التخفيف من قساوة البرد بإقليم أزيلال
في المناطق الجبلية وخلال موجة البرد القارس من كل العام تتفاقم معاناة الأشخاص بدون مأوى ، مما يعمق كثيرا جراح هذه الفئة الاجتماعية التي تفترش الشوارع والأزقة وجنبات المساجد وتلتحف السماء في ظروف صعبة جدا، ويزيد من مسؤوليات الفاعلين في هذا الإطار.
في هذا الصدد، قامت جمعيات فاعلة في هذا المجال بإقليم أزيلال، بتنسيق مع ممثلي عدد من المصالح المعنية (التعاون الوطني، غرفة الصناعة التقليدية، دار الطالبة بدمنات، مركز شمس لرعاية المسنين، جمعية مرضى داء السكري بدمنات، إلى جانب أفراد القوات المساعدة ورجال الأمن والسلطات بدمنات …) بتقديم يد المساعدة للمتشردين في الشوارع والأزقة، من خلال منحهم مجموعة من الأغطية والوجبات الأساسية وتطبيب المرضى منهم.
وأسفرت المبادرة على توزيع أغطية صوفية ووجبات غذائية على 13 فردا من الأشخاص بدون مأوى، منهم المختلون عقليا والمرضى والمتشردون، وعلى اتفاق يقضي بنقل عدد منهم إلى مركز الأمل للأشخاص في وضعية صعبة بأزيلال، ومركز شمس لرعاية المسنين بتنانت، بهدف تحسين ظروفهم الإنسانية الصعبة والعمل على إدماجهم بشكل أفضل في المجتمع.
هشام أحرار، رئيس جمعية النور لحماية الأشخاص بدون مأوى بأزيلال، أوضح في تصريح لاحدى الجرائد الالكترونية المغربية أن “مهمة المركز لا تقتصر على توفير الإيواء لفئات اجتماعية في وضعية هشة، بل تتعداها إلى إعادة إدماجهم الاجتماعي، والتمكين الاقتصادي والاجتماعي للنساء في وضعية الهشاشة، وذلك بهدف تعزيز شعور النزلاء بالانتماء الاجتماعي وجعلهم يجددون الثقة في أنفسهم”.
من جانبه، أفاد ابراهيم مسطاج، ممثل المندوبية الإقليمية للتعاون الوطني بأزيلال، بأن عملية توزيع أغطية صوفية ووجبات غذائية على مجموعة من الأشخاص بدون مأوى بدمنات تدخل في إطار “حملة دفء” التي دأب التعاون الوطني على تنظيمها كل عام، بتنسيق مع باقي الشركاء لفائدة هذه الفئة، مؤكدا أنها حملة جاءت في وقت تعرف فيه المنطقة موجة برد قارس، وتستدعي تضافر كل الجهود لإنجاحها وتحقيق أهدافها.
وكشف إبراهيم أن المندوبية الإقليمية للتعاون الوطني بأزيلال قامت خلال هذا الموسم، بتنسيق مع السلطات الإقليمية والجمعيات الفاعلة في المجال، بتنظيم حملة واسعة مماثلة بأزيلال المدينة، فيما استهدفت في محطتها الثانية مدينة دمنات، بينما المحطة الثالثة ستكون مركز أفورار بوابة الإقليم.
جدير بالإشارة إلى أنه في إطار تنزيل الرؤى الحكومية والجماعية والجهوية لرفع عدد المراكز الاجتماعية المحدثة لتحقيق هذه الأهداف الإنسانية، واعتباراً للأعداد المتزايدة للأشخاص المتشردين في الشوارع، تعزز إقليم أزيلال بعدد من المراكز الاجتماعية، كان آخرها مركز دمنات الذي سيرى النور قريبا بعدما وفّر له المجلس الجماعي للمدينة الوعاء العقاري.