Partager sur :

ندوة "ذاكرة الدشيرة الجهادية" بثانوية القاضي عياض: استحضار لمسارات المدينة وتكريم لرموزها

ميلود المحضار

احتضنت ثانوية القاضي عياض الإعدادية بمدينة الدشيرة الجهادية، يوم الخميس 15 ماي الجاري، ندوة فكرية بعنوان: "ذاكرة الدشيرة الجهادية"، وذلك في إطار فعاليات الأيام الربيعية الثالثة التي تنظمها المؤسسة، بتنسيق مع جمعية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ.
وقد شكل هذا النشاط محطة متميزة للاحتفاء بالذاكرة المحلية واستحضار رموزها، في مبادرة تسعى إلى ترسيخ ثقافة الاعتراف وتعزيز الروابط بين الأجيال.

شهدت الندوة حضور عدد من الأساتذة والباحثين والفاعلين المحليين، إلى جانب تلاميذ المؤسسة، الذين أضفوا على اللقاء طابعا تفاعليا بفضل انخراطهم في النقاش واهتمامهم بتاريخ مدينتهم وهويتها الثقافية.

توزعت أشغال الندوة على أربع مداخلات رئيسية، افتتحت بمداخلة الأستاذ مصطفى حموش، تلميذ وأستاذ سابق بالمؤسسة ورئيس جمعية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ، بعنوان "ذاكرة ثانوية القاضي عياض بالدشيرة الجهادية". استعرض فيها مراحل نشأة المؤسسة منذ أواخر الستينيات، متوقفا عند الأطر التي ساهمت في بناء صرحها التربوي، ودورها في تكوين أجيال من أبناء المدينة.

ثم قدم الأستاذ جامع الزاهر، الباحث في التاريخ المحلي، مداخلة بعنوان "شذرات من تاريخ الدشيرة الجهادية"، تناول فيها بدايات الاستقرار البشري بضفاف وادي سوس، وتاريخ بعض المعالم المحلية، كما سلط الضوء على "ساقية الجهاد" ودورها في دعم المقاومة ضد الاحتلال البرتغالي، وختم بعرض عن التعليم العصري خلال فترة الحماية.

أما الأستاذ البشير مصديق، أستاذ متقاعد ورئيس سابق للمجلس الجماعي، وعضو المكتب المديري لنــادي أولمبيك الدشيرة، فقد قدم مداخلة بعنوان "الذاكرة الرياضية للدشيرة الجهادية: كرة القدم نموذجا"، وثق من خلالها لمسار فريق أولمبيك الدشيرة، وأبرز الشخصيات التي ساهمت في تطويره، إلى جانب الحديث عن أندية محلية أخرى وهي التقدم، فانتازيا، أدرار سوس، رجاء الدشيرة ووداد الدشيرة، كما تناول تطور البنيات الرياضية بالمدينة.

واختتمت سلسلة المداخلات بكلمة الأستاذ الحسن جبران، مفتش تربوي سابق، نائب رئيس جمعية ذاكرة الدشيرة، بعنوان "شذرات من ذاكرة الدشيرة الفنية"، خصصها لتسليط الضوء على العوامل التي ساهمت في النهضة الفنية للمدينة، وأهم الروافد الفنية التي أغنت هوية المدينة، من فن الروايس إلى المجموعات الأمازيغية، مرورا بالفضاءات الثقافية التي احتضنت هذا الحراك الثقافي والفني بالدشيرة.

وفي لحظة مؤثرة خلال أشغال الندوة، تم تنظيم حفل تكريم لأربعة من الوجوه البارزة التي تركت بصمتها في الذاكرة المحلية، وهم:

الفنان مولاي إسماعيل السملالي، من أعمدة الساحة الفنية؛
الأستاذ مصطفى حموش، فاعل تربوي وجمعوي؛
الأستاذ عمر إمام، من رموز العطاء التربوي؛
الحاج محمد أفلاح، فاعل رياضي ورئيس نادي أولمبيك الدشيرة.

وقد شكل هذا التكريم لحظة وفاء حقيقية، عبرت عن التقدير والاعتراف بما قدمه هؤلاء الأعلام في مجالات متعددة شكلت ملامح الذاكرة الجماعية للمدينة.

وقد جسدت هذه الندوة، التي نظمتها ثانوية القاضي عياض الإعدادية بتنسيق مع جمعية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ، نجاحا مميزا في استحضار ذاكرة الدشيرة الجهادية وتكريم رجالاتها ممن بصموا تاريخها التربوي، الرياضي، والفني.
وبهذا الحدث النوعي، تؤكد المؤسسة حضورها كفضاء للوفاء والاعتراف، يربط الأجيال بجذورها، ويغرس في الناشئة روح الانتماء والمسؤولية، ويعزز مكانة المدرسة كحاضنة للذاكرة ومصدر لإشعاع ثقافي متجدد.

Langue
Arabe
Région
Souss - Massa
Partager sur :