عروض التبوريدة تُضيء سماء مهرجان تيميزار في تيزنيت
متابعة ابوبكر المكيبل
انطلقت فعاليات الدورة 12 لمهرجان تيميزار السنوي بمدينة تيزنيت بحماس وتفاعلات قوية، حيث تحمل المدينة زينة ثقافية وتراثية لا مثيل لها. جاءت عروض التبوريدة، وهي جزء مهم من هذا المهرجان، لتبرز كواحدة من الأحداث البارزة التي تسرق الأنظار وتلهب الحماس في قلوب الزوار.
شهدت الساحات الواسعة توافداً كبيراً من عشاق الفروسية والتراث المغربي التقليدي. فمن اللحظة التي يبدأ فيها الفارس بتنفيذ حركاته المتقنة على ظهر جواده مترافقًا بانفجارات البارود الجذابة، تتسم الأجواء بسحرٍ خاص ينبع من تراكمات قرون من التاريخ والثقافة.
تُمثل التبوريدة، أو ما يعرف بـ "الفانتازيا"، تجسيدًا حيًا لتقاليد الفروسية المغربية التي تُمجد الشجاعة والمهارة في ركوب الخيل وضبط الإيقاع والجماليات الحركية. وعلى مدى أيام المهرجان، تنافست الفرق المشاركة من مختلف مناطق المغرب لاستعراض أفضل ما لديها، مستعرضةً تناغمًا دقيقًا بين الفارس والجواد.
التبوريدة ليست مجرد عرض ترفيهي فحسب، بل هي أيضاً احتفال بالقيم والعادات الأصيلة التي تتوارثها الأجيال. يتمثل ذلك في اللباس التقليدي الذي يرتديه الفُرْسان، مثل "السلهام" ، بالإضافة إلى أياديهم التي تتمازج مع أيادي الحضور في مشهد تضامني ثقافي جامع.
لم تقتصر فعاليات مهرجان تيميزار على التبوريدة فقط، بل تخللتها أنشطة أخرى متنوعة مثل الحفلات الموسيقية والرقصات الفلكلورية ومعرض المنتوجات المحلية ومعرض صياغة الفضة ، التي تعرض الحرف اليدوية المحلية. مع كل هذه الأنشطة، تُساهم مدينة تيزنيت في إبراز هوية ثقافية غنية، مما يجعل من المهرجان وجهة رئيسية للسياح والمهتمين بالثقافة المغربية.
وقد أصبح مهرجان تيميزار برائحة البارود وصوت الجياد الجامحة رمزاً يجمع الماضي بالحاضر، ويُعرِّف الأجيال الجديدة بعراقة تراثهم الوطني. بفضل هذا المهرجان، تظل تيزنيت مشرقةً بثقافتها الغنية وجاذبيتها السياحية التي لا تُقارن