طنجة : الأمن الأسري ومستجدات مدونة الأسرة

المراسلة : زكية بوقديد - تحت عنوان عريض " مناقشة مستجدات مدونة الأسرة وسؤال الأمن الأسري " عقدت الفيدرالية الوطنية للمرأة التجمعية لقاء جهويا من تنظيم منظمة المرأة التجمعية لجهة طنجة تطوان الحسيمة وبتنسيق مع التنسيقية الإقليمية لعمالة طنجة تطوان الحسيمة، وذلك يوم 15 فبراير بفندق سولازور بطنجة.
اللقاء الذي ترأس فعالياته كل من رئيسة فيدرالية المرأة التجمعية وعضو المكتب السياسي السيدة أمينة بنخضرة، عضو المكتب السياسي والمنسق الإقليمي لحزب التجمع الوطني للأحرار بطنجة السيد عمر مورو، ورئيسة منظمة المرأة الجهوية السيدة زينب سيمو. أطره بالمداخلات في الموضوع كل من الدكتور مصطفى الغاشي أستاذ جامعي بجامعة عبد المالك السعدي وعميد سابق بكلية الأداب والعلوم الإنسانية بتطوان، المحامية زينة هاشم عضو المكتب السياسي ورئيسة منظمة المرأة التجمعية بمكناس، الدكتور خالد بنتركي أستاذ جامعي بكلية الحقوق بطنجة ورئيس المركز المتوسطي للدراسات والأبحاث القانونية والاجتماعية. أدار اللقاء المحامية كاميليا بوطمو نائبة رئيس منظمة المحامين التجمعيين.
افتتح اللقاء بآيات بينات من الذكر الحكيم من سورة النساء التي تضمنت مجموعة من الأحكام التنظيمية للأسرة. وبعد النشيد الوطني افتتح جلسة المداخلات رئيس الجهة، الذي اعتبر اللقاء هو محطة لتصحيح مجموعة من المغالطات، وتحدثث السيدة أمينة عن ملابسات تنظيم هذا اللقاء الذي كان من المفترض أن ينظم سابقا لإيقاف موجة من الفهم الخاطئ لمستجدات المدونة، وأن إشراف رئيس الحكومة السيد عزيز أخنوش على المدونة بتعيين من صاحب الجلالة هو تعبير عن ثقة ملك البلاد ، وحزب التجمع الوطني للأحرار متمسك بالمبدأ الذي صرح به صاحب الجلالة : ( لا أحلل حراما ولا أحرم حلالا) والاجتهاد سيكون وفق التزام المغرب بالمواثيق الدولية وما تسمح به حدود الشريعة الإسلامية.

ومن جهتها عبرت المحامية زينة هاشم عن أسفها الشديد للغط الذي عرفه حوار المجتمع المدني على مواقع التواصل الاجتماعي، وترويج لمفاهيم خاطئة تضرب في العمق في كبرياء الرجل والمرأة على قدم السواء، مؤكدة أن كل المقتضيات التي جاءت بها المدونة هو عمل ليس بالسهل، تطلب جهدا كبيرا والهدف هو تحقيق الأمن الأسري. وقدمت شروحات تفصيلية عن البنود التي عرفت مستجدات في المدونة، لدحض المزاعيم الخاطئة التي يتم ترويجها.
أما الدكتور الغاشي اعتبر الحديث عن مستجدات مدونة الأسرة الآن غير مكتمل الزوايا والأبعاد لأن المدونة مازالت قيد الدراسة والاجتهاد، لكنه ذكر بالقيم الأصيلة في المجتمع المغربي التي عرفت زعزعتها على يد بعض الـمؤثرات على مواقع التواصل اللائي كانت رسائلهن مشجعة على الطلاق وعلى الندية في العلاقات ليتحول مفهوم العلاقة الزوجية معهن من مفهوم تكوين أسرة إلى شركة تجارية…. هذه الموجة التي انتشرت مع هؤلاء المؤثرات كان أحد أسباب ارتفاع نسبة الطلاق.
أما الدكتور خالد بنتركي فركز على الجانب القانوني لأحكام مدونة الأسرة، سن الزواج، الإرث، الحضانة، زواج الحاضنة….. وشدد أن المجتمع اليوم وفي ظل مجموعة من التغييرات على مستوى الوعي والفكر والقيم التي أصبحت فيه المرأة تمثل رقما صعبا في المنظومة الاقتصادية، يحتم تغييرات واجتهادات على ما كانت عليه المدونة التي عرفت تطورات منذ استقلال المغرب.
فقد أجمع المتدخلين أن اجتهادات في المدونة يسير وفق خطين متوازيين.
الخط الأول اجتهاد من أجل تحقيق الأمن الأسري في ظل المتغيرات التي يعرفها المجتمع.
والخط الثاني اجتهاد يسير وفق نهج ما صرح به صاحب الجلالة: ( لا نحلل حراما ولانحرم حلالا)
اختتمت فعالية اللقاء بمداخلات الحاضرات والحاضرين كلها تتقاطع في اتخاذ سبيل الوسطية والاعتدال في التوفيق بين أحكام الشريعة الإسلامية والمواثيق الدولية من أجل تحقيق الأمن الأسري، مع ضرورة الانفتاح على الإعلام في مثل هذه القضايا بتقديم الشروحات التفصيلية عن كل جديد في المجال حتى لا تصبح فريسة السخرية والمغالطات التي تروج على مواقع التواصل الاجتماعي.
