تطوان : تحت الرعاية الملكية السامية احتفالية تطوان عاصمة المجتمع المدني 2022. مراسلة زكية بوقديد

شهدت القاعة الكبرى بعمالة مدينة تطوان الخميس 9 يونيو الجلسة الافتتاحية لأيام "احتفالية تطوان عاصمة المجتمع المدني 2022"، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وتأتي هذه الاحتفالية في سياق المبادرة التي أحدثتها منظمة المجتمع المدني لقيم المواطنة والتنمية والحوار بمنح مدينة مغربية أكد فيها المجتمع المدني ريادته في خدمة مدينته تنمويا وثقافيا وصحيا وسياحيا...صفة (عاصمة المجتمع المدني). فبعد توشيح مدينة وجدة بهذه الصفة سنة 2018 و مدينة تارودانت سنة 2019؛ وتأجيل الفعالية لسنة 2020 و2021 بسبب تداعيات كوفيد 19، يأتي اختيار مدينة تطوان استنادا إلى العمق الحضاري والثقافي والديبلوماسي والعمراني للمدينة، وعلى تنوع أنشطتها التطوعية وكثرة جمعياتها المعروفة بمصداقية رسالتها.
وقد شهدت الجلسة الافتتاحية حضورا وازنا للسلطات والهيآت المنتخبة ومؤسسات وجمعيات المجتمع المدني على رأسهم والي ولاية جهة طنجة تطوان الحسيمة السيد محمد مهيدية وعامل عمالة إقليم تطوان السيد يونس التازي.
ترأس الجلسة السيد السفير الطيب الشودري، رئيس النادي الدبلوماسي المغربي الذي افتتحها بالحديث عن مكانة مدينة تطوان التاريخية وعن التطور الذي عرفته لما حظيت باهتمام ورعاية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الأمر الذي أهلها اليوم أن تأخذ صفة عاصمة المجتمع المدني 2022.

وقد علا منصة اليوم الافتتاحي كل من :
1* د، أحمد توفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الذي قدم محاضرة حول "دور إمارة المؤمنين في بناء الأمن الروحي للمغاربة والتماسك الاجتماعي"، وفق مقاربة تاريخية للامتداد التاريخي للقب أمير المؤمنين ومايحمله من رمزية وحمولة دلالية من شأنها توحيد المجتمع وتحقيق تماسكه على القيم الدينية والوطنية والانسانية وقيم التعايش مع نبذ العنف والعنصرية والتعصب.
2* السيد مصطفى بايتاس، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة والناطق الرسمي باسم الحكومة الذي تحدث عن الاحتفالية باعتبارها ثمرة شراكة بين الوزارة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان وبين منظمة المجتمع المدني لقيم المواطنة والتنمية والحوار، واختيار مدينة تطوان 2022 جاء وفق عدة معطيات، منبها أن هذه المبادرة ستستمر مع باقي المدن المغربية لتكون سنة محمودة هدفها توحيد الجهود بين الفاعلين من المجتمع المدني وبين السلطات والهيآت المنتخبة من أجل هدف أسمى وهو خدمة المدينة.منوها بمجهودات الوزارة في إعداد استراتيجية طموحة من 2022 إلى 2023 ، وهي استراتيجية ستسمو بدعم من مجتمع مدني مستقل مهيكل قوي .
3* السيد مصطفى البكوري، رئيس الجماعة الحضرية لإقليم تطوان الذي نوه في كلمته بعمل الجماعة وفق المقاربة التشاركية مع فعاليات المجتمع المدني لتحقيق أهداف النموذج التنموي.
4* د، سالم بن محمد المالك، مدير عام منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو)، الذي كانت كلمته عبارة عن قصيدة غزل في مدينة تطوان واصفا إياها بمدينة إقرأ وذكريات الأندلس والتحضر والإيتيكيت.ليسميها أميرة الحمائم.
وقد تصدرت الجلسة الافتتاحية كلمة الجهة المستضيفة والمنظمة، فقد تحدث السيد محمد عبد الخالق الطريس، رئيس جمعية تطاون أسمير للتنمية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والرياضية، عن سياق الاحتفالية وأهدافها المتمثلة في تنزيل التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الحاثة على ترسيخ قيم المواطنة الصادقة والتنمية الجهوية المستدامة. مقدما برنامج هذه الاحتفالية التي تنظم من 9 يونيو إلى غاية 12 منه بمختلف الفضاءات العلمية والثقافية والتاريخية بالمدينة،متضمنا عدة أنشطة على مدار السنة تتمثل في عقد ندوات حول التراث الفكري والمادي للمدينة، ومعرض أعمال المجتمع المدني وتكريم فعالياته ورموز الفكر والفن والابتكار .. كما تشمل قوافل طبية وإنتاح فيلم عن مآثر المدينة وتنظيم عروض فنية  وموسيقية... ومن جهته تحدث السيد مصطفى الزباخ، رئيس منظمة المجتمع المدني الدولية لقيم المواطنة والتنمية والحوار، عن مبادرة "عاصمة المجتمع المدني" التي تأتي بموازاة مع مبادرة العواصم الثقافية لكل من منظمة الإيسيسكو والاتحاد الأوروبي، وهي مبادرة أحدثتها المنظمة لتحقيق ثلاث رسائل هادفة :

1* التعريف والكشف عن التاريخ الحضاري لكل منطقة ومدينة، وإسهامها في تحرير المغرب وبناء تاريخه القوي.
2* تكامل الأدوار بين مؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات الحكومة.
3* الإقرار بدور المجتمع المدني كديبلوماسية موازية لمواجهة الهشاشة الاجتماعية وتخليق الحياة العامة ومناهضة الإرهاب والتعصب، والتصدي للحركات الانفصالية، والكشف عن مؤهلات الوطن التاريخية والعمرانية والبيئية...
وفي ختام الجلسة الافتتاحية تسلم رئيس الجماعة الحضرية السيد مصطفى البكوري "درع العاصمة" وتم توقيع تجديد اتفاقية شراكة بين الوزارة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان وبين منظمة المجتمع المدني لقيم المواطنة والتنمية والحوار.