ساكنة مدينة فجيج تنتفض ضد الاوضاع الصحية المتردية متابعة عبد الحفيط بوبكري
خرج سكان مدينة فجيج يوم الأربعاء 16غشت2023 لتسجيل وقفة احتجاجية إستنكارية تلتها مسيرة جابت الشارع الرئيسي للواحة، مسيرة وازنة من حيث الفعاليات والوجوه الحاضرة فيها من جميع الحساسيات المجتمعية والسياسية والحقوقية وأفراد من الجالية المقيمة في الخارج.
هذا وقد ردد المتظاهرون شعارات كلها تندد بما يعرفه القطاع الصحي من تدهور وتراجع على كافة المستويات وعلى رأسها التماطل غير المبرر في تعيين طبيب قار ومقيم بالمستوصف المحلي ناهيك عن إفتقار هذه المؤسسة العمومية لأبسط وسائل لتشخيص والعلاج التي يضطر المواطن دائما الى اقتنائها شخصيا إن اراد الاستفادة من الخدمة الصحية، ولا حديث عن غياب التجهيزات الضرورية لاشتغال الطبيب حتى وإن كان موجودا.
وقد كان آخر مظاهر هذا التردي ما عرفه المستوصف المحلي من حالات الاستهتار بصحة المرتفقين من المرضى من طرف أحد الممرضين، وهو ما أفاض الكأس وجعل الساكنة تنتفض وتخرج للاحتجاج، حيث وجهت ايضا الى كل المؤسسات العمومية المعنيية وبالأخص الوزارة الوصية على القطاع وكذا المندوبية الإقليمية.
الانتقاذ انصب على الحلول الترقيعية في إرسال أطباء بشكل مؤقت من حين لآخر ما جعل المستوصف يعيش دائما حالة الارتباك والانتظارية على حساب صحة المواطنين الذين أصبحوا مضطرين للانتقال يوميا الى الأطباء الخصوصيين بمدينة بوعرفة ووجدة أو المستشفى الإقليمي الذي لا يوجد هو الأخر على أحسن حال.
بعد المسيرة الرمزية التي قام بها المتظاهرون ضد الاقصاء الممنهج لساكنة فجيج في حقها المشروع دستوريا وانسانيا في العلاج والرعاية الصحية على غرار كل المغاربة على الصعيد الوطني، عاد المحتجون ثانية إلى المستوصف ليدخلوا هذه المرة إلى باحة المؤسسة ليختتموا الوقفة الاحتجاجية بكلمات جسدت الاهداف الحقيقية من هذه الانتفاضة التي سوف لن تكون الأخيرة ما لم تستجب الجهات المعنية لنبض الشارع الفجيجي.
وقد اجمعت كل الكلمات على تشبت الساكنة بواحتهم ووطنيتهم وكونهم حراسا للحدود بكل افتخار، وعلى الدولة أن تتحمل مسؤوليتها في تعيين اطباء عموميين رسميين بشكل عاجل والموارد البشرية والتقنية والتجهيزات الضرورية والتشخيص. اما المداخلات فقد طالبت أيضا بالتعجيل بفتح المستشفى المحلي إذا كان قد تمت اشغاله فعلا كما يقال على غرار مستشفى إقليم الدريوش الذي تم فتحه مؤخرا وعلى ان تتحمل المؤسسات المنتخبة مسؤوليتها في حمل هذا الهم ودق جميع الأبواب وعلى رأسها الجماعة المحلية التي لاحظ المحتجون أنه لم يحضر اي واحد من المنتخبين وهذا في حد ذاته يمثل أعلا درجات الاستخفاف بهموم المواطنين. كما ركزت كل المداخلات على إقتراح ان تجعل الدولة من هذا المستشفى الجديد مستشفى عسكريا نظرا لخصوصيات هذه المنطقة النائية والحدودية وقد وقع الحاضرون عريضة في هذا الشأن.
هذا وقد نبه أصحاب الكلمات الختامية الى ان المبادرات التي تقوم بها بعض الجمعيات في توفير طبيب من حين لآخر على حسابها الخاص لا يعفي الدولة من واجبها إزاء تسعة آلاف نسمة وحقها في التطبيب بل هناك من طالب بوقف هذه المبادرات التي قد تعطل دور الحكومة للقيام بواجبها.
وفي سياق آخر فرغم كل النداءات والمراسلات كان اخرها البيان الصادر عن الجالية الفجيجية المقيمة بالخارج والذي وجه الى وزارة الخارجية والديوان الملكي خاصة وأن هذه الجالية أصبحت تشكو من تعثر عطلتها بمدينة فجيج كلما أصيب أحد افراد عائلتها بمشكل صحي مما يضطرهم دائما لقطع العطلة ببلدتهم والرجوع الى مدينة وجدة والدار البيضاء قصد العلاج في غياب طبيب بفجيج والنقص الحاد في الخدمات العلاجية..
ولنا عودة دائما كل ما جد جديد
والى ذلك الحين يبقى السيد البرلماني والجماعة المحلية خارج التغطية.