Partager sur :

ابزو : عملية إعذار جماعي تقليد سنوي اجتماعي في خدمة الصحة والتكافل .

مراسله البكراوي المصطفى البزيوي 

شهد المركز الصحي ابزو - المدرسة بالجماعة الترابية إبزو التابعة لإقليم أزيلال، يوم السبت 24 ماي 2024، تنظيم عملية إعذار جماعية استفاد منها عشرات الأطفال المنحدرين من أسر معوزة، وذلك في إطار مبادرة إنسانية نظمتها جمعية شرفاء زاوية سيدي الصغير بن المنيار، بشراكة مع المجلس العلمي  الإقليمي المحلي لأزيلال وجمعية "خيركم" القادمة من مدينة الدار البيضاء.
وقد مرت هذه العملية في أجواء يسودها الدفء الإنساني والتنظيم المحكم، حيث تم توفير كافة المستلزمات الطبية، إلى جانب إشراف طاقم طبي وتمريضي متخصص، ما ساهم في ضمان شروط السلامة والصحة للأطفال المستفيدين. المبادرة عرفت إقبالاً لافتاً من طرف الأسر المحلية التي وجدت فيها فرصة ثمينة لإجراء عملية الختان لأبنائها مجاناً، وفي ظروف طبية ملائمة، خاصة في ظل الوضعية الاجتماعية الصعبة التي تعيشها بعض العائلات بالمنطقة.
وفي تصريح خص به الجريدة، عبّر لنا السيد عبد الكريم الغربي  رئيس جمعية شرفاء زاوية سيدي الصغير بن المنيار  عن اعتزازه بنجاح هذه المبادرة التي قال إنها تأتي ضمن رؤية الجمعية لتعزيز قيم التضامن، وخدمة ساكنة المنطقة، مضيفاً أن الشراكات بين المجتمع المدني والسلطات المحلية والهيئات المنتخبة من شأنها أن تثمر برامج اجتماعية أكثر تأثيراً و واقعية. من جانبه، أوضح احد الكوادر الطبية المشاركة  أن العملية مرت في ظروف صحية مثالية، مشيداً بتجند جميع المتدخلين لإنجاحها، ومبرزاً أهمية تعميم مثل هذه المبادرات في المناطق النائية.
ولم تُخفِ عدد من الأمهات المستفيدات فرحتهن بهذا العمل الإنساني، إذ قالت السيدة حنان وهي أم لطفل استفاد من العملية، إنها كانت عاجزة عن توفير مصاريف الختان في مصحة خاصة، معبرة عن امتنانها العميق للمنظمين الذين خففوا عنها هذا العبء وأدخلوا السرور إلى قلبها وقلوب كثير من الأسر و خصوصا الاطفال الذين ظفروا بهدايا المناسبة من  الأدوية و الملابس   التي تسلموها بعد العملية.
للإشارة فالعملية وفرت دعما شاملا انطلاقا من مجانية الاعذار إلى توزيع الأدوية اللازمة لاستشفاء الأطفال مرورا إلى ملابس تقليدية خاصة بالمناسبة ثم توزيع قفف من المواد الغدائية و غلاف مالي على أرباب الأسر  المستفيدة .
وتجسد هذه المبادرة الميدانية الدور المتنامي للمجتمع المدني في معالجة بعض مظاهر الهشاشة، خاصة في المناطق الجبلية والقروية التي تفتقر للبنيات التحتية والخدمات الطبية الكافية. كما تؤكد أن العمل التشاركي بين مختلف الفاعلين المحليين والوطنيين يمكن أن يكون رافعة للتنمية الاجتماعية، وأداة فعالة لتقليص الفوارق وضمان الكرامة للمواطن البسيط.
إن ما حدث في إبزو يوم 24 ماي ليس مجرد عملية طبية جماعية، بل هو تجسيد حي لروح المواطنة والتكافل، ودعوة مفتوحة إلى مواصلة هذا النوع من المبادرات التي تصون كرامة الإنسان وترسخ لقيم التضامن والعدالة الاجتماعية، خاصة في مغرب يسعى إلى تعميم التنمية وبلوغ نموذج اجتماعي أكثر توازناً .

Langue
Arabe
Région
Beni Mellal - Khenifra
Partager sur :