دمنات : هوية تاريخية حضارية و ثقافية أولى بالعناية و الصيانة . متابعة البكراوي المصطفى
في زيارة ميدانية تفقدية قام السيد محمد عطفاوي، عامل إقليم أزيلال صبيحة يومه الاربعاء 26 يونيو الجاري بمدينة دمنات مرفوقاً بالسيد عبد اللطيف حلاويت ،الكاتب العام العمالة ورؤساء عدد من الاقسام بالكتابة العامة و رؤساء بعض المصالح الخارجية ، بمعاينة عدد من المواقع والمعالم التاريخية بالمدينة العتيقة التي ستعرف إعادة الهيكلة والتأهيل ضمن مشروع شامل لتأهيل المدينة العتيقة.
وكان في استقبالهم السلطات المحلية برئاسة السيد نبيل لمدرساوي ،باشا المدينة وقائدي الملحقتين الأولى
والثانية سفيان المرابط وايوب مزوگي و السيد نور الدين السبع رئيس جماعة دمنات ونائبه الاول عبد الجليل عاشوري ومساعديهم الاقربين .
هذا وقد شملت الزيارة عددا من المواقع التي ستشملها عملية التأهيل داخل سور المدينة مثل حي الصناع/الملاح سابقاً، ومدرسة حي الصناع/ المدرسة الاسرائيلية سابقا، ودار الحجوجي بحي الفلاح، وساحة أفشتالن، والجوطية بجوار مدرسة ميمونة، ودار مولاي هشام، ومركز التربية البيئية التابع لجمعية مدرسي علوم الحياة والارض،والثانوية الاعدادية مولاي يوسف، وباب اگداين بحي تخناشت .
حيث وقف السيد العامل والوفد المرافق له على ما تحتاجه هذه المعالم من جهود لإعادة تأهيلها وجعلها في المستوى المطلوب. وقد أعطى السيد العامل توجيهات هامة ومركزة دعا من خلالها جميع المتدخلين إلى ضرورة إيلاء الاهتمام اللازم لهذا المشروع الهام وتتبعه بكل حزم لإخراجه إلى حيز الوجود وفق ما تنتظره الساكنة، مؤكداً على وجوب إبراز العمق التاريخي والحضاري والثقافي للمدينة العتيقة والتعريف بها ورد الاعتبار لها وذلك بإحياء بعض المعالم التاريخية كباب العيد وباب اكداين وسور المدينة
وتُعتبر مدينة دمنات واحدة من المدن العريقة في المغرب، وتتميز بتاريخها العريق وثقافتها الغنية، حيث تتوفر على عدد من المآثر التاريخية والزوايا الدينية التي تعكس حضارتها وتراثها العريقين،و تحيط بالمدينة أسوار تاريخية يعود تاريخها إلى قرون عديدة مضت، إذ كانت هذه الأسوار جزءاً من نظام الدفاع القديم للمدينة.
كما تضم المدينة العديد من الزوايا الصوفية التي لعبت دوراً مهماً في الحياة الدينية والثقافية للمدينة، مثل التيجانية،الكتانية، القادرية،الوزانية ......
وتُعد القصبات من المآثر المعمارية التي تميز المدينة، حيث كانت تستخدم كقلاع وأماكن للإقامة والحماية، كما يُعتبر حي الصناع/الملاح من الأحياء التاريخية التي تعكس الطابع التقليدي للحرف اليدوية والصناعات التقليدية في المدينة،خصوصا وانه كان يأوي الطائفة اليهودية ، وانه بالإضافة إلى ذلك، تمثل دار مولاي هشام ودار الحجوجي جزءاً من التراث المعماري للمدينة، حيث تعكسان العمارة التقليدية القديمة.
وتخطط السلطات الاقليمية حالياً لإعادة تأهيل وترميم هذه المعالم ضمن مشروع شامل يروم تأهيل المدينة العتيقة، وذلك بهدف الحفاظ على هذا التراث العريق والتعريف به للأجيال القادمة وللزوار المغاربة والاجانب,و تعتبر هذه الجهود خطوة هامة لإبراز العمق التاريخي والحضاري لمدينة دمنات وتعزيز جاذبيتها السياحية، وتحسين جودة الحياة لسكانها، فضلاً عن جذب المزيد من الزوار والسياح إلى المنطقة.