Partager sur :

يا جبل ما يهزك ريح...

En savoir plus


 إلهام اسلامتي* 

لا يزال المغرب تلك المعادلة الصعبة أمام الأطماع التوسعية، وأعداء نجاحاته ووحدته الترابية. فتاريخ المغرب السياسي المشرف هذا لم يراكمه من خواء وفراغ، ولكن يعتبر حصيلة سياسات نهجتها الدول التي توالت على حكمه طوال عدة قرون.

 ابتداء من حكم الأدارسة واستمرارا بحكم الدولة العلوية، الذي بدأ مع المولى رشيد بتافيلالت، حيث قاد هذا الرجل حملة عسكرية لتوحيد البلاد وتأسيس سلطة مركزية. وهكذا تتابع سلاطين الحكم العلوي مؤسسين بذلك نظاما سياسيا مركزيا قويا ومتماسكا. 

لقد رفض السلاطين المغاربة السيادة العثمانية ووقفوا سدا منيعا أمام الهجمات التي وقعت نتيجة التدخلات العثمانية في الشؤون الداخلية للمغرب، ليبسط بذلك سيطرته على أراضيه وليعيش أطيافه بكامل مكوناته الأمازيغية والعربية واليهودية في تعايش ووئام.

لقد كان المغرب دائما وأبدا معرضا للهجومات الخارجية بسبب موقعه الاستراتيجي الذي ساعده ويساعده على التطور الاقتصادي والانفتاح الحضاري.

 فموقعه في شمال افريقيا وانتماؤه إلى بلدان البحر الأبيض المتوسط وإلى عدة مجموعات دولية، وتميزه بتنوع أصوله الحضارية والبشرية، كل هذا جعله عرضة للأطماع الاستعمارية.

ويبقى السؤال الذي يفرض نفسه. لم هذا التحامل على شقيق وصديق، كان ولا يزال رأس حكمة العالم؟

 فتاريخ المغرب العتيد ومستقبله المجيد، قد يكونان من بين الأسباب التي وضعت العديد من الحكومات في مأزق سياسي، فأحرجت بعض الدول أمام شعوبها. دول كانت تحسب وإلى عهد قريب دولا من العالم المتقدم، ولو أنني أضع كلمة متقدم بين قوسين حتى نعيد إعطاء تفسير مقنع للشعوب لكلمة متقدم، خصوصا في الظروف الكونية التي أحدثتها التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي  تسبب فيها فيروس لا يرى بالعين المجردة.
 
إن ادعاءات وافتراءات بعض الجهات الاعلامية والمنظمات الدولية ، إن دل على شيء فعلى النجاحات والطفرة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي عرفتها بلادنا في السنين الأخيرة تحت القيادة السامية والرشيدة لصاحب الجلالة محمد السادس نصره الله وأيده بعنايته وتمكينه.

لقد أصبح المغرب قوة اقتصادية تنافس ما كان يسمى بالقوى الاستعمارية التي لا يروق لها خروج القارة السمراء من مستنقع الفقر والجهل والأمراض، وبذلك سعت بوسائلها  المتاحة للنيل من وحدته الترابية ومكتسباته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية،  وذلك للحد من مسيرته التنموية.

إنهم يريدونه مغربا ضعيفا وخنوعا ومستكينا. مغربا تحت الوصاية ...
ونحن كمغاربة قيادة وشعبا، نريده مغربا قويا وأبيا وموحدا بكل أطيافه، وأبنائه في الداخل والخارج ، شيبا وشبابا ، رجالا ونساء. 

نريده مغربا يحافظ على مواثيقه وعهوده الدولية  مغربا يحافظ على حسن الجوار، مغربا يهب إلى نصرة المظلوم ويمد يد العون إلى الصديق والشقيق.

فيا جبل ما يهزك ريح...
فكيف إذا كان الجبل سلسلة جبال شامخة...جبال الأطلس الصغير والمتوسط والكبير.

* الدكتورة إلهام اسلامتي: رئيسة رابطة كاتبات المغرب - فرع فاس-

Langue
Arabe
Région
Fez - Meknès
Partager sur :