قلعة مكونة : بوادر التراجع و أمارات الإبتذال ظهرت "مفروشة" في النسخة 58 من المعرض الدولي للورد العطري. مراسلة عبدالله سدراتي
![](/sites/default/files/2023-04/WhatsApp%20Image%202023-04-26%20at%2018.08.39.jpeg)
في كلمة لوزير الفلاحة بالمعرض الدولي للورد العطري في نسخته 58 تبين للجميع أنه غير راضٍ على هذا التنظيم الهش حيث قال : " المعرض تنقصه المهنية أكثر .. هذا معرض منظم برعاية ملكية ويجب أن يكون في المستوى ، بحيث هو آلية للتنمية الذي يعطي للمنطقة إشعاع " مع المطالبة بوضع تقييم ، لأن السنوات الماضية لم يوضع أي تقييم يذكر ، وكما لاحظ الجميع أن ، " بوادر التراجع و أمارات الإبتذال ظهرت "مفروشة" في النسخة الأخيرة ماقبل وباء فيروس كورونا ، ولربما القادمة التي بدأت اليوم من مهرجان الورود بقلعة مكونة على أرصفة بلا عطر .. واقع المهرجان يطرح أسئلة محيرة هل الورد العطري الدادسي ، دادس بالمفهوم الجغرافي- بحمولته الفنية و الجمالية والثقافية يتماشى مع الرداءة و البروقراطية ؟ لم تعد هذه المناسبة السنوية تمثل الورد ، أضحى الورد يتيما بلا أب ينافح عنه ، أضحى مهانا ، نحتاج إلى ملتقى حقيقي بدادس يرافع لأجل تثبيت حقوق الورد العطري لأجل الساكنة ، لأجل أمي التي تستيقض كل صباح يلفحها البرد و يوخزها الشوك تجني تمار الورد كي يغتني بأمواله لصوص التنمية المؤجلة ، وتتطيب به نساء باريس في حدائق الشونزلزيه ، من يدافع عن ورد أمي ؟ من يثمن عرق أمي " ؟
مجتمع يثقل كاهل جيوبهم ، تنهال عليهم لكمات السوق وغلاء المعيشة وارتفاع الأسعار ، وفي المقابل تتم سرقة منتوجاتهم المجالية بأثمان بخسة في سوء تقدير لعرقهم ، وجهدهم المضني لسقي شتائل الورد وتتبعها بالتقليم والتشذيب حتى تنضج و تثمر ، ويأتي في الأخير من يأخذ ثمارا أينعت ويقطف أرباحها ليترك صغار المزارعين يذبلون ويتساقطون صرعى في مهرجان لا يحترمهم ، لا يثمنهم ، لا يعترف بهم ٠
إنشاء تعاونيات ومنابر إعلامية كثيرة هو جزء من بديل يراهن على خلق جسم مدني يقوى على المرافعة من أجل إنقاذ النشاط الوردي من براثن الإنتهازية ، التعاونيات القليلة الآن التي تتحدث باسم الورد تتحرك داخل بنية التحكم السياسي المحلي ، وهي بحكم تشكيلة مكاتبها ، ونوعية مسيريها وظروف نشأتها والتباس و انغلاق أنشطتها ، ليست آليات جمعوية حقيقية للدفاع عن حقوق الورد العطري ، بل أصبحت أدوات طيعة في يد أصحاب الريع المنتفعين بالورد العطري بدل جعله في خدمة الساكنة ٠
تثمين الورد مرتبط بتثمين الإنسان والمجال ، فلا يمكن لشمس الورد أن تنير ولا لعطره أن يفوح إلا داخل مجال مثمن بالبنى التحية وبأنشطة ورودية مذرة للدخل والحياة الطيبة ، مزيدا من الضيعات وسط صحراء قاحلة ينذر بمزيدا من إستنزاف للفرشة المائية ومزيدا من التصحر والجفاف البيئي -