بين التغيير الحقيقي والانتهازية السياسية.. “شباب التغيير” في تنغير نموذجًا

مراسلة ماكلور بتصرف : في المشهد السياسي بتنغير، ظهر مصطلح “شباب التغيير” كشعار رفعه بعض الطامحين لدخول عالم السياسة، مستغلين الرغبة الشعبية في الإصلاح. غير أن هذا الشعار سرعان ما تحول إلى مجرد وسيلة للعبور نحو مناصب تضمن الامتيازات والإستفادة من الريع السياسي، بأجور خيالية وخلال أشهر معدودة، بينما يقضي الموظفون سنوات طويلة من العمل دون أن يحظوا بمثل هذه الامتيازات.
وعلى الرغم من الوعود التي أطلقها هؤلاء “الشباب” عند دخولهم المعترك السياسي، إلا أن الواقع كشف عكس ذلك؛ فقد أصبحوا جزءًا من المنظومة التي كانوا يدّعون معارضتها، ولم يتغير شيء سوى أوضاعهم المادية.
في المقابل، يقدم نموذج عبد الإله مول الحوت صورة مختلفة تمامًا للتغيير الحقيقي. لم يكن رجل سياسة، بل بائع سمك بسيط، قرر مواجهة الاحتكار والمضاربة بأسلوب عملي، عبر بيع الأسماك بأسعار معقولة، متحديًا الوسطاء رغم الضغوط التي تعرض لها. خطوة واحدة من هذا الرجل فتحت نقاشًا واسعًا حول الأسعار، وأثبتت أن التغيير لا يتطلب منصبًا سياسيًا، بل يحتاج إلى إرادة وعمل جاد ومستمر.
الفرق الجوهري بين النموذجين يكمن في الصدق في النية والاستمرارية في الفعل، فالتغيير الحقيقي لا يقتصر على الشعارات، بل يحتاج إلى رؤية واضحة وبديل سياسي قادر على المنافسة على مستوى الجهات داخل الساحة الوطنية . فهل يمكن أن نشهد ولادة جيل جديد من السياسيين يترجم التغيير إلى واقع ملموس؟