في إطار فعاليات النسخة الثامنة عشرة من موسم طانطان، الذي يعد تراثا إنسانيا عالميا حسب منظمة اليونسكو، استقبلت قبائل أيت النص السيد عبد الله الشاطر، عامل إقليم طانطان، والوفد الرسمي المرافق له، في حفل بهيج بساحة "السلم والتسامح"، وسط أجواء تعكس الأصالة والتراث الثقافي المغربي الأصيل.
احتضنت الخيمة التقليدية لقبائل أيت النص حفل الاستقبال، حيث عبّر أبناء القبائل عن ترحابهم بالوفد الزائر عبر فقرات فنية تناقلتها الأجيال، تعكس عمق التقاليد البدوية وثقافة الصحراء. كما قدموا شروحات مفصلة عن تاريخ القبائل وارتباطها الوثيق بوحدة الوطن، ودورها في الحفاظ على الهوية المغربية المتنوعة.
جددت قبائل أيت النص، خلال هذا اللقاء، مشاعر الولاء والإخلاص لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مؤكدة على تمسكها الثابت بمشروع جلالته التنموي والاجتماعي، الذي يرتكز على تعزيز الوحدة الوطنية والتنمية المستدامة. وأشار شيوخ القبائل إلى "الدور المحوري للملك في بناء صرح المغرب الحديث، والحفاظ على مكتسباته الترابية والحضارية".
من جانبه، أشاد السيد عبد الله الشاطر بالدور التاريخي لقبائل أيت النص في الذود عن وحدة المغرب، مشيرا إلى أن موسم طانطان "ليس مجرد احتفال ثقافي، بل رسالة سلام وتعايش تبرز وجه المغرب الحضاري". كما نوه بالمبادرات المحلية الرامية إلى تعزيز السياحة الثقافية والاقتصاد التضامني، داعيا إلى مواصلة الجهود لتحقيق التنمية المنشودة في المنطقة.
اختتم اللقاء بتقديم هدايا تقليدية رمزية للوفد الزائر، تعبيرا عن الكرم الصحراوي الأصيل، فيما تواصلت فعاليات الموسم بعروض الفروسية (التبوريدة)، والرقصات الفلكلورية، وأناشيد الملحون، التي تجسد روائع التراث اللامادي للإنسانية.
بهذه الروح الوطنية، يؤكد موسم طانطان، عاما بعد عام، على تلاحم المغاربة مع تاريخهم وهوية أرضهم، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك، ليبقى هذا الموعد السنوي منارة للسلام وإرثا حيا يتناقله العالم إعجابا وتقديرا.