الإنتخابات بفاس والسباق نحو العمودية : من سيربح الرهان؟
هشام التواتي
ماحقيقة الوعود التي أطلقتها العدالة والتنمية لسكان مدينة فاس خلال الإنتخابات الجماعية الأخيرة وما
مدى نسبة تحققها على أرض الواقع؟
لماذا يعتبر منتسبو المصباح بأنهم قد حققوا الشيء الكثير للمواطن الفاسي بينما يرى الآخرون العكس؟
لماذا عجز مسيرو الشأن المحلي بفاس عن النهوض تنمويا بهاته المدينة وما السر وراء الجمود الذي عرفته مختلف الأوراش؟
مامصير شعار محاربة الفساد الذي بنت عليه العدالة والتنمية حملتها الإنتخابية ولماذا لم يتم تفعيله على أرض الواقع عبر تقديم المتورطين في مجموعة من الإختلالات إلى القضاء؟ أليس العقد شريعة المتعاقدين؟
أين كانت المعارضة داخل مدينة فاس؟ ولماذا عجزت عن إسماع صوت الساكنة الفاسية؟ بما أن تجربة العمودية الحالية أتبثت قصورها في الإقلاع اقتصاديا بالمدينة فهل من بديل؟ هل حقا يوجد بمدينة فاس حزب قادر على كسب ثقة المواطنين وإرجاع البسمة لفاس ولساكنتها؟
كيف يمكن قراءة هندسة لوائح المترشحين والمترشحات للإنتخابات الجماعية وكيف استقبل الرأي العام الفاسي اختيار وكلاء ووكيلات هاته اللوائح؟
هل حقا توجد ضمن هاته اللوائح المتنافسة على الإنتخابات الجماعية وجوه قادرة على الدفع بالمواطنين بنسب عالية نحو صناديق الإقتراع لالتماس التغيير؟
بالمقابل، كيف يقرأ الشارع الفاسي ترشح الأمين العام السابق لحزب الإستقلال للإنتخابات الجماعية تحت غطاء سياسي جديد؟ وهل يملك الحظوظ للتأر لنفسه ممن سلبه العمودية فيما مضى؟ وممن حرموه الترشح باسم الميزان؟
كيف ينظر المواطن الفاسي إلى هؤلاء الذين ترشحوا في بعض اللوائح ووزعوا أبناءهم وبناتهم وزوجاتهم في لوائح أخرى؟
إلى أي حد يتفاعل الشارع الفاسي مع الحملة الإنتخابية التي انطلقت منذ أيام خصوصا في ظل الإكراهات القوية لجائحة كوفيد 19؟
هل سيكون المواطن الفاسي في مستوى المسؤولية عبر اختياره للأنسب والأفضل؟ ام أنه ياترى سينساق وراء المال فيبيع صوته بدراهم فيرهن بذلك مستقبله ومستقبل أبنائه لنصف عقد؟
الحملة الإنتخابية انطلقت روتينية باردة والسباق نحو العمودية لايمكن التكهن بمخرجاته. الكل يشحذ أسلحته ويخطب خطبا عصماء في تابعيه. الوعود معسولة وسقفها يرتفع من حزب لآخر. الحروب تشتعل هنا وهناك في الخفاء. والتحالفات تعقد في جنح الظلام، والتعاقدات تنسج في الخفاء على الموائد تارة وتحت أضواء الشموع تارة أخرى.
وستبقى الكلمة الأخيرة للمواطن الفاسي.
فالطريق نحو العمودية بفاس مليء بالألغام وخص الواحد يعرف فين يحط رجليه. وتبقى التساؤلات مفتوحة: من ياتراه سيظفر بالعمودية في فاس؟ وهل حقا يستحقها؟