الأطر الطبية والتمريضية بأقسام الإنعاش كوفيد 19 بالمستشفيات الجامعية بين التضحيات والتبخيس
إلى أي حد يلتزم المغاربة باتباع الإجراءات والتدابير الإحترازية للوقاية من كوفيد 19 ومن سلالاته المتحورة؟
ألم يشهد منحنى الإصابة بالسلالة المتحورة من داء كوفيد 19 ارتفاعا خطيرا ومقلقا في الآونة الأخيرة مما جعل المسؤولين يدقون ناقوس الخطر؟
ألم تتجند مختلف الأطقم الطبية العمومية والخاصة والعسكرية لمواجهة هذا الداء الفتاك وكانت تتموقع في الصفوف الأولى وعلى خط التماس مع المصابين بهذا الفيروس منذ تفشيه في المملكة بداية مارس من السنة الماضية وإلى الآن؟
كيف يمكن تفسير الإستهتار واللامبالاة والتراخي الذي يتعامل به مجموعة من المواطنين في إطار علاقتهم مع هذا الفيروس؟
ألم تتجند مختلف القنوات المرئية منها والمسموعة والإلكترونية للتحسيس بمخاطر هذا الداء الفتاك الذي شل العجلة الإقتصادية والحياة الإجتماعية في ربوع الكرة الأرضية؟
كيف يتقبل العقل والمنطق الهجمة غير المسبوقة وغير المفهومة لبعض المنابر الإعلامية على أحد الأطر الطبية الذي كان يقدم تصريحا لإحدى القنوات الرسمية من إحدى غرف الإنعاش المخصصة لمرضى كوفيد 19 بإحدى المستشفيات الجامعية للمملكة متهمة إياه بالتقصير وعدم تقديم المساعدة لشخص في حالة خطر دون إحاطة بظروف وحيثياث النازلة؟
ألم يكن المستشفى الجامعي الحسن الثاني بجميع كوادره وأطقمه الطبية والتمريضية من بين المؤسسات الصحية السباقة إلى التجند والوقوف على قدم وساق وفي مواجهة مباشرة مع المصابين بداء كوفيد 19 في الوقت الذي كانت فيه أغلبية فئات الشعب المغربي داخل منازلها ملتزمة بالحجر الصحي؟
ألم تقدم هاته الأطر الطبية والتمريضية خصوصا العاملين منهم في أقسام الإنعاش أروع مثال على التضحية ونكران الذات والمغامرة بالأرواح في سبيل العناية بالمصابين بهذا الفيروس؟
ألا يدخل هذا الروبرطاج أو التقرير الصحفي الذي أعدته القناة الأولى بتنسيق مع الأطر العاملة بالمركز المذكور في إطار الواجبات التحسيسية لهذه الأخيرة والتي تحث المواطنين على التقيد بالتدابير الوقائية لتجنب الإصابة بداء كوفيد 19؟
ألا يعلم أولئك الذين تنمروا عن جهل او مع سبق الإصرار والترصد على الإطار الطبي الذي كان يؤدي واجبه في التحسيس بخطورة المرض بأن طبيعة العمل والرعاية بالمراكز الاستشفائية الجامعية تتم عبر فرق متعددة الاختصاصات تتناوب خلالها عدة فرق طبية على تقديم العلاجات للمرضى على مدار 24 ساعة؟
هل يجهل هؤلاء الذين شحذوا أقلامهم وألسنتهم للنيل والتبخيس من مجهودات الأطر الطبية والتمريضية المرابضة في أقسام الإنعاش بالمستشفيات الجامعية بأنه في الوقت الذي كان فيه الطبيب المقصود بالمقال يدلي بتصريحه للقناة الأولى مؤديا بذلك إحدى واجباته المهنية، كان زملاؤه من فرق طبية أخرى تابعة لنفس مصلحة الإنعاش، مكونة من أطباء إنعاش وتخذير وممرضين متخصصين، يؤدون واجبهم في إسعاف المريضة؟
أو ليس ماحدث شهادة حية عن واقع الضغوطات اليومية التي يعيشها هؤلاء الذين يوجدون في خط التماس الأول مع المصابين بهاته السلالة المتحورة من هذا الداء الفتاك الخطير وأيضا يشكل صورة حقيقية عن الواقع الأليم والخطير الذي يعانيه المصابون بالفيروس والمتواجدون في أقسام الإنعاش؟
لقد زاغ البعض عن قصد أو دون قصد عند تناولهم لمضمون الربورتاج ووضعوه في غير سياقه. ويبقى أكبر فخر ووسام للأطر الطبية والتمريضية إشادة صاحب الجلالة محمد السادس نصره الله وأيده بتضحياتها وتنويهه بمجهوداتها في مواجهة فيروس كوفيد 19.
وفي الأخير، يكفي التذكير بأن الأطر الطبية والتمريضية المتواجدة في أقسام الإنعاش الخاص بمرضى كوفيد 19 ملزمون بارتداء القفازات والكمامات والقناع الواقي لأكثر من 12 ساعة، مع الحرص على عدم الاحتكاك بالمريض طيلة ساعات التواجد بغرفته.
لكل الذين يتواجدون في الصفوف الأولى لمواجهة كوفيد 19 من أطر طبية وسلطات أمنية وعمومية نرفع لهم القبعة عاليا ونقول لهم :" شكرا لكم على تضحياتكم وتفانيكم. ونطلب من العلي القدير أن يرفع عنا هذا الوباء قريبا لنعود لحياتنا الطبيعية التي اشتقنا إليها.
ويكفي ما قررته الحكومة من إجراءات أكثر تشددا لمواجهة تطور منحنى الإصابات. فتوقيت الحظر الذي كان يبتدئ على الساعة 11 ليلا سيصبح ابتداء من الثلاثاء 3 غشت على الساعة التاسعة ليلا.
اليد في اليد لمواجهة الوباء.