أورير تستقبل فعاليات النسخة 12 من ملتقى إغير ن ءوكادير.
في أجواءٍ من البهجة والاعتزاز بالهوية، احتضنت منطقة أورير يوم الأحد 19 يناير 2025، الأمسية الختامية للنسخة الثانية عشرة من ملتقى إغير ن ءوكادير للثقافة والسياحة، الذي نظمته جمعية إغير ن ءوكادير بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل - قطاع الثقافة، ومركز سوس ماسة للتنمية الثقافية. جاء هذا الحدث البارز في سياق الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975، والذي تميز هذه السنة بزخم خاص بعد الإقرار الملكي السامي بجعل 14 يناير عيدًا وطنيًا ويوم عطلة مؤدى عنه، تكريسًا للاحتفاء الرسمي بالسنة الأمازيغية.
تحت شعار: "فلنحتفل بماضينا، ولنبنِ مستقبلنا.. فتاريخنا يشهد، وثقافتنا تحيا"، امتدت فعاليات الملتقى على مدى ثلاثة أيام (17، 18، و19 يناير)، لتقدم لوحة غنية بتفاصيل الثقافة الأمازيغية المتنوعة، تجمع بين الفن، والتقاليد، والاعتراف بالجميل لمن أسهموا في خدمة المجتمع.
ختام يفيض بالدفء الفني والاعتراف بالجميل
أضاءت الأمسية الختامية سماء أورير بمزيجٍ فريد من الإبداع الفني والتكريم والاحتفاء بالتراث، حيث اعتلى خشبة المسرح كوكبة من الفنانين، أبرزهم الفنان لحسن أنير، الفنانة فاطمة تمنارت، والفنان كريم نجوم سوس، إلى جانب عروض فلكلورية مبهرة لفرق أحواش حاحا وكناوة أناروز أورير، التي أضفت على الحفل رونقًا جمالياً فريداً تجاوب معه الحضور بحماس كبير.
واستمرارًا لنهج الاعتراف بجهود الشخصيات المؤثرة، شهدت الأمسية تكريم مجموعة من الفاعلين الذين تركوا بصمات مضيئة في مجالاتهم، من بينهم الحقوقية فاطمة الشعبي، الإعلامي مبارك أدمولود، الأستاذ والمربي خليد سكوتي، الفاعل المجتمعي الحاج أحمد بازين، والممثل والفاعل الخيري الحاج سعيد المودن، تكريمًا لعطاءاتهم اللامحدودة في خدمة الثقافة والمجتمع.
التعريف بالموروث الثقافي واستقطاب السياح
لم يكن ملتقى إغير ن ءوكادير مجرد مناسبة احتفالية، بل شكل محطةً أساسية في تعزيز الإشعاع السياحي والثقافي لمنطقة أورير، حيث تم تنظيم يوم للتذوق بشاطئ إيموران، حضره عدد كبير من السياح الأجانب الذين أتيحت لهم فرصة فريدة لاكتشاف روائع الثقافة الأمازيغية من خلال العادات والتقاليد المتوارثة، في مشهد يعكس قيم التسامح والتعايش بين الشعوب.
فعاليات متنوعة تعكس ثراء الثقافة الأمازيغية
تميزت النسخة الثانية عشرة للملتقى ببرمجة غنية تضمنت أنشطة لقيت صدى واسعًا، منها مسابقة في فن الطبخ الأمازيغي لاختيار "أحسن شاف"، شاركت فيها متدربات النادي النسوي بأورير بشراكة مع جمعية توكمان، حيث أبدعن في تقديم أطباق أمازيغية أصيلة حازت إعجاب الجميع، كاشفات عن غنى وتنوع المطبخ الأمازيغي.
كما شهد الملتقى تنظيم عرض للأزياء الأمازيغية التقليدية، بمشاركة نساء وفتيات المنطقة، حيث تجلت أناقة التفاصيل وجمال الموروث الأمازيغي في لوحات زاهية بالألوان والرموز التراثية.
وفي سياق التطلعات التنموية، قُدم عرض بعنوان "كأس العالم 2030: أفق استثماري للطبخ واللباس المحليين وتمكين المرأة"، أطره الأستاذ محمد المودن رئيس جمعية مبادرة سوس ماسة، مستعرضًا الفرص الواعدة التي يمكن أن تحملها هذه التظاهرة العالمية للمنطقة.
ملتقى التميز والوفاء.. إشعاع مستمر
مرةً أخرى، يثبت ملتقى إغير ن ءوكادير أنه محطة سنوية راسخة، تجمع نخبة من الفاعلين الاقتصاديين، الثقافيين، السياسيين، والفنيين، الذين يجمعهم حب الانتماء والإخلاص للثقافة الأمازيغية. فهو ملتقى الوفاء والاعتراف، وملتقى الاحتفال بامتياز، يواصل رسم ملامح التألق والتميز في المشهد الثقافي والسياحي لمنطقة سوس ماسة.
عن إدارة الملتقى.