Partager sur :

البشير الدخيل يرفض هيمنة " الخطاب الإنفصالي" في الوسط الإسباني حول قضية الصحراء المغربية

اعتبر البشير الدخيل، القيادي الأسبق في “جبهة البوليساريو”، أن “العلاقات المغربية الإسبانية تظل علاقات متجذرة في التاريخ”، منبها إلى أنها “علاقات لا بد لها من صياغة تاريخية إيجابية تليق بها من حيث مسارها وتطوراتها، لأنه أحيانا يُنظَر إليها ضمن واقع مغاير لما نعيشه في الحقيقة، مع تزييف عميق يطال حقائق قضية الصحراء المغربية وتجهلها أطياف واسعة في إسبانيا”.

وفي تصريح أدلى به الباحث الخبير بتحركات ملف الصحراء وسيرورته التاريخية، لجريدة هسبريس الإلكترونية، على هامش ندوة دولية اختُتمت أشغالها الخميس بالرباط حول العلاقات المغربية الإسبانية، دعا بصريح العبارة إلى “ضرورة تعزيز جهود التعريف أكثر بالقضية الوطنية في المحافل الإسبانية من مجتمع مدني ووسائل إعلام، ضدا على هيمنة وانتشار الرواية الانفصالية ذات الأبعاد التي تغالط الرأي العام الإسباني والأوروبي”.

ونادى المتحدث لهسبريس بـ”تأويل إيجابي وشرح مغاير للأحداث التي وقعت في القرون السابقة”، وألا يكون ذلك “نقطة سلبية أو عاملا مؤثرا في العلاقات الحديثة بين الرباط ومدريد”، موصيا بأهمية “أخذ الدروس من هذه العلاقات؛ لأنه عاد من الضروري والمُلح أن تذهب العلاقات إلى أفق متجدد استنادا إلى عمقها التاريخي”، على حد تعبيره.

الدخيل عدّد، في معرض حديثه، جملة من النقاط المشتركة التي يجب أن يُبنى عليها قصد ترصيدها للصالح المشترك بين المملكتيْن الجارتين، قبل أن يخص بالذكر الجانب الاجتماعي، مع “وجود مليون مغربي ومغربية بإسبانيا، بعضهم ترعرع في أُسَر مختلطة”، معرجا على ما قال إنها “فرص تعاون اقتصادي هائلة يتيحها توفر 17 ألف شركة إسبانية تشتغل في التصدير إلى المغرب”، ومشددا على كون “المغرب ثاني شريك تجاري لإسبانيا من حيث المبادلات الاقتصادية بعد أمريكا من خارج القارة الأوروبية”.

وبعدما وصف العلاقات بين الرباط ومدريد بكونها “كبيرة جدا”، سجل الخبير المتابع تطورات ملف الوحدة الترابية للمغرب أن “قضية الصحراء ليست سوى ملف من الملفات فقط في العلاقات بين البلدين، لكنه أصبح يراوح مكانه؛ لأن الإيديولوجيا تدخلت فيه والأحزاب، كما تعتريه مفاهيم خاطئة وَجب توضيحها للرأي العام الإسباني”؛ لاسيما حقيقة احتجاز الناس في مخيمات تنتفي فيها أبسط شروط الحياة الكريمة وحقوق الإنسان المتعارف عليها دوليا.

وفي نبرة ملؤها الأسف، لفت الدخيل انتباه الفاعلين المدنيين وقوى المجتمع الحية إلى ما سمّاها “هيمنة الخطاب الوحيد والواحد الذي ينتشر في إسبانيا ووسط الإسبان، باعتباره الخطاب الانفصالي الذي تسوّقه جبهة البوليساريو”، موصيا في ختام حديثه بأن خطاب المملكة المغربية يجب أن يُشرَح جيدا للإسبان وغيرهم، ومحذرا من أن “ذلك قد يشكل حجر عثرة أمام تطور علاقات البلدين”.

يذكر أن مداخلة البشير الدخيل، باللغة الإسبانية، خلال إحدى أبرز جلسات الندوة الدولية بالرباط، كانت قد انصبّت حول أبرز المغالطات التاريخية التي تعتري ملف الصحراء المغربية، لاسيما ما يتعلق بتنظيم المسيرة الخضراء واستكمال الوحدة الترابية والتنمية بالأقاليم الجنوبية للمملكة؛ كاشفا، في هذا الصدد، الأباطيل التي يسوقها النظام العسكري في الجزائر وميليشيات البوليساريو؛ واصفا هذه الأخيرة بكونها “الحَصاة الصغيرة في حذاء المغرب والمنطقة المغاربية برمتها”.

 

Partager sur :