الدورة الخامسة عشرة من المهرجان الدولي للشريط الوثائقي بأكادير
تحتضن قاعة سينما الصحراء الواقعة في قلب حي تَالْبُرْجت، الدورة الخامسة عشرة من المهرجان الدولي للشريط الوثائقي بأكادير (فيدادوك)، الذي تنظمه جمعية الثقافة والتربية بواسطة السمعي-البصري (ACEA) في الفترة الممتدة من الـ7 إلى الـ12 من يونيو 2024.
ويشكل المهرجان فرصة فريدة لعشاق السينما الأكاديريين، وجميع محبي سينما الواقع في المغرب، لاكتشاف أفضل الأشرطة الوثائقية العالمية على الشاشة الكبيرة، من خلال العشرين شريطا مشاركا في البرمجة الرسمية، بحضور مُؤَلِّفَاتها/مؤلفيها إضافة إلى ثلاث ضيفات استثنائيات.
ضيوف شرف الدورة 15
يكرم المهرجان الدولي للشريط الوثائقي بأكادير (فيدادوك) هذه السنة المخرجة والمصورة السينمائية الأمريكية كيرستن جونسون، التي ستشاركنا مسارها وتأملاتها كمخرجة خلف الكاميرا، وتحدثنا هن أشرطتها وعن أعظم صُنَّاع الأشرطة الوثائقية في بلدها.
أما المخرجة والمنتجة الصربية ميلا توراجليتش، ستكون عرابة الدورة الثانية عشرة من برنامج الخلية الوثائقية، وهو برنامج تكويني تابع للمهرجان الدولي للشريط الوثائقي بأكادير، والهدف منه تقديم الدعم والمواكبة الفنيين، حيث تم إطلاقه منذ سنة 2012، ليساعد على صعود جيل جديد من صُنَّاع الأشرطة في المغرب وفي باقي الدول الإفريقية.
ويشكل حضور توراجليتش فرصة ثمينة بالنسبة لعشرات الطلبة والمخرجين المبتدئين الذين نستضيفهم كل سنة في مدينة أكادير، حيث سيتمكنون من اكتشاف أعمال المخرجة والمنتجة الصربية من خلال الأرشيفات المصورة حول التاريخ السياسي والحميم لبلدها يوغوسلافيا الذي لم يعد موجودا اليوم.
وأخيرا، ستعود المخرجة والمنتجة المغربية أسماء المدير إلى أكادير لعرض شريطها الطويل الثاني "كذب أبيض" بالشراكة مع المعهد الفرنسي بالمغرب، والذي حصل على جائزة العام الماضي في مِهْرَجَانَي كان ومراكش السينمائيين، بعدما كان قد استفاد سنة 2013 من المواكبة خلال الدورة الثانية من إقامة الكتابة الإفريقية التابعة للمهرجان.
برمجة فيدادوك-2024
تتضمن البرمجة الرسمية خلال الدورة الـ15 من هذا الحدث السينمائي المغربي الرائد والمخصص للأشرطة الوثائقية الإبداعية، 21 شريطا مشاركا من 24 دولة مساهمة في الإنتاج.
وعلى غرار الدورات السابقة، تفضل المسابقة الدولية للمهرجان الدولي للشريط الوثائقي بأكادير (فيدادوك) إعطاء الفرصة للمؤلفين الصاعدين (الشريط الأول والثاني والثالث) ولأعمال صُنَّاع الأشرطة القادمين من القارة الإفريقية.
يشارك في المسابقة الدولية 11 شريطا طويلا لم يسبق طرحها من قبل في المغرب. وستتكون لجنة التحكيم من المخرجة آنيا أونجر (فرنسا، ألمانيا)، المخرجة فاتو كاندي سنغور (السنغال)، والصحفي هشام حذيفة (المغرب).
وبالإضافة إلى المسابقة الدولية وتكريم كيرستن جونسون وميلا توراجليتش، تقدم البرمجة الرسمية للمهرجان أيضا بانوراما لثلاث أشرطة مغربية، حققت منذ عدة أشهر، نجاحا كبيرا سواء في المهرجانات أو في القاعات، مسلطة الضوء على الإمكانيات الكامنة وراء أهمية توزيع الأشرطة الوثائقية في المغرب.
السينما العلمية
يسلط المهرجان الدولي للشريط الوثائقي بأكادير (فيدادوك) في يومه الأخير الذي يوافق الأربعاء 12 يونيو، الضوء على الأشرطة الوثائقية العلمية بشراكة مع المؤتمر العالمي للعلوم ومنتجي الحقائق، والذي سينظم لأول مرة مؤتمره السنوي في القارة الإفريقية، في الفترة الممتدة من 9 إلى 12 دجنبر في مدينة مراكش بفضل دعم وزارة الشباب والثقافة والتواصل.
وسيكون هذا اليوم فرصة لاكتشاف شريطين بحضور ثلاثة من أبرز العلماء المغاربة، الذين سيشاركون الجمهور تجربتهم في المساهمة في صناعة هذه الأشرطة، خلف الكاميرا وأمامها.
طريق سينما كورة
لافتتاح هذه الدورة الـ15، بدا واضحا وجليا بالنسبة لنا أن نحتفل بنجاح "طريق السينما كورة"، وهو برنامج عروض متنقلة تم تخصيصه هذه السنة لكرة القدم النسوية، حيث نظمناه في فبراير 2024 على جولتين، الأولى عبر جهة سوس-ماسة والثانية على مستوى تراب المملكة.
هذه المبادرة تم تصميمها وتنفيذها بشراكة مع الرابطة الوطنية لكرة القدم النسائية، الرابطة الجهوية لسوس-ماسة لكرة القدم، والأندية الخمسة عشر التي استضافت عروضنا، وبفضل الدعم المالي المقدم من طرف من وزارة الشؤون الخارجية والتجارة والتنمية بكندا، وأيضا مهرجان "Movies that Matter" بهولندا.
أردنا أن تبقى هذه المغامرة الرائعة مستمرة، من خلال اختيار ملصق خاص بهذه الدورة من المهرجان، يحمل صورة لاعبات فريق النادي البلدي بالعيون لأقل من 17 سنة، والذي زرناه في المرحلة الأخيرة من عروضنا المتنقلة، كما اخترنا أن نُبَرْمِج شريطا وثائقيا ضمن العروض الافتتاحية، يتحدث عن هذا الفريق، من إخراج ليلى نديي ثيام، وهي شابة تنحدر من إفريقيا الوسطى شاركت معنا في الخلية الوثائقية سنة 2016. إنها فرصة لنلفت الانتباه ونسلط الضوء على التطورات المتسارعة التي تشهدها الرياضة النسائية في بلدنا وفي قارتنا، ولنثمن تأثيرها التعليمي والاجتماعي الإيجابي للغاية، فكرة القدم، مثل السينما، تشكل وسيلة هائلة لانفتاح المرأة الإفريقية.