تكلم لأراك...إياك أعني واسمعي ياجارة
تكلم لأراك
رحم الله المتنبي حيث قال:
"مات في القرية كلب فاسترحنا من عواه، خلف الملعون جروا فاق في النباح أباه"
إياك أعني واسمعي ياجارة. وإن عدتم عدنا، وللرموز تركنا وبالواضح تكلمنا، والساحة أمامنا، وعيب البحيرة تفتاشها.
"تكلم لأراك"
إلى أي حد يمكن الحديث في مغرب العشرية الثالثة عن إعلام بالمعنى الحقيقي للكلمة؟
هل حقا يتوفر بعض المحسوبين على كتابنا الصحفيين والإعلاميين على تكوين أكاديمي يؤهلهم لكتابة مقالات جادة وموضوعية، خالية من الأخطاء ومن النقل من هنا وهناك، ومن تصفية الحساب بالوكالة؟
تكلم لأراك
هل تم اختزال الصحفي والإعلامي فقط في كل حائز ومتوفر على بطاقة مهنية بغض النظر عن أهليته العلمية والأخلاقية والمهنية والثقافية وتمكنه من آليات الكتابة الصحفية؟
"تكلم لأراك"
ألم يتخصص بعض اللاهثين وراء الأدسنس، مع سبق الإصرار والترصد، في محاولة هدم أركان المجتمع المغربي عبر الترويج، بكثافة وإطناب، لنماذج ممسوخة ومشوهة لتقديمها كأمثلة يحتذى بها للأطفال والشباب والشابات؟
"تكلم لأراك"
ألم ينزل بعض مقاولي الدكاكين الإلكترونية إلى الدرك الأسفل من الإنحطاط عبر تشويه رموز من مختلف المجالات والقطاعات قدمت الشيء الكثير للوطن من خلال كتابات لقيطة لا أصل ولا فصل لها ،لغتها سوقية غير متأصلة وأخبارها زائفة غرضها التسفيه والإبتذال؟
"تكلم لأراك"
إلى أي حد يتحرى بعض كتاب المقالات في الأخبار التي ينشرونها عبر مواقعهم، وهل يلتزمون بالمهنية والحياد وهل يستحضرون أخلاقيات المهنة وقت الكتابة أم ياترى أن رنين الكؤوس وقصير الملبوس يغري العبوس فتسقط الأخلاق وتهوي أمام قوة الفلوس؟
"تكلم لأراك"
أنجز ينجز إنجازا. وفعل يفعل أفعالا، ومن الصفر إلى الأربعة تباعا ليست حظا ولا صدفة، وكيف كنا وكيف أصبحنا وكيف ارتقينا في ميزان دولي يستند إلى ماكتب ونشر بضوابط دقيقة في أماكن محكمة تصنف بالقسطاس المستقيم فلاتحابي ولاتجامل ولاتباع ولاتشترى، "واسألوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون"
تكلم لأراك
النجوم نجوم والكواكب ثريا والأخبار الزائفة تتناثر أشلاء أمام قوة الإنجاز وصدق النية وصلابة المواقف.
تكلم لأراك
"كذب المنجمون ولو صدقوا". فالأمر فقط " لكل أجل كتاب." ولكل انتداب امتداد في الزمن. وبداية ونهاية من دون تدخل لتقليص مدة أو إنهاء مسار.
تكلم لأراك
رفعت الأقلام وجفت الصحف ومر الكلام وماتدري إياك أعني واسمعي ياجارة ولن تستطيع سبر أغوار ماكتب ولامعاني مانشر ولامقاصد الحروف ومبتغى الجمل.
تكلم لأراك
كل التحية والتقدير لمن بصم لحولين مضاعفين باثنين التميز والريادة وطنيا ودوليا في مجال لايفقه فيه من لايفك الخطوط والرموز والمعاني.
فالوصي مترفع عما نسب إليه. والمقصود منزه عما وسم به. ويكفي أن التاريخ سجل ما أنجز بمداد الإعتزاز والفخر.
وسأتصرف في الشعار: "الأخلاق أولا". تكلم لأراك.