين، الا ان مشروع تهيئة الصفا/ الريف تولى تنزيله فقط الصامدون في الرفقة ، والذين تبتوا خطها ورسموا اهدافها ، وهو اعتبار الرفقة قوة اقتراحية ورقابية تحقق اهداف تنمية اغبالو المنشودة بالنضال الاجتماعي، والكفاح المستمر وبتقوية فعاليات المجتمع المدني من جمعيات وتعاونيات ، وخلق المزيد منها وتشبيكها وتأهيلها وابتداع صيغ لإيصال  مطالب الساكنة ، مع الانفتاح على المنتخبين المستعدين لحمل هموم ومشاكل وانتظارات الساكنة في افق تنمية اغبالو ورد الاعتبار لها كمركز اشعاع تاريخي شهد أحداثا مجيدة من اعمال كفاحية لرجالها العظام على جميع المستويات،  وكذلك بالتفاف عدد من القبائل وتشبتهم بإقامة مواسم للفرجة والفرح بمناسبات دينية وخاصة ذكرى المولد النبوي الشريف، وهذه القبائل كانت تأتي من انتيفا الجبل ومن صنهاجة واولاد حمادي واولاد بوعلي وغيرها.

وقد غادر الرفقة فريق من ابناء البلد،  اختلف مع خطها

إلا ان هذه المجموعة لم تقدم اي بديل يذكر لأجل التنمية. بل ومنها من بارك الوضع القائم ودعم اولئك الذين قاوموا الرفقة رافضين لاي تغيير بل وظهر جليا تعاونهم وتناغمهم مع خط رئيس الجماعة ومعاونيه الذين رهنوا البلد باختلاق ازمة الماء واعتبار اغبالو سوقا انتخابية وكتلة مصوتة، وأهم جمعية فيه ملحقة للجماعة

 وعموما التقت مصالح ومطامح اطراف لها اجندات انتخابية وانتقامية عملت، على تأجيج الوضع الاجتماعي وخلق صراع مع الرفقة وتأليب الناس عليها بترويج مغالطات واكاذيب، ونهج اسلوب التحريض على مشاريعها وحث الكثيرين على مغادرتها

من خلال كل هذا يظهر ان الطاقات التي تحددتم عنها وراهن عليها الناس كذلك، هي من تولت عرقلة التنمية بالبلد ، بطرق غير مباشرة،  وموالات انصار الجمود،  مما جعل الاشتغال على المشروع التنموي للبلدة، نضالا متعدد الجبهات وهو التحدي الذي تسير فيه الرفقة بعزم وإصرار ومعها الفعاليات المدنية على الارض المؤمنة بخطها.

ماكلور:  يعاب عليكم هدر المال في مشاريع غير مجدية كملعب تحت التوتة و مدرجه ؟ هل هذا صحيح ؟

مولاي النبوي : إن الملاحظة الخاصة بالقول ان هناك هدر للمال في مشاريع غير مجدية ، ليست في محلها ومردود عليها

اولا، لان مقولة هدر المال تكون في اتجاه المال العام الذي تقوم بصرفه مؤسسات تابعة للدولة من قطاعات حكومية وجماعات ترابية، او في اضيق الحالات تنطبق على صرف مال خاص في مصلحة خاصة  وتكون الملاحظة عليها في هذه الحالة من القريبين من الشخص الذي يتولى الصرف، مثال رب اسرة مع اسرته او ابن في عائلته.

اما في حالتنا، حالة المشاريع التي تنجزها الرفقة الصالحة، فإن المال المقصود هو مال خاص متبرع به من عدة اشخاص واعيين ومتطوعين لذلك ومتفقين سلفا على المشروع المستهدف ضمن عدة مشاريع جرت مناقشتها واقتراحات بشأنها ضمن منظور شمولي للتنمية بأبعادها المختلف

ثم ان المشاريع المنجزة  هي موجهة للمصلحة والمنفعة العامة

ثانيا، ليس هناك هدر للمال ، لان ما لم يستطع استيعابه بعض الناس، هو انهم لايفرقون بين المشاريع التطوعية بمشاريع لا يمكن ان تشكل مطلبا ملحا اتجاه مؤسسات الدولة ، خاصة مع انعدام البنيات التحتية الاساسية و المرافق الخدماتية الضرورية، و ببن المشاريع التي تقع على عاتق تلك الاطراف

ثالثا ، الرفقة الصالحة لم تاتي لتحل محل هذه المؤسسات في القيام بمسؤولياتها الدستورية والقانونية في التنمية؛ بل جاءت للتحسيس والمطالبة بالتنمية ورفع التهميش والحكرة عن أغبالو، كما جاءت لتشخيص موضوعي لواقع الحال بالبلدة، كما انها جائت لتمثل ضمير  لأبناء اغبالو اينما كانوا ، وتكون برلمانا ومنبر حر لهم، إضافة لكونها قوة اقتراحية ومطلبية ورقابية

من جهة اخرى فإن المشاريع التي  باشرتها الرفقة هي من باب التطوع والمساهمة في تنمية البلدة من زوايا مغايرة للمألوف، فمشروع الصفا مثلا يدخل في باب تأهيل المجال العام وخلق فضاء خارجي يضفي جمالا ورونقا على البلدة

 كما ان هذا المشروع يحقق عدة اهداف مندمجة اولها انه يعيد الاعتبار لساحة تحت التوتة باعتبارها ساحة تاريخية شهدت على مر الزمان عدة احداث ثقافية واقتصادية واجتماعية، بالإضافة لكونها مركزا للقرية باعتبارها تتوسط بلدة اغبالو ومحايدة للطريق الرابطة بين اغبالو وايت اعتاب

من جهة اخرى تم تشييد، ضمن هذا المشروع، عدة ممرات وولوجيات، منها ممر يربط بين الطريق الى الزاوية ومسجد الشعبة، ودرج يربط المسجد  وساحة تحت التوتة بحي فوق الريف والزاوية، وممر يربط عبر قنطرة صغيرة بين الطريق الى زلكن والمسجد ومنه الى فوق الريف والزاوية، كما توجد ولوجيات اخرى من جهة طريق الزاوية ومركز التحويل الكهربائي، الى فوق الريف عبر الحديقة.

وعلى ذكر الحديقة فهذا المشروع يتضمن تهيئة ساحة  بمواصفات عصرية بها ألعاب متطورة لألعاب الاطفال

كما يتضمن مشروع الصفا إنجازا ولاول مرة في تاريخ ابزو مدرجا tribunes يمكن المرتفقين من متابعة الانشطة الرياضية او الثقافية او الفنية المحتمل قيامها بساحة تحت التوتة

بالاضافة الى ذلك يتضمن هذا المشروع المهيكل خلق منطقة خضراء بغرس شجيرات ونباتات مختلفة بطريقة بديعة ومبتكرة لم يسبق لها مثيل.

 ولاتفوتني الإشارة الى التذكير بان الدولة ومؤسساتها تصرف ملايين الدارهم على تهيئة وجمالية الامكنة

هذه بعض الدفوعات حول اهمية مشروع الصفا/ الريف والتي لايتسع المجال لتعداد ابعادها التاريخية والثقافية والبيئية والاجتماعية

والذين يروجون الاقاويل حول هذا المشروع لهم نظرة ضيقة ومحدودة للأمور، وهم يعادونه لانهم لم يستسيغوا ان تأتي الرفقة بمشاريع تنموية مختلفة للبلدة، وما يبين انهم فقط حاقدين ورافضين  لاي تغيير،  هو عدم قيامهم بأية مبادرة تذكر لخلق و إنجاز مشاريع معينة تكون مخالفة لمشاريع الرفقة

كما انهم يدغدغون عواطف الناس ويخدعونهم بالقول ان هذه الاموال كان يجب توظيفها في القفف والاعانات الاجتماعية، وهو على كل حال دور قامت به الرفقة في مناسبات مختلفة ولايمكن ان يكون هو المجال الوحيد للاشتغال

 والحقيقة التي لايريد معارضو الرفقة سماعها وهضمها هو  ان الرفقة جاءت بتصور لمشروع تنموي شامل للبلدة يلامس ماهو اجتماعي واقتصادي وثقافي تربوي ورياضي، وانها تزخر بطاقات متمرسة في المجال السياسي والثقافي والجمعوي لم يكن لهم عهد بها ،كما ان الرفقة اتت  بتصورات خلاقة منها على سبيل المثال المشروع المرتقب لتسييج البساتين وتأهيلها ورفع مردوديتها، كما ان للرفقة مشاريع مبدعة لمأسسة  الدعم  والمساعدة الاجتماعيين، كما ان لها تصور متكامل لخلق انشطة مذرة للدخل لفائدة المحتاجين وتصورات اخرى لخلق رواج اقتصادي وتجاري بأغبالو

ختاما لهذا الجواب اقول لمن يخالف تصورات الرفقة ان ينزل تصوراته على الارض وآنذاك سنقارن ببن المشاريع ونحكم عليها. اما العداء والاستعداء فنحن نفهم ونعرف خلفياته وأهدافه.

 ماكلور:  لكن ما جدوى تهيئة ملعب تحت التوتة كفضاء عام مشترك و مدرجه المكلف مع وجود ملعب للقرب طور الانجاز؟

مولاي النبوي : نحن لا نقول ملعب تحت التوتة بل نقول ساحة تحت التوتة، والملعب واحد من الإمكانيات المتاحة إذا تهيأت الشروط لإنجازه في حلة تأخد بعين الاعتبار وقف او تجنب مياه السيول، وعلى كل حال، وفي مثل الظروف الحالية كان الشباب يعملون على تهيئته صيف كل سنة، وهو ملعب يتوسط القرية بما يتيح للجميع إمكانية متابعة انشطته.

والانشطة المرتبطة بساحة تحت التوتة ليس بالضرورة رياضية، بل يمكن ان تشهد انشطة تربوبة او تقافية او فنية( ألعاب اطفال من غير كرة القدم، مسرح،سينيما، او فلكلور ...)

فإذا جدوى المدرج تظل قائمة ومطلوبة

اما عن ملعب القرب فهو ملعب صغير، اضافة لاعتراضنا على مواصفاته التقنية والفنية، اضافة لكون القرار في شأن تشييد مشروع الصفا/ الريف/ تحت التوتة والذي يعتبر المدرج جزءا منه وليس هو المشروع داته، سبق بداية الاشغال بملعب القرب.

ثم حتى اذا تجاوزنا كل هذه السجالات ، ما الضرر في ان يكون باغبالو اكثر من ملعب، وهو امر كان شائعا منذ السبعينات حين كان اغبالو بتوفر على ملعبين كبيرين، واحد باكافاين والاخر بتامسكينت، ثم بعد ذلك هيأ الشباب ملعب تحت التوتة بل وهيأته الجماعة نفسها خلال ولايتها السابقة، كما كانت باغبالو عدة ملاعب صغيرة ب لقصر والزاوية والشعبة و تاعشو.

ماكلور: لماذا لم تفكروا في افراغ محتوى الرفقة في قالب قانوني و العمل بأريحية على مستقبل التنمية باغبالو؟

مولاي النبوي : بالنسبة لهذا السؤال المتعلق بعدم التفكير في إفراغ الرفقة في قالب قانوني للعمل بأريحية حسب قولكم، فإن هذا السؤال يبدو وجيها وطرحه عدد من الناس بنية حسنة

ان من يطرح مثل هذا المنحى للرفقة يجب ان يعلم ان فلسفة وجود الرفقة انبنت في تصورها على كونها تجمعا افتراضيا على الواتساب او اي وسيلة تتيحها التكنولوجيا الحديثة ، يضم جميع ابناء وبنات اغبالو الاحرار التواقين لتغيير اوضاع بلدتهم التي تعاني التهميش والظلم بعدما كانت قرية رائدة على مستوى عموم ابزو.

إن الرفقة الصالحة المصلحة خلقت لتستمر على مدى زمني غير محدود، وهذا ما تم ترسيخه في ميثاقها التأسيسي، حيث تم التأكيد على ان الرفقة تستمر وتورث للأجيال القادمة. كما تم حسم وتكريس خط الرفقة باعتبارها قوة اقتراحية ورقابية تتخد اسلوبا كفاحيا ونضاليا بالمفهوم الاجتماعي لرد الاعتبار لاغبالو عبر المساهمة في خلق برنامج تنموي يتم تنزيله عن طريق مساهمة اعضاء الرفقة في مشاريع صغيرة مبتكرة وكذلك عبر تنزيل برامج تنموية بواسطة الجمعيات والتعاونيات المحلية وكذلك عبر رفع المطالب الى الجهات المختصة والمرافعة عنها والدفاع  والنضال عليها بجميع الصيغ القانونية الممكنة، وذلك على المدى القصير والمتوسط والبعيد حسب ترتيب واولوية المشاريع الضرورية

كما عملت وتعمل الرفقة على مواكبة وتأهيل الجمعيات العاملة والمساهمة في خلق المزيد منها وذلك بالمساهمة في تأطير المجتمع المدني وتنويره بالأفكار الخلاقة وبتوعيته وتثقيفه عبر برامج داخلية بالرفقة تستهدف العموم في مختلف نواحي المعرفة والفكر، حيث ظلت الرفقة منذ تأسيسها تعمل وفق برامج محددة متعددة الفقرات تغطي جميع المجالات الطبية والصحية والرياضية والنصائح الغذائية و الدروس القانونية والارشاد الزراعي والفلاحي وتوجيهات تربوية وقراءات وابداعات ادبية مختلفة تتوج كل يوم جمعة بدروس دينية قيمة تنهل من القرآن الكريم وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم. بالإضافة لخلق مجال للفسحة والترفيه من خلال إبداع سمر ليلي من وحي الثرات المحلي. وكذلك تكثيف التعارف وتبادل الخبرات بين الاعضاء والاطلاع عن كفاءتها وتجاربها عبر ابداع برنامج مسار، يعرف كل اسبوع بشخصية من اعضاء الرفقة

كما ظلت الرفقة متتبعة لتنزيل المشاريع وكذلك صلة وصل بين اعضائها واهل البلد، كما كانت تتفاعل مع مختلف الاحداث الاجتماعية بالبلدة فصار العضو البعيد عن البلد يعيش تفاصل حياتها اليومية بعدما كان الغياب والتشرذم سمة العقود السابقة.

وعلاقة بالتنظيم الجمعوي وبالعودة الى السؤال المطروح، فإن الرفقة اعتبرت نفسها مشتلا ومساهما في تأطير وخلق مزيد من الجمعيات، وهكذا تم تأسيس فرع المنظمة الوطنية للتطوع بلاحدود الذي خرج من رحمها، هذا الاطار الحديث الذي يعتبر إضافة نوعية في مجال تأطير المجتمع المدني حيث يضم مكتبها المديري طاقات فكرية وجمعوية لها تجربة وخبرة في مجال العمل الجمعوي الجاد والهادف ، وستعمل على تنزيل عدد من المشاريع الاجتماعية والتربوية والصحية خلال الفترة القادمة.

كما تعمل الرفقة الصالحة على توحيد جهود الجمعيات وتشبيكها في تنظيم فيدرالي فاعل، كما ان هذه المكونات يتكون منفتحة على كل الفعاليات العاملة على مستوى جماعة ابزو.

ماكلور. ما هي البدائل أو المقترحات التي ترونها كفيلة بإعادة الرفقة الصالحة إلى سالف عهدها ؟ و هل من مبادرة في هدا الباب؟

مولاي النبوي : شكرا اخي على هذا السؤال، فعلا كانت الرفقة تعج بالأعضاء والمشاركات حتى ضاقت من ذلك، إلا ان بعض الخلافات الهامشية التي كانت تظهر من حين لأخر بسبب سوء الفهم وسوء التفاهم، وكانت تؤججها ايادي خفية كانت وراء بعض الانسحابات الجزئية ، كما ان اعضاء سابقين بالرفقة اختلفوا مع توجهها المتمثل في الحديث عن الشأن المحلي وتشريحه ونقده موضوعيا ، واعتبروا ذلك خوضا في السياسة ، وهو امر غير صحيح، لان الشأن المحلي شان عام وهو في صلب اهتمامات المواطن ويجب ان يكون كذلك. فالدولة ومؤسساتها تلح على المواطنين بضرورة الاهتمام بالشأن المحلي، بل ومراقبة القائمين على الشأن المحلي، كما تلح على النهوض بالمجتمع المدني وتأطيره  وتفعيل جمعياته المدنية وضرورة الانخراط في التنمية المحلية وتفعيل الشراكات مع الجماعات المحلية.

وتعمل الرفقة الصالحة ومناضلوها منذ التأسيس والى الان إبقاء الرفقة منبرا حرا مفتوحا امام الجميع. وتفتح وتفسح المجال امام الجميع للتعبير عن رايه وعن مقترحاته في احترام للقواعد الديموقراطية للاختلاف وفي إطار من المرونة والتسامح وإنجاح مسار الرفقة.

  وقد بقيت ولازالت الرفقة مفتوحة امام جميع ابناء وبنات اغبالو التواقين للتغيير والمؤمنين بالخط الكفاحي للرفقة لأجل المساهمة في تغيير واقع اغبالو في افق إنقاد البلدة من التراجع الذي اصابها والتهميش الذي أحيطت به

كما ان مناضلوا الرفقة ما فتؤوا يبدعون اشكالا مختلفة للانفتاح على المحيط وعلى الرأي العام لأجل إسماع صوت ومعانات ساكنة اغبالو، ومن بين هذه الاشكال، تأسيس صفحة خاصة لذلك تحمل اسم ( اغبالو تحت المجهر) سيعمل على تطويرها ومزيد من انفتاحها على ساكنة ابزو عموما ، وسكان اغبالو خصوصا، وتعمل على تعريف مزيد من ابناء وبنات اغبالو الموجودين خارج موقع الرفقة بمجريات الامور داخلها وتعريفهم بمشاريعها وهي كلها صيغ لتجميع كل المهتمين وتوحدهم حول تنمية بلدهم.

ماكلور : في الختام هل الصراع قائم مع المؤسسات أم الأشخاص بدواتهم؟              

مولاي النبوي : اولا هو ليس صراعا، فالرفقة لم تأت للصراع مع احد ولكن جاءت لأجل رفع التهميش عن اغبالو والمساهمة في تنميته ورد الاعتبار له

والرفقة منذ بدايتها واجهت رفضا من اشخاص لهم ارتباطات معينة وقد اتضح فيما بعد ان هذا الرفض مهيكل ومؤسس وله خلفياته الثقافية (العقليات) والذاتية ( الانانيات) والمصلحية (الانتخابات ورفض التغيير )

واذا كان لابد من القول بان هناك صراع، فهناك اشخاص يحاربون الرفقة ومعهم مؤسسة رئاسة الجماعة.

و الرفقة في هذه الحالة لا تفتأ تدافع عن مشروعها وعن بلدتها الجريحة، وتحارب التحكم فقط.

وفي جميع الاحوال نحن سلميون ونطمح لاي تعاون بناء وطي صفحة الماضي ومستعدون للعمل مع جميع الاطراف خدمة لتنمية اغبالو وازدهارها وفقط لتنمية اغبالو وازدهارها.
شكرا لك مولاي النبوي على هذه الإيضاحات و على هذه التوضيحات، شكرا لك و لكل أعضاء الرفقة الصالحة و لكل مجتهد طموح في رد و لو قليل من الإعتبار لدوار أغبالو و لبلدة ابزو بصفة عامة.
 نعم أصبحتا نرى و لله الحمد  صحوة لشباب القرية و عودة لعدد كبير من أبناء و بنات ابزو  التحاقوا بجمعيات و بمجموعات فتواصلوا و ابدو رغبتهم في المساهمة بالنهوض بالمنطقة و مساندة و مواكبة المشاريع سواء الإجتماعية منها أو الإقتصادية...
و يبقى خير ما نختم به هذا الحوار هي هذه اليد الممدودة لكل من يسعى الى خدمة بلدته و ترك بصمة إيجابية للأجيال القادمة ولنعلم أن الاختلاف وارد في كل علاقة إنسانية على الرغم أنه لا يفسد للود قضية هذا الود الدي نسعى نحن كمنبر اعلامي مستقل و محايد استرجاعه ليدب و يعم بين مخلف مكونات المجتمع البزيوي كما كان في السالف من الأيام.
و الله ولي التوفيق و السداد

حاوره عن ماكلور المصطفى البكراوي

Langue
Arabe
Région
Beni Mellal - Khenifra
Partager sur :