Partager sur :

البطالة معضلة تهدد البنيان، وبناء الإنسان شرطٌ لتنمية العمران.

مغرب الحضارة:

عزيز رباح – الثلاثاء 6 ماي 2025

تشير آخر المعطيات الصادرة عن المندوبية السامية للتخطيط إلى استمرار ارتفاع معدلات البطالة، خاصة في صفوف الشباب وحاملي الشهادات، رغم انخفاض طفيف في المعدل العام الذي بلغ 13.3% خلال الربع الأول من سنة 2025، مقابل 13.7% في نفس الفترة من سنة 2024.

لكن الصورة تزداد قتامة عند النظر في التفاصيل:

  • معدل البطالة بين الشباب (15-24 سنة) ارتفع إلى 37.7%، بزيادة 1.8 نقطة مقارنة بالسنة الماضية؛
  • نسبة البطالة بين النساء بلغت 19.9%، وبلغت 19.4% بين الخريجين من كلا الجنسين؛
  • 47% من النشطين المشتغلين لا يحملون أي شهادة، فيما يمتلك 33.2% منهم شهادة متوسطة، و19.8% شهادات عليا؛
  • 70% من العاطلين متمركزون في خمس جهات: الدار البيضاء-سطات، فاس-مكناس، الشرق، الرباط-سلا-القنيطرة، طنجة-تطوان-الحسيمة؛
  • أعلى نسب البطالة سُجلت في جهة الشرق (25.2%)، وجهات الجنوب (23.8%)، تليها الدار البيضاء-سطات (13.7%) وفاس-مكناس (14.7%).

إن هذه الأرقام الصادمة تفرض إطلاق مبادرة وطنية كبرى، قائمة على إرادة سياسية قوية ومقاربة مندمجة، تُراكم على المنجزات وتتجاوز الإخفاقات. مبادرة تتضمن محاور أساسية لا محيد عنها، من أبرزها:

  1. حكامة اقتصادية تقوم على الشفافية والجدية، لتحفيز الاستثمار وتذليل العقبات وربط المسؤولية بالمحاسبة؛
  2. اعتبار التشغيل أولوية وطنية في جميع السياسات القطاعية والمجالية؛
  3. مساهمة البنوك في تمويل الاستثمار، مع قبول هامش من المخاطرة مقابل الأرباح الكبيرة المحققة؛
  4. إعداد خريطة عقارية شفافة للاستثمار، متاحة بأسعار مناسبة؛
  5. مراجعة مخططات التعمير لإحداث المزيد من مناطق التنشيط الاقتصادي؛
  6. تيسير منح رخص استثنائية للمشاريع الاستثمارية الموفرة لمناصب الشغل؛
  7. إعطاء الأولوية في برامج التنمية الحضرية للمشاريع الاقتصادية؛
  8. تكييف الدعم العمومي حسب نوعية الاستثمار: كبير، متوسط أو صغير؛
  9. الاستثمار في القطاعات الأكثر تشغيلًا مثل الفلاحة، الصناعة التقليدية، التجارة، البناء، النقل، والخدمات؛
  10. برنامج وطني للرقمنة وإنشاء مركبات رقمية في جميع الأقاليم؛
  11. خطة مواكبة للاستثمار الصغير جدًا مع عرض مشاريع نموذجية؛
  12. تجويد برامج التشغيل الذاتي وربطها بالاستثمار الاجتماعي والجمعوي؛
  13. دمج الاقتصاد غير المهيكل في الدورة الاقتصادية عبر تحفيزات مناسبة؛
  14. دعم الإعلام الاقتصادي وبرامج تنمية المهارات المهنية؛
  15. تقييم أداء المؤسسات وفق معايير الاستثمار والتشغيل.

هذه المقترحات هي مساهمة متواضعة، تفاعلاً مع تقرير المندوبية السامية للتخطيط، وسعياً للإسهام في الورش الوطني المفتوح لمواجهة هذه المعضلة الخطيرة.

والخير أمام.

Partager sur :