Partager sur :

اقلام تربوية

تتشرف مؤسسة ماكلور الإعلامية الدولية باجراء حوار مع الاطار التربوي محمد الدهبي حول الدخول المدرسي و حول رؤيته للمشروع التربوي.

- رضوان قريب : أولا من هو الأستاذ محمد الدهبي؟
- محمد الدهبي : في البداية أتقدم بالشكر الجزيل لمؤسسة ماكلور الإعلامية الدولية على هذه الاستضافة وذلك في شخص الأستاذ رضوان قريب.
 محمد الدهبي من مواليد مدينة تنجداد إقليم الرشيدية متزوج و أب لطفلين مدير مدرسة ابتدائية م.م العيون بمدينة بنسليمان.

- رضوان قريب : حدثنا عن مسارك المهني؟

محمد الدهبي : محمد الدهبي حاصل على الباكالوريا سنة 1997 بثانوية الحسن الثاني بتنجداد الرشيدية شعبة الآداب العصرية، حاصل على دبلوم مركز تكوين المعلمين سنة 1999 بالرباط لألتحق بمهنة التدريس بأعالي جبال الطلس الكبير. مارست هذه المهنة الشريفة لمدة 18 سنة. شاءت الأقدار أن اجتاز مباراة الدخول إلى مركز تكوين أطر الإدارة التربوية فوج 2017 بالرباط لمدة سنة واحدة لألتحق بعد ذلك بمدينة الصويرة كمدير مؤسسة و ذلك لمدة 4 سنوات لأنتقل خلال هذا الموسم لمدينة بنسليمان.

- رضوان قريب :  كيف تقيم تجربة الإدارة التربوية في زمن كوفيد19؟

- محمد الدهبي : في الحقيقة إن مرحلة كوفيد 19  قلبت الموازين في شتى مناحي الحياة العامة وطنيا ودوليا مما فرض على الجميع بذل قصارى الجهود متمنيا تجاوز المرحلة بسلام. 
وكتجربتي في هذه المرحلة فقد انخرطت الإدارة التربوية في مختلف قرارات الوزارة من أجل ضمان الاستمرارية البيداغوجية ومن أجل تمكين جميع التلاميذ من الحصول على التعليم و لو بأبسط الأشياء. وقد كشفت المرحلة أيضا على ضرورة إعادة النظر في الرؤية التبصرية حول التعليم. وايلائه ما يستحق من عناية باعتباره لبنة من اللبنات الأساسية لبناء الصرح الحضاري.

- رضوان قريب : خلقت ازمة كوفيد الصحية نمطا جديدا من التعليم قربنا من التجربة .... ثم هل من اكراهات صادفت التجربة؟

- محمد الدهبي :  منذ إعلان البلاد عن أول حالة إصابة بكوفيد 19 وكسائر القطاعات الحيوية عرف التعليم مجموعة من المستجدات خصوصا عند اعلان الحجر الصحي الأول، حيث عمدت الوزارة الوصية إلى تنزيل مجموعة من الإجراءات التربوية أظهرت بجلاء ضعف الإمكانات وانعدام الرؤية الاستباقية       

 يحيث ظهرت لأول مرة أنماط تربوية لم يسبق للبلاد التعامل معها وهي التعليم عن بعد و التعليم بالتناوب. هذا النوع من الأنماط التربوية جعلت كل الفاعلين التربويين يدلون بدلوهم ويحاولون التدخل بشكل من الأشكال. فخلق ذلك نوعا من الارتباك لدى الأساتذة و الأسر ولدى جميع المتدخلين في العملية التربوية. 
من بين أكبر الاكراهات التي عرفتها التجربة ضعف المستوى الدراسي للأسر مما يجعل مسالة تتبع الأبناء فيما يسمى بالتعلم الذاتي شبه مستحيلة. مما يخلق نوعا من الارتباك لدى الأساتذة. اضف إلى ذلك انعدام التكوين في مواجهة الكوارث لدى مختلف المتدخلين في العملية التربوية. ضعف البنى التحتية و الوسائل الكفيلة لتحقيق تعليم مناسب للمرحلة...
على العموم يصعب حصر إكراهات المرحلة خصوصا جميع المستجدات نظرا للهوة الحاصلة بين الواقع و بين ما ينبغي أن يكون.

- رضوان قريب : حسب وجهة نظرك هل ادماج المدرسة العمومية في مشاريع الاحزاب السياسية امر سليم.؟ أم التعليم مشروع مستقل؟

- محمد الدهبي : باعتبار المدرسة مؤسسة من مؤسسات الدولة ينبغي أن تتبوأ المكانة اللائقة بها. وباعتبار الأحزاب آلية من آليات تسيير البلاد كان لابد لهذه الأحزاب أن تجعل المدرسة من أولوياتها و تضع في مقدمة برامجها مسألة النهوض بالمدرسة. لأن التعليم لا يمكن أن يكون مشروعا مستقلا ما دامت الحكومات المشكلة تعتمد على تسابق الأحزاب. بالتالي ينبغي للتعليم أن ينال حظه من سياسات و برامج الأحزاب بمختلف تلاوينها و بالشكل اللائق بعيدا عن الدعايات الفارغة لاستمالة الكتلة الناخبة.

- رضوان قريب :  النقابات المهنية و التعليم علاقة تكامل أم تنافر؟

- محمد الدهبي : في الحقيقة كانت النقابات تدافع عن المدرسة في جميع مكوناتها، وكانت يضرب لها ألف حساب فتحقق مجموعة من المكاسب. لكن حاليا وما دامت النقابات يحكمها منطق الانتفاع و الحسابات الشخصية ولم يعد لها أي اعتبار يذكر أصبحت علاقاتها بالتعليم علاقة تنافر و علاقة الابتعاد عن المقاصد. فالنقابات الحالية لا تدافع عن التعليم بالمنطق الذي ينبغي لها أن تدافع عنه. ولم تعد الوزارة الوصية تعير أي اهتمام لها وإن كان ذلك فمن باب الاخبار دون التأثر بالقرارات...

- رضوان قريب : أصبح الزاميا احداث خلايا للمرافقة النفسية و مواكبة ملفات التلاميذ و الأساتذة الى أي حد استطاعت المؤسسات التعليمية إنجاح مشاريع المرافقة النفسية؟

- محمد الدهبي : باعتبار مرتفقي المدرسة كيانات بشرية ينبغي إيلاء مناحي شخصية الانسان العناية اللازمة. فالعناية بالجانب النفسي سواء للتلميذ أو الأستاذ  ينبغي أن تعطى له الأهمية اللازمة و ذلك بتعيين مساعدين نفسانيين من شتى التخصصات في التعليم وذلك لمواكبة التلاميذ و الأساتذة. وما مختلف الظواهر السلبية من عنف واجرام و انحراف وردود أفعال إلا أنموذج للعقد التي يعاني منها مختلف المرتفقين.
ورغم تنصيص مختلف الوثائق المؤطرة للتعليم خصوصا القانون الاطار على ضرورة العناية بالجانب النفسي و ضرورة تعيين مساعدين نفسانيين إلا أن الواقع شيء آخر في انتظار إعطاء هذا الجانب ما يستحق من عناية في القريب العاجل

- رضوان قريب : كلمة أخيرة عن الواقع و المأمول؟

- محمد الدهبي : في الختام أجدد الشكر المؤسسة الاعلامية  على اهتمامها و أتمنى صادقا أن تتظافر الجهود من طرف جميع المتدخلين لتحقيق ما نصبوا إليه في ظل احترام و تنزيل مضامين القوانين المؤطرة للتعليم و كذا ضرورة تفعيل قوانين ربط المسؤولية بالمحاسبة قصد تحقيق الصورة الثابتة بعقولنا و قصد بلوغ مصاف الدول المتقدمة في هذا الشأن....

حاوره رضوان محمد قريب .

Langue
Arabe
Région
Settat - Casablanca
Partager sur :