Partager sur :

المهرجانات المسيسة.. حين تتحول منصات الفن إلى أسواق انتخابية

 


 

تنغير – ماكلور


 

ما يجري اليوم في عدد من مناطق إقليم تنغير لم يعد مجرد جدل حول مهرجانات، بل هو مرآة لأزمة ثقة أعمق بين المواطن ومن اختاروا تمثيله. المهرجانات التي وُلدت لتكون منصات للفن والتراث باتت تتحرك على إيقاع أجندات انتخابية، حيث تتصدر الواجهة وجوه سياسية تبحث عن شرعية مفقودة وسط أجواء موسيقية وابتسامات مصطنعة.


 

المواطن الذي كان بالأمس يحضر بدافع الفخر والانتماء، صار اليوم يرى هذه التظاهرات كمسرح مفتوح للصفقات السياسية وتبادل المصالح، لا كفضاء ثقافي نزيه. والنتيجة: مقاطعة واعية تبدأ من قلعة مكونة، تمر ببومالن دادس، وتصل إلى تنغير، في مشهد أشبه ببطاقة حمراء يرفعها الشارع في وجه العبث السياسي.


 

غياب عامل صاحب الجلالة عن هذه المهرجانات لم يكن تفصيلاً عابرًا؛ بل رسالة ذات وزن ثقيل، تُقرأ كتحفظ واضح على جر الموروث الثقافي إلى حلبة التنافس الانتخابي. هذه الإشارة الرسمية أضافت شرعية لموقف الساكنة، وكشفت أن المقاطعة ليست مجرد سلوك فردي بل موقف جماعي له صداه.


 

إن استمرار هذا المسار لن يهدد فقط صورة هذه المهرجانات، بل سيعمّق الفجوة بين المواطن والمنتخب، ويؤكد أن أي مشروع ثقافي يُختطف من قبل السياسة محكوم عليه بالفشل، مهما كان حجم ميزانيته أو أسماء الفنانين الذين يستقطبهم.


 

الرسالة اليوم أوضح من أي وقت مضى: الثقافة ليست أداة دعاية، والمواطن ليس جمهورًا تحت الطلب. ومن يصرّ على خلط السياسة بالفن، فعليه أن يتوقع مهرجانات بلا جمهور، ومنصات بلا روح


 

Partager sur :