سابقة على مستوى مدينة فاس: مواطنون ينتظمون لوحدهم في صفوف لركوب الطاكسي الكبير من محطة القطار إلى بنسودة
هشام التواتي
الساعة تشير إلى الثامنة ليلا إلا خمس دقائق، هناك قرب بمحطة القطار بفاس، توجد محطة للطاكسيات البيضاء الكبرى المتخصصة في نقل الزبناء في الإتجاهين: محطة القطار بنسودة.
الملفت للنظر، والمثير للدهشة والإعجاب والإحترام في الآن نفسه، أن المواطنين الزبناء: نساء ورجال، متعلمون وأميون قد انتظموا في صفوف، دون أن ينظمهم أحد أو يطالبهم بذلك أي كان.
إحدى السيدات المارات بقرب المحطة، خلعت نظارتها وفركت عينيها وهي تحدق في هذا المنظر: " وايلي ماتقوليش الناس دايرين الصف بوحدهم باش يركبوا فالطاكسي!!!" هادوا مايكونوا غي الطلبة ديال جامعة ظهر المهراز اللي نزلوا لهاد المحطة باش ينظموا عباد الله ويعلموهم كيفاش خصهم يديروا الصف باش يطلعوا فالطاكسي"
سألت رجلا أمامي في الصف: " كيف حاس براسك وانت شاد الصف باش تطلع فالطاكسي؟ أجابني دون تردد: " كنحس براسي بنادم وسط بنادم. هكذا سنركب كلنا دون تزاحم وبدون ركل ورفس.
اليوم ارتقينا من الهمجية إلى التحضر. اليوم صعد زبناء هذا الخط درجة، في انتظار ان تنتقل هاته العدوى الإيجابية إلى جميع الخطوط وجميع المرافق.
اليوم لانملك في جريدة Maglor سوى أن نصفق بحرارة على هؤلاء الأشخاص الذين قدموا درسا بليغا وصاروا نموذجا نتمنى أن يحتذي به الباقون
الله يعطيكم الصحة