موسم التمور بجماعة تغجيجت: احتفالية ثقافية واقتصادية تحت شعار التنمية المستدامة
احتضنت جماعة تغجيجت إقليم كلميم، يوم السبت 09 نونبر 2024، فعاليات الدورة السنوية لموسم التمور، والذي يعد من أبرز المحطات الثقافية والاقتصادية في المنطقة. يأتي هذا الحدث في إطار تعزيز الاقتصاد المحلي، وتثمين المنتجات الفلاحية، وخاصة التمور التي تشتهر بها الواحات المغربية.
إنطلقت الفعاليات في الفترة الصباحية بدورة تكوينية حول الممارسات الجيدة النباتية، حيث شارك فيها مجموعة من الفلاحين والمهتمين بالزراعة، بهدف تحسين جودة الإنتاج والتقنيات الزراعية. تلاها يوم دراسي مهم حول "التمكين الاقتصادي للنساء"، حيث تم تسليط الضوء على الاستراتيجيات الوطنية لتعزيز مرتكزات الدولة الاجتماعية في المغرب، مما يعكس التزام الحكومة بدعم دور المرأة في التنمية الاقتصادية.
مع حلول الفترة المسائية، شهدت جماعة تغجيجت ندوة حول المعارف التقليدية في الواحات، والتي تناولت أهمية الحفاظ على التراث الثقافي والمعرفي. كما تم تنظيم مجموعة من الألعاب الفروسية التي جذبت جمهورًا واسعًا. ولم ينسى الأطفال، حيث تم تخصيص ألعاب خاصة لهم، مما أضفى أجواء من الفرح والمرح على الحدث.
كما تمّ زيارة أروقة المعرض الوطني للتمور، الذي يبرز التنوع والغنى في إنتاج التمور بالمغرب، حيث عرضت مختلف أنواع التمور المحلية، بجودة عالية، مما يعكس الجهود المبذولة في هذا المجال.
اختتمت فعاليات اليوم الثالث من المهرجان بعرض فيلم سينمائي بسوق تابلابا، الذي لاقى استحسان الحضور. كما أقيمت سهرة فنية كبرى بساحة الحرية، حيث شارك فيها فنانون مشهورون مثل كريم الجواد، عائشة تشنويت، مجموعة الوعباني، وصالح الباشا، بالإضافة إلى الفكاهي محمد مالى البوبس وعبدالرحيم شهبون بيهي.
لم يكن الحفل مجرد احتفال فني، بل كان أيضا مناسبة لتكريم عدد من الشخصيات التي ساهمت في تطوير المنطقة وتعزيز الإنتاج المحلي، مما يبرز أهمية الاحتفاء بالنجاحات المحلية ودورها في التنمية المستدامة.
تجسد فعاليات موسم التمور بجماعة تغجيجت روح التعاون والتنمية، حيث تلتقي الثقافة بالفن والاقتصاد، مما يجعل من هذا الحدث مناسبة فريدة للاحتفاء بالتقاليد المحلية ودعم الاقتصاد الوطني. إن مثل هذه الفعاليات ليست فقط احتفالات، بل هي أيضا منصة لتعزيز الوعي بأهمية الزراعة المستدامة ودور المرأة في المجتمع المغربي.