Partager sur :

في خضم احتجاجات مستشفى الحسن الثاني بأكادير ، مطالب اجتماعية أم صراع سياسي؟

 


عرفت الساحة الصحية بجهة سوس ماسة يوم الثلاثاء 8 ابريل الجاري ، توترات متصاعدة، ترجمت إلى احتجاجات أمام إدارة مستشفى الحسن الثاني الجهوي بأكادير، قادتها النقابة المستقلة للممرضين. تحركات أثارت جدلا واسعا حول خلفياتها ودوافعها، وسط اتهامات متبادلة بين النقابة وفاعلين في الميدان، وتلميحات بوجود صراع سياسي يغذي الوضع.
وفيما تؤكد النقابة أن تحركاتها تأتي دفاعا عن مطالب مشروعة للشغيلة الصحية، يشكك آخرون في نواياها، معتبرين أن الأمر لا يخلو من تسييس، خاصة بعد تداول صور لاجتماعات جمعت الكاتب الوطني للنقابة المستقلة للمرضين بقادة حزب سياسي وازن أواخر الاسبوع المنصرم، هو حزب التجمع الوطني للأحرار.
انحياز أم تصفية حسابات؟
الانتقادات الموجهة للنقابة المستقلة لم تقف عند حد اتهامها بالتسييس، بل تعدتها إلى التشكيك في استقلالية مواقفها، خصوصا بعد ما وصفه البعض بـ"التحرك المشبوه" تزامنا مع اقتراب موعد تعيين رؤساء الوحدات داخل المستشفى سعيا منها إلى فرض عين أسماء محسوبة عليها. ويطرح مراقبون تساؤلات حول دوافع النقابة في التركيز على ملف "وحدة التقويم"، ما يؤكد ان الهدف من ذلك هو فرض تعيين مرشح محسوب عليها؟ ضربا في مبدأ الكفاءة والاستحقاق وتكافؤ الفرص. في المقابل، ترد النقابة بأن تحركاتها تأتي ردا على اختلالات تدبيرية داخل المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية.  وتؤكد أن وقفة اليوم تأتي للدفاع عن المنظومة الصحية  وتدخل في إطار رؤيتها الشمولية لإصلاح الوضع الإداري والخدماتي.
الخدمة الاجتماعية في مرمى الاتهام
جانب آخر أثارته نقابة المستقلة و يتعلق بتوقف الخدمة الاجتماعية بالمستشفى للأسبوع الثالث على التوالي، والذي أثر بشكل مباشر على فئة المرضى من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهو أمر خير دقيق لأن العمل الاجتماعي بالمؤسسات لم يتوقف به أبدا، بدليل ان هذه الفئة لم تكن قط من المضربين الذين لم يتجاوز عددهم خمسة أشخاص.في تم توقيف عملية صناعة الاعضاء التعويضية التي يستفيد منها دوو الاطراف المقطوع..
احتجاجات في أوقات غير معتادة
أثارت أيضا توقيتات الوقفات الاحتجاجية علامات استفهام، إذ ستنظم في أيام عطلة (السبت) وساعات خارج أوقات العمل (الخامسة مساء) حسب المؤكد من بيان النقابة رقم 4، ما دفع العديد من المتتبعين للشأن الصحي وموظفين للتشكيك في نواياها و جدواها، وطرح تساؤلات حول ما إذا كانت تهدف فعلا إلى الضغط من أجل التغيير أم وسيلة لتحقيق المصالح الخاصة أم أنها مجرد رسائل إعلامية موجهة تبرهن عن الانتماء الحزبي الجديد للنقابة.
الشفافية مطلب الجميع
في ظل هذا الوضع المتوتر، يطالب كثيرون بالكشف عن الامتيازات التي يحصل عليها بعض النقابيين، مثل التفرغ و ولوج سلك الماستر أو الترقي المهني، مما يفتح النقاش حول ما إذا كانت المطالب النقابية تخدم الجميع أم تستغل لخدمة فئة محددة تظهر في الوقفات المبرمجة من أجل الترويج لإسمها تكريسا للريع.
 يبقى السؤال الجوهري: هل تحركات اليوم هو تحرك مسؤول لحماية مصالح العاملين والمرضى؟ أم أن المستشفى تحول من طرف البعض إلى ساحة لصراع سياسي يهدد بتقويض الثقة في المنظومة الصحية؟

Langue
Arabe
Région
Souss - Massa
Partager sur :