Partager sur :

كلنا عبد الصمد ناصر و قناة الجزيرة على المحك . بقلم البكراوي المصطفى

" الرأي و الرأي الآخر " من منا لا يعرف هذا الشعار و كم جهد تكبدته قناة الجزيرة القطرية بحتا عن صياغته حتى يكون وسم واجهتها المتفرد و خطها التحريري بدون منازع . لكن الأيام سرعان ما أثبتت زيف هذا الطرح و أزاحت اللثام عن الوجه الحقيقي للقناة . قناة المحاباة و العمالة لأجندة أنظمة عسكرية منبودة كونيا تحكم بالحديد و النار فأين هي من مقومات الإعلام  الراقي المتحضر و المحايد  المستقل ؟ أم أن بريق الدينار الجزائري أعمى بصيرة القناة فراحت تستجدي عطاء الكبرانات فتخلت عن المبدأ و القناعات ؟.
و حادثة الطرد التعسفي للصحفي المغربي ناصر عبد الصمد بقرار أحادي الجانب سابقة تنذر بانزلاق فادح للجزيرة و تدخل سافر في حرية التعبير التي لطالما تشدقت و تبجحت به الجزيرة أمام العالم و كيل بمكيالين ففي الوقت الذي تفتح فيه بابها على مصراعيه لرأي العسكر الجزائري الأرعن و زبانيته للترويج لترهاتهم و الطعن في أعراض الناس بكل دناءة و قلة أدب و دون حسيب و لا رقيب فهي بالمقابل تضيق على الرأي الآخر بل تقصيه و تملي عليه أن يغرد وفق هوى أولياء نعمتها و إلا فالاقصاء و الطرد مصيره و موعده .
هذا ما حدث مع زميلنا الصحفي عبد الصمد الذي استفزت مشاعره و ثارت غيرته على وطنه و مكوناته  على إثر ما نشره الاعلام الرسمي الجزائري بشأن المرأة المغربية و الطعن في شرفها فتصدى لهذا العدوان الجبان بكل حزم و ثبات عبر تغريدة هزت أركان قصر المرادية الذي صوب فوهات صواريخه المتهالكة المعبأة و المحشوة بملايين الدولارات من جيب الشعب الجزائري الأعزل ليمطرها وابلا على الجزيرة ليسكت صوتا يؤمن بحقه في التعبير عن خصوصيته و هويته و حق المنافحة و الذود عن حياض وطنه  .ما هكذا تورد الإبل يا شردمة قوم ضحكت من جهلها الأمم .
و نصيحتي للجزيرة أن تحذر مكر الجزائر و خرف قيادته فلربما ادعت يوما أن الجزيرة جزائرية لاشتراكهما في الجدر اللغوي فقط بل قد تدهب بعيدا لنظرتها الثاقبة و تدعي بان قطر ولاية جزائرية كما زعمت في مجموعة من المواقف .
و قد نهنئ الجزيرة من جهة أخرى بهذا الحليف اللقيط الذي تخلت عنه العديد من الدول لعدم جادبيته و جدواه و آخرها إسبانيا . و نقول لها وافق شن طبقة فلما لا تعلنان القران و تحتفلان على مرآى و مسمع من الجيران عوض الاختفاء و التستر على العيان .
" الرأي و الرأي الآخر " شعار لم يعد له معنى مع هذا الانحياز السافر لطرف دون إعطاء الطرف الآخر فرصة الرد بل كان لزاما على القناة التزام الحياد في مثل هذه الازمات فلتقل خيرا او فلتصمت تقرب الرؤى لرأب الصدع بين الأشقاء و الشعوب لا أن تنساق وراء عصابة عسكرت الجميع و دغدغت المشاعر و هيجتها بل و اشترت رقاب حتى من يعتبرون انفسهم مثقفين و مأثرين في الرأي العام و لربما مكره اخاك لا بطل و هنا مربط الفرس  و الاستفهام .
كما على الجزيرة أن تراجع ترتيب بيتها الداخلي و شعارها الذي فقد مصداقيته ففاقد الشيء لا يعطيه.

Arabe
Partager sur :