إحتفال بالسنة الأمازيغية على تراب مدينة خنيفرة
بإقليم خنيفرة انطلقت فعاليات الاحتفال بالسنة الأمازيغية 2974 التي تنظمها مؤسسة روح أجدير الأطلس-خنيفرة على مدى يومي 12 و13 يناير الجاري تحت شعار: "الأمازيغية: ضمير حي في مغرب متضامن"، بحضور أمينة ابن الشيخ، مكلفة بملف الأمازيغية برئاسة الحكومة، وعامل الإقليم، وعدد من المنتخبين، ورؤساء المصالح الأمنية والعسكرية، وثلة من الأساتذة الجامعيين المهتمين باللغة الأمازيغية.
في هذا الصدد، أبرزت أمينة ابن الشيخ، في تصريح لإحدى الجرائد الالكترونية المغربية، أن الاحتفال بـ”إيض إيناير” في هذه السنة له نكهة خاصة، لأنه أصبح عطلة رسمية وعيدا وطنيا يحتفى به من طرف جميع المغاربية، والاعتراف به جاء بناء على قرار ملكي في 3 ماي 2023، وهو ليس اعتباطيا، إنما تتويج لمجموعة من المبادرات والمكتسبات التي حققتها الحركة الأمازيغية والشعب المغربي عامة. كما أنه امتداد للعناية الملكية بملف الأمازيغية منذ عام 2001.
واعتبرت ابن الشيخ الاحتفال برأس السنة الأمازيغية “حدثا غير عادي، لكونه يشكل محطة تأمل وتقييم وتقويم لما تمّ إنجازه لبلوغ النتائج التي نبتغيها في ما يخص مشاريع وملفات الأمازيغية، ووقفة للتصالح مع الذات وللنبش في التاريخ وفي القيم الأمازيغية التي تحملها هذه الثقافة العريقة، بما في ذلك قيم التضامن المساواة وباقي القيم الكونية الفضلى”.
وبشأن الاحتفال بالسنة الأمازيغية بمدينة خنيفرة، قالت ابن الشيخ إنه “يكتسي رمزية كبيرة بالنظر إلى ما يشكله الإقليم، أو بالأحرى موقع أجدير، في مسار الحركة الأمازيغية” (الخطاب الملكي لـ17 أكتوبر المؤسس للاعتراف الرسمي بالأمازيغية، والمؤسس أيضا لمأسسة اللغة الأمازيغية في الدولة المغربية).
من جهتها، شددت مؤسسة روح أجدير على أن الاحتفال بالسنة الأمازيغية، “يجسد حدثا واعدا بالنسبة لإقليم خنيفرة، وذلك بالنظر إلى كون الإقليم موطنا تاريخيا ورمزيا للثقافة الأمازيغية في معالمها اللغوية والشعرية والإنسانية والفنية والعلمية، وحاضنا لموقع أجدير الذي أصدر منه الملك محمد السادس في أكتوبر 2001 خطابه التاريخي الذي يكرس بقوة العمق التاريخي والامتدادات الرمزية والثقافية والإيكولوجية لهذا الموقع ولإقليم خنيفرة بوجه عام”.
كما يشكل هذا الاحتفاء، الذي ينظم بدعم من المجلس الإقليمي لخنيفرة والجماعة الترابية لخنيفرة، بالنسبة للإقليم، إشادة بالقرار الملكي وإبرازا نوعيا لأولوية وريادة هذا الإقليم في حقل الثقافة بمكوناتها المتنوعة، وإشهادا بمكانة خنيفرة كمورد ثقافي أمازيغي، وكمعمار رمزي وملتقى حقيقي للثقافات والتعبيرات المختلفة.
وتراهن مؤسسة أجدير من خلال هذا الاحتفال على مجموعة من الاختيارات، منها العمل على تثمين المكونات الثقافية والفنية للإقليم، وللأطلس المتوسط بوجه عام، من خلال إبراز دلالات وأبعاد الاحتفال بالسنة الأمازيغية وإدراجها في الصيغ الفنية والشعرية والموسيقية المعززة لهذه الأبعاد، وإدراج حدث الاحتفال في سياق علمي مُجسّد لأهمية الحدث ورمزيته في إنعاش وتطوير النقاش العمومي بخصوص التنوع الذي يطبع المجتمع المغربي في نطاق وحدة وطنية متراصة، واستثماره أيضا لتعبئة الكفاءات وإثراء النقاش والترافع حول إيلاء الأمازيغية مزيدا من الاهتمام، وحول أحقية المناطق الجبلية، ولا سيما إقليم خنيفرة، في مزيد من التنمية.
ويشتمل برنامج الاحتفاء على محاضرة افتتاحية للأستاذ ادريس خروز حول “إقرار السنة الأمازيغية عطلة رسمية.. الدلالات والأبعاد”، وندوة علمية يؤطرها ثلة من الأساتذة والباحثين حول محاور: “الجبل بين قوة الرمزية وأسئلة الإقلاع والتنمية.. الأطلس المتوسط نموذجا”، و”رمزية الجبل في النسق التاريخي والسوسيو-ثقافي بالمغرب.. استحقاقات وإشكالات”، و”الجبل بين إكراهاته والمداخل الضرورية للتنمية الترابية.. وضعية الأطلس المتوسط”، بالإضافة إلى عرض عناصر مشروع البحث العلمي حول الجبل، والترافع المدني حول الأطلس المتوسط.
تجدر الإشارة إلى أن الاحتفال تضمن مائدة مستديرة حول “الصوف.. سلسلة القيم في أفق الارتقاء بالاقتصاد الاجتماعي والتضامني وتحقيق التنمية المندمجة”، وعرف زيارة الوفد الرسمي إلى المعرض الفني والاثنوغرافي والكاليغرافي المنظم بهذه المناسبة، ورواق خاص بلوحات فنية لمشاهير وفنانين أمازيغيين ومنحوتات وأدوات تعكس نمط عيش الإنسان الجبلي الأمازيغي بصفة عامة.