أرانب السباق نحو رئاسيات الغرف المهنية بجهة فاس مكناس: لقد طلع النهار
هشام التواتي
انتخابات رئاسيات الغرف المهنية لجهة فاس مكناس أشعلت مواقع التواصل الإجتماعي وأججت الحروب الإعلامية بين الأطراف المتنافسة. فعلى مدار الساعة يخرج خبر هنا بترتيب ونتائج معينة، ليتبعه خبر هناك بترتيب آخر ونتائج مختلفة.
إنها رقعة الشطرنج، تأخذ البيادق الصغيرة (les pions) المبادرة بكل حماس وتتحرك بسلاسة فتسجل بعض النقط وتخترق مواقع الخصم، فتتجه نحوها الأنظار، فيفرح زملاؤها وحلفاؤها في اللعبة ويصيحون: " لاتراجع لا استسلام، المعركة إلى الأمام، الرئاسة من نصيبنا" فتنتهي جولة ذلك اليوم والفريق كلها حماسة ونشوة من قرب الوصول لتحقيق الهدف"
غابت شمس اليوم الأول والثاني، فتحركت هواتف الكبار لتثني على أرانب السباق وعلى انخراطها الجدي والمسؤول خلال اليومين الأولين في رسم صورة جيدة عن "سباق حقيقي" نحو الهدف، نحو الرئاسيات.
أرانب السباق أدت واجبها في تسريع وثيرة اللعب وإذكاء حدة التنافس وحان دورها للإنسحاب لتترك المجال للمتنافسين الحقيقيين لإنهاء المباراة.
بوعود أو بدونها، لقد أدت الأرانب دورها بإتقان وستتراجع ابتداء من اليوم إلى الوراء بمبررات متعددة. هي لاتملك القرار. القرار بيد أسيادها. هي تنفذ فقط. فلاتلوموها. ولاتحملوها أوزارا أثقل من كاهلها.
سيسدل الستار عن السباق الوهمي، وستوزع الكعكة على المقاس وسينال المرضي عليهم ماوعدوا به. وسيتحسر البعض على انخراطهم بكل صدق وأمانة في سباق نتائجه مخدومة سلفا. وسيدركون، متأخرين كالعادة، بأنهم كانوا مجرد توابل لتحسين مذاق وطعم السباق.
هنيئا للفائزين وللذين "تقولبوا" خيرها فغيرها....