Partager sur :

قضايا الجنوب الشرقي رهانات وتحديات

En savoir plus

سلسة حوارات حول: قضايا الجنوب الشرقي، رهانات وتحديات"

"غياب التوجيه المدرسي المبكر ، والرغبة في الحصول على فرصة عمل، في أقرب وقت ممكن، سببا في الاختيارات الجامعية لأبناء المنطقة، بغض النظر عن ميولاتهم الحقيقية"
لحسين الكومي، طالب باحث.
                                                                                               

حاوره: إبراهيم أونبارك
                                                                                                                                                   عن: ماكلور الدولية


ماكلور: هل من السهل أن تتابع دراستك وأنت بإحدى دواوير  الجنوب الشرقي، وبجهة دعة تافلالت.
أولا نشكر موقع ماكلور Maglor في شخصكم أستاذي إبراهيم أونبارك على هذه الالتفاتة، والاهتمام بمختلف القضايا التنموية والاجتماعية بالجنوب الشرقي عموما، وبمنطقة حوض المعيد خصوصا، وتحية خالصة لكم كمنبر إعلامي يحاول إماطة اللثام عن مختلف القضايا التي تهم الشأن المحلي بالمنطقة، ومنها فئة الشباب سواء حاملي الشواهد العليا، أو الذين لازالوا يتابعون دراستهم بمختلف الجامعات الوطنية.
نعتقد أنه خلال الوقت الراهن ومقارنة بالسنوات الماضية، أن  شباب المنطقة يتوفرون على مختلف الامكانيات التي تتيح له استكمال مساراته الدراسية بالجامعات، على الرغم من الصعوبات التي تواجهه، وبالخصوص فئة الفتيات مقارنة بالذكور، نظرا للتقاليد والعادات التي تسود بالجنوب الشرقي، والتي تحول أحيانا دون اتمام تمدرسهن بالأقسام الابتدائية، فما بالك بالحديث عن إتمام الدراسة بالجامعات، وفي هذا الصدد نهيب بكافة المعنيين من  مجالس جماعية و هيئات المجتمع المدني بالمساهمة والانخراط أكثر في تفعيل استراتيجية إحداث ملحقات جامعية للحد من ظاهرة الهدر المدرسي لدى الفتيات ما بعد أقسام التعليم الابتدائي.
ماكلور: ما معنى أن تكون إبن  جماعة أيت بوداود وأن تكون طالبا في الآن ذات، وما الذي تغير  في مسار الطالب اليوم؟ هل تحسن الوضع أم ازداد سوءا؟
أن تكون ابن جماعة أيت بوداود وأن تكون طالبا في الآن ذاته، معناه أن تحمل آمال جماعة، منطقة. وآمال أسرة برمتها، تنتظر منك الكثير، صحيح أن أغلب الأسر تنتظر من فلذات أكبادها استكمال مسارها الدراسي الذي قد لا يتجاوز الحصول على الإجازة والتفكير مباشرة في الولوج إلى أسلاك الوظيفة العمومية، فوضعية أسر المجتمع البوداودي الهشة هي التي تتحكم في توجيه شباب المنطقة والتفكير في التوظيف وهو أبعد طموح لدى الجيل الحالي (مباريات أطر الاكاديميات)، مما يستوجب على طلبة المنطقة إعادة النظر في طموحاتهم ومحاولة تغيير هذه الدينامية، كما نهيب بالمجالس الجماعية لحوض المعيدر، بضرورة إيجاد سبل لتقديم الدعم اللازم لكل الشباب الباحثين لمواصلة طموحهم في التحصيل الدراسي.
ماكلور: ماهي التحديات التي تواجه التلاميذ والطلبة عموما بالجنوب الشرقي،  
يشكل اختيار المسلك المناسب، أحد أهم التحديات التي تواجه طلبة الجنوب الشرقي، وذلك لغياب برامج خاصة بالتوجيه موجهة لهاته الفئة في السنوات الإشهادية، خصوصا بالسنة الثانية بكالوريا، وفي هذا الصدد نهيب برؤساء المؤسسات التعليمية بالمنطقة الاهتمام أكثر بالتوجيه المدرسي لتمكين التلاميذ من اختيار مسالك تكوينية تتماشي وقدراتهم. إضافة إلى بعد الجامعات، إذ في غالب الاحيان، نجدها تتمركز على مستوى عاصمة الجهة، وذلك يعتبر عائقا لبعض الطلبة الذين ينحدرون من أسر ذات دخل مادي هش، يحول دون استكمالهم للدراسة بالجامعة
ماكلور: ما هي المسالك والشعب التي يختارها  أبناء الجنوب الشرقي في تعليهم الجامعي؟

تشكل الشعب الاقتصادية، والقانونية، والشعب العلمية أهم المسالك التي يختارها أبناء الجنوب الشرقي، وهذه الاختيارات تتحكم فيها اعتبارات عدة، منها الولوج بصورة مباشرة لأسلاك الوظفية العمومية خاصة مباريات أطر الأكاديميات، ويعزى هذا الاختيار  إلى ما هو ذاتي محض، أو بناء على تجربة زملائهم السابقين، في ظل غياب دور مستشاري التوجيه المؤسسات التعليمية المحتضنة لهم.
ماكلور: هل اختيار هذه الشعب والمسالك عشوائي أن يتم عن قناعات معينة، من المسؤول عن توجيه أبناء وبناء الجنوب الشرقي في دراستهم العليا؟
إن اختيار الشعبة أو المسلك يغلب عليه أحيانا الطابع العشوائي، وهذا ما يفسره لجوء الطلبة أحيانا إلى تغيير المسلك مباشرة بعد نهاية السنة الجامعية، إضافة إلى ذلك، هناك عوامل خارجية تتدخل في هذا الاختيار،  فأحيانا، يلجأ تلاميذ المنطقة إلى الاستعانة بتوجيهات زملائهم السابقين في ظل عدم استفادتهم من حيز زمني كافي في التوجيه المدرسي خلال سنوات تمدرسهم بالمستويات الاشهادية(التعليم الاعدادي والثانوي التأهيلي).

ماكلور: هل الطالب والطالبة، أبناء وبنات الجنوب الشرقي  يرغبون في العودة إلى جهتهم ومنطقتهم، من أجل استثمار قدراتهم العلمية أم أنهم يبحثون عن مناطق أفضل، مما يعلل هذه الهجرة الداخلية والخارجية التي نلاحظها اليوم بالجنوب الشرقي.

إن العودة لمسقط الرأس لجل طلبة وباحثي الجنوب الشرقي يشكل أولوية مهمة لهم، غير أن طابع المنطقة قد يحول دون ذلك في ظل غياب فرص الاستثمار بها، ولعل تصنيف الجهة كأفقر جهة بالمملكة خير دليل على ذلك، مما يحتم على شباب المنطقة الذين يستثمرون في مجال الشركات والمقاولات إلى البحث عن كبريات المدن ذات رواج اقتصادي كبير، وهذا ما يفسر تنامي الهجرة الداخلية والخارجية بالجنوب الشرقي
ماكلور: هل مشكلة استمرارية الدراسة من طرف فتيات الجنوب الشرقي ومنطقة تازارين خصوصا يهم التعليم المدرسي، أم أن مشكلة مسايرة الفتيات لدراستهن تزداد مع الانتقال إلى التعليم الجامعي؟
إن استمرار الفتيات بالدارسة بمنطقة تازارين خصوصا، و الجنوب الشرقي عموما، يشكل نقطة سوداء بالمنطقة، فهو ليس وليد اللحظة، إذ سجلت خلال السنوات الفارطة نسب كبيرة لظاهرة الهدر المدرسي لدى الفتيات، إذن، فأغلبهن أحيانا، لا يتمكنَّ من ولوج الفصول الدارسية الابتدائية، ويعزى ذلك إلى البيئة المحافظة للأسر، ولتقاليد وعادات المنطقة، فظل استكمال الدراسة الجامعية حكرا على الذكور، غير أن هذه المؤشرات في السنوات الأخيرة تغيرت إلى ماهو أفضل، لاسيما في ظل تزايد نسبة الوعي لدى الساكنة بأهمية التحصيل العلمي لكلا الجنسين، مما مكن فتيات المنطقة من الحصول على فرص إتمام التكوين الأكاديمي والجامعي على غرار الذكور، بل أنهن أحيانا صرنا متفوقات في هذا المجال، وتمكنَّ من الولوج سلك الوظيفة العمومية، وأصبحن مثالا يحتذى به للمرأة القروية التي تحدت الصعاب ومعاناة الإقصاء والتهميش.

ماكلور: هل الفتيات اللائي استطعن متابعة دراستهن الجامعية، يخترن المسالك التي يختارها الذكور من نفس المنطقة، أم هناك عوامل أو شروط أخرى تتحكم في اختياراتهن؟
أولا ننوه بجهود وصمود تلميذات وباحثات المنطقة وإصرارهن على متابعة الدارسة والتحصيل العلمي بالجامعة، فاختيار المسالك والشعب الدارسية لذا الإناث لا يختلف كثيرا عن اختيارات الذكور، إذ تجمعهم عوامل مشتركة تتدخل بشكل مباشر أو غير المباشر في هذه الاختيارات، ولعل أبرز هذه العوامل البحث عن سبل النجاح في تقلد مناصب بالوظيفة العمومية، رغبة منهن أيضا في تحسين الظروف المادية والمعيشية لأسرهن، وتحقيق اكتفائها الذاتي لسد حاجياتهن اليومية

ماكلور: ككلمة آخرة لهذا الحوار، ما هي النصيحة التي ستوجهها لأبناء الجنوب الشرقي، ولأبناء حوض المعيدر، وجماعة أيت يوداود بالخصوص، لتجنب السقوط في الأخطاء التي ربما وقعت فيها الأجيال السابقة ،من أجل خدمة  منطقتهم وخدمة وطنهم؟
نجدد شكرنا لموقع ماكلور Maglor في شخصكم أستاذ ابراهيم، ونثمن دعمكم المتواصل لمثل هاته المبادرات التي تحاول قدر الامكان إماطة اللثام عن جل القضايا التي تهم الجنوب الشرقي عموما وحوض المعيدر على وجه الخصوص، للدفع بعجلة التنمية الترابية بالمنطقة إلى الأمام، والتي يشكل الشباب حاملي الشواهد محورها الأساسي، والذي تنتظر المنطقة منه الكثير من النجاعة والمساهمة بشكل فعال للحد من التهميش الذي ينخر حوض المعيدر، وخلق فرص للاستثمار أكثر بالجهة، وهذا لن يتأتى إلا بالتحصيل العلمي الجيد واختيار تكوينات أكاديمية ترقى لمستوى تطلعاتهم، لا سيما وأن الجنوب الشرقي يزخر بالعديد من الكفاءات في مجالات عدة.

Langue
Arabe
Région
Drâa - Tafilalt
Partager sur :