الفنيدق مدينة على وقع ألم المخاض لولادة جديدة. بقلم زكية بوقديد

الفنيدق المدينة التي بالأمس القريب كانت تحييك من بعيد ببسمتها المعهودة وتستقبلكك كزبون من زبائنهاك الذين كانوا يفيدون عليها من مختلف مناطق المغرب، المدينة كانت عبارة عن مركز تسوق تجاري ضخم وبامتياز لتنوع منتجاته و مصادرها وأثمنتها التي ترضي كل الشرائح الاجتماعية . وكانت وجهة لكل المقبلين عليها بحثا عن فرص العمل بحكم قربها من سبتة المحتلة التي كان يشتغل بها الاف المغاربة معظمهم من الفنيدق بحكم القرب والجوار واعتماد التجارة وكذا تحقيق الكسب السريع .
اليوم وأنت تدخل المدينة وتتجول عبر أسواقها تقابلك عدة متاجر ودكاكين مغلقة و أخرى باعتها يتوسدون كراسيهم، أما الباعة المتجولون أو مايسمون بالفراشة فاكتسحوا أرصفة الشوارع. تقابلك الفنيدق وهي تشكو ما أصابها من أمرين ألما بها في ظرفية متزامنة مع بعضها، تداعيات إغلاق المعبر الحدودي المؤدي لسبتة و تداعيات وباء كورونا مما جعلها تتحول من مدينة تجارية إلى مدينة تئن من وقع الكساد و الركود التجاري، وعن هذه الحالة تحدث إلينا نائب رئيس التجار ومستخدمي سوق المسيرة الخضراء سابقا التاجر العلمي الوقريني :

"ما تعرفه التجارة بمدينة الفنيدق يمكن تسميته بالموت وليس الركود فقط ، فكم من دكاكين تجارية بهذا السوق أغلقت فحوالي 400 متجر مغلق في سوق المسيرة الخضراء وحده بسبب تداعيات : إغلاق باب سبتة و عقبتها جائحة كوفيد 19 . وعن إغلاق المعبر الحدودي مع سبتة يردف قائلا نحن لسنا ضد محاربة التهريب المعيشي مادام أنه يضرب الاقتصاد المغربي لكن لنسلم بحقيقة أن اقتصاد ومداخيل أغلب" ساكنة مدينة الفنيدق كان يقوم على هذه النوعية من التجارة، وإغلاق باب سبتة بدون تهييء بدائل واضحة المعالم هو دفع "آلالف من الاسر للنزول إلى حافة الفقر المذقع و التشرد .
وعن هذه التداعيات صرح السيد محمد عزوز الكاتب العام لجماعة الفنيدق والمكلف بخلية الاعلام والتواصل : " فيما يخص الوضع العام الذي تعيشه مدينة الفنيدق كمدينة حدودية على مشارف سبتة المحتلة هو وضع استثنائي اذ يواجه صعوبات على مختلف المستويات بسبب تداعيات جائحة كورونا وكذا بعد إغلاق المعبر الحدودي مع سبتة يمكن القول أن المدينة تعرضت لشلل اقتصادي انعكس على البنية العامة الاقتصادية والاجتماعية وخصوصا أن مدينة الفنيدق بنيتها كما هو معروف كانت مبنية على الانشطة الاقتصادية و التجارية المختلفة بخلقها رواج اقتصادي وتجاري كان مرتبطا بأنشطة غير مهيكلة والتي كانت تتم عبر باب سبتة لعقود من الزمن؛ فإغلاق معبر باب سبتة ترتب عليه إغلاق مجموعة من المحلات التجارية وركود اقتصادي خطير جدا عرفته الأسواق التجارية و تضرر قطاع الخدمات بشكل كبير وبالتالي انهيار التوازن والنسق المالي
ومما زاد الوضع صعوبة وهو تزامن إغلاق المعبر مع جائحة كورونا و الحظر الصحي و الطوارئ الصحية مما خلف تمظهرات "وانعكاسات مازالت تعاني منها المدينة وفي نفس السياق يقول التاجر العلمي : "مما زاد الكساد في متاجرنا هو اتساع رقعة ظاهرة "الفراشة" الذين ملؤوا أرصفة الشوارع مما جعلنا نواجه وضعا غير متوازن بين أثمنة البيع عند الفراشة وبين أثمنة البيع لذى المحلات التجارية المطالبة بدفع رسوم الضرائب لصندوق الدولة".
وعن أفق المشاريع التي سيتم إقامتها لتجاوز الأزمة صرح السيد محمد عزوز "نلتمس نحن كفاعلين ومنتخبين داخل المجلس الجماعي إيجاد حلول في أقرب الاجال وكجماعة الفنيدق نحن نشتغل انطلاقا من الصالحيات القانونية التي يخولها لنا القانون التنظيمي الجماعي وانطالقا من الهامش التي تشتغل فيه الجماعة على المستوى الاداري والقانوني، فهي تشتغل كطرف لإيجاد حلول للوضعية وكطرف وكشريك في إيجاد مشاريع وبرامج للتنمية للخروج بهذه المدينة من شبه السكتة القلبية التي أصابت القطاع الاقتصادي والاجتماعي، فالجماعة إلى جانب باقي الشركاء المتمثلين في السلطات المحلية وإلاقليمية والفاعلين الاقتصاديين والمنعشين العقاريين والمجلس الاقليمي ومجلس الجهة والحكومة والمؤسسات ألاخرى المنتخبة نعمل على مواجهة تحديات كبرى، الان هذه القضية قضية محورية خاصة أن المدينة تعيش على إيقاع ظرفية سياسية ديبلوماسية بين المغرب وإسبانيا وبين المغرب والاتحاد الاوروبي بحكم موقعها الجيوستراتيجي والجغرافي، ونحن كمجلس الجماعة الجديد المنتخب نتوفر على حد أدنى لتصور نهدف من خلاله إنقاذ المدينة ومد جسور الثقة مع جميع الفاعلين وفتح المجال أمام باقي الشركاء لأننا نريد أن نجعل من الجماعة جماعة مقاولة ومنفتحة على محيطها الاقتصادي والاجتماعي وعلى الفاعلين الاجتماعيين والاقتصاديين والسماع لمشاكلهم لصياغة برنامج مستعجل "في إطار استيراتيجية البرامج الاستعجالية مع باقي الفرقاء السالف ذكرهم
وعبر أحد التجار عن المشاريع المزمع إقامتها لتجاوز الازمة قائلا "هناك غموض يلف هذا الافق بحيث مازال هناك تضارب في اسم المشروع فهناك من يقول أنها المنطقة الحرة للتجارة و هناك من يسميها بالمنطقة الحرة للمشاريع الاقتصادية لتوظيف العمال، وحول هذا المشروع ليس هناك أي تفاعل أو تواصل مع التجار من الفئة الصغرى أو المتوسطة حول بدائل وتعويضات عن هذا الركودك وإنما تواصل قائم مع الفئة الرأسمالية الكبرى
ومن جانبه عبر السيد محمد عزوز أن هناك تحديات كبرى على المستوى الاداري والقانوني والاقتصادي والبنيوي لإعادة هيكلة المدينة من أجل تحويل الانشطة غير المشروعة إلى أنشطة مشروعة، واشتغال الجماعة يسير وفق هذه الاستراتيجية فهناك مشروع منطقة الأنشطة الاقتصادية الذي على مشارف الانتهاء وكذا مشروع المنتوجات البحرية ومشروع إحداث الملا بس وهي مشاريع تساهم فيها الجماعة بالوعاء العقاري ولجان التتبع والمراقبة
و يختتم الناطق الرسمي باسم الجماعة تصريحه أن الوضع المالي والوعاء العقاري للجماعة محدود جدا لكن يجب أن تتوفر إرادة سياسية وهذا هو الأساسي لاعادة االاعتبار للمؤسسات المنتخبة وإعادة الثقة مع المواطنات والمواطنين منوها بدور السلطات الإلقليمية والجهوية على المبادرة التي قامت بها من خلال إحداث مجموعة مشاريع لامتصاص البطالة بتشغيل مجموعة من الشباب والنساء
وخصوصا الذين .كانوا يشتغلون بمعبر سبتة السابق